حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9394

العطش كافر أيضا

العطش كافر أيضا

العطش كافر أيضا

28-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

حكاية عطش قرية أردنية يبلغ عدد سكانها عشرة آلاف نسمة ولأشهر طويلة .. هي حكاية توجعنا جميعا وتوجعني خاصة عندما تكون هي قريتي التي تضم أهلي وعشيرتي.. فهي (الطيبة )الرابضة على الشفا الغوري الجنوبي الغربي للكرك وهي حزام الكرك تاريخيا . . الحزام المحصن للكرك على المدى. . والتي لا استطيع الحديث عن أهلها بما يستحقون لأنهم أهلي..! إنها عطشى .. وأهلها العطاش منذ أشهر رفعوا الصوت عاليا لكل من يدير شؤون البلاد والعباد في الكرك الحبيبة. لكن لا حياة لمن تنادي.. تواصلوا مع الحكام الإداريين ..مع وزارة المياه.. مع الصحافة والإعلام.. أبرقوا إلى العاصمة ..لكن لا مجيب .. قيل إن الجوع كافر لكن من ينكر أن العطش أشد كفرا !! حكاية عطش الطيبة تصفعنا بأسئلتها الجارحة.. حول العمل الحقيقي للحكم المحلي في الأطراف.. وحول أدوات الإدارة المركزية في العاصمة في التواصل مع الأطراف القصية.. وحول الإدارة المحلية والبلديات المدمجة.. وحول جدلية المركزية واللامركزية .. وحول أدوات الدولة في التواصل مع البسطاء الطيبين.. وحول الدور الغائب للنواب .. وحول الأسباب الحقيقية التي تصنع شللا وعجزا مزمنا يحول دون وصول قطرات الماء إلى البيوت الأردنية المضمخة بالعز والجود والكرم!!؟؟ حكاية تصفعنا بأسئلتها حول الدور الفعلي للسلطة التنفيذية في تحمل الأعباء باسم جلالة الملك.. وحول الشعور بالحرج الكبير الذي يحسه أصحاب الولاء الحقيقي عندما يضطرون جلالته للتدخل في تفاصيل شؤوننا اليومية .. وحول خجلنا من أن نشغل جلالته بقضية وصول الماء لهذه القرية أو تلك.. أو هل مقاسات معاطف المكرمة الملكية ملائمة لأطفالنا أم لا؟ تعذبنا أسئلة الطيبة حول العمل الحقيقي للوزراء والأمناء والمدراء الذين لا يعرفون من الوطن إلا عمان وندواتها ومؤتمراتها!! حكاية الطيبة هي حكاية التنمية المشوهة... هي حكاية القرى المنسية في الأطراف.. هي حكايتنا نحن أبناء تلك القرى الذين ارتحلنا بعيدا عنها.. ولا نعرفها إلا في مواسم الانتخابات واستعراض الذوات..هي حكاية المناجم الأصيلة لرجالات الوطن .. المناجم البشرية الولادة التي تمد الوطن بالجنود والعمال والفلاحين والعمال والمعلمين والطلبة والمصابرين الصابرين .. أصحاب الولاء الفطري الأصيل غير المكلف.. الذين يفتدون الملك والعرش والوطن بالغالي والنفيس.. وهي حكاية العشائر التي تعطي ولا تعرف إلا العطاء .. وتلتمس العذر دائما لصاحب الأمر . حكاية الطيبة هي حكاية الأطرافالمحرومة من التمثيل النيابي وحتى التمثيل البلدي حرمت منه ببركات الدمج .. فالطيبة كغيرها من قرانا وأريافنا وبوادينا خارج التغطية .. فهي لم تستقبل مسئولا أردنيا كبيرا منذ زارها دولة المغفور له الشهيد وصفي التل عام 1971 قبيل استشهاده بأسابيع معدودة.. تلك زيارة يتيمة وضعت أسس البنية التحتية في القرية.. تلتها زيارة المغفور لها جلالة الملكة علياء 1978 .. ولعله من المهم التساؤل هل كان ضروريا أن يعطل الناس حياتهم للوصول إلى الدوار الرابع.. وان يتجشموا عناء السفر ليعتصموا أمام رئاسة الوزراء ليشرحوا معاناتهم ومظالمهم ويرفعوا الصوت عاليا حول عطشهم المستدام بديلا عن التنمية المستدامة.. هل نمتلك في زمن الحكومة الالكترونية أسلوبا أقل كلفة وأقل عبئا على الناس ، وأكثر سلاسة وديناميكية للحكومة..؟؟؟ إن الوعد الذي قدمه دولة الرئيس بزيارة القرية في غضون أيام يشرع أبواب الأمل بأن تجد الملفات المتراكمة لمشكلات الطيبة وأخواتها من القرى المحيطة سبيلها إلى الحل... ويعلم دولته أن مطالب الناس بسيطة لكنها جذرية..ويعلم الأردنيون جميعا أن الطيبة كأخواتها من قرى الأردن حصن منيع من حصون الولاء للعرش الهاشمي وللوطن الأردني.. وأظن جازما أن جميع المعتصمين من أبناء الطيبة أمام الرئاسة هم من المحاربين القدامى الذين تعطروا بشرف الخدمة في صفوف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الباسلة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9394
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم