بقلم :

 كان يوم مشهود معكم  منذ ساعات الصباح الباكر، في الشمس اللاهبة ، رأيت في شيماء الشيوخ الشهامة والرجولة، والإباء راقبيت عيونكم ،وعندما نزلتم من الباصات، لتزروا  جبال عمان  الثرية التي نستكم هي ومسئوليها .
جئتم   يارجال البطوش "لتنفيذ اعتصام لأجل قطرة ماء، لم يسمع احد لكم طيلة شهور صرخاتكم ،  حتى المحافظ لم يزوركم ،وذهبتم إلى عمان حيث الأسهم والقرار والاستثمارات والخصخصة . 
 نظرت في عيونكم يا أبناء العم  طويلا، وقرات مطالبكم وتمعنت في أخاديد وجوهكم  المتعبة، من الفقر والإهمال، وهي التي تحمل إباء  رجال الهية  ،وكتمت دمعة وضربت كف على كف حين 
عرفت إنكم جميعا متقاعدين أعطيتم الوطن بسخاء منقطع النظير سنوات وسنوات، وخرجتم بتقاعد لايتجاوز ثلاثمائة دينار لتدرس طلاب الجامعات وتصرف على الأسر وتشترى صهاريج الماء وغيرها   ،بينما الرواتب في عمان تتراوح للمئات من المدللين وأصحاب الحظوة من العشرة ألاف الى الثلاثين ألف انتبهوا " شهريا  "

   اة يا عشائر البطوش الكرماء كم أصبحت مطالب أحفاد ميشيع   وهزاع وحابس ودليوان ألمجالي  وحسين الطراونة وإبراهيم الضمور بسيطة
نسيتم كل هموم الحياة وأصبحتم تحلمون بطبيب يبقي للثانية عشر ويرى المرضى في المركز الصحي وطريق للأراضي البور وحاويات نفايات وشربة بدل الورود على الينابيع الملوثة على الدواب. 
فيااحفاد الظاهر بيبرس  لقد حضرت مئات الاعتصامات  بحكم عملي  وكانت مطالب المعتصمين  تحسين الأحوال المعيشية وزيادات الرواتب لكن لم أتوقع  أبدا إن الاردنين في الألفية الثالثة  بعد الفقر والغلاء والبطالة أصبحوا لايجدون الماء في صنابنر المواسير
وأردت إن أسئل لماذا لم يسمع صوتكم طيلة ستة شهور،   أين وزارة المياه ، واين أصبحت  مياه عين سارة والسيل واللجون والعينا  أين تذهب   تدفقات ينابيع مياه كرك إلهية ليعطش إباءها
ولقد ضحكت عندما عرفت إن أخر مسئول زار قرية الطيبة  المرحوم وصفي التل  في السبعينات، من القرن المنصرم  بعد الفيضانات التي داهمت القرية  ،وأقام  جسر يخدمكم لليوم ..
عذرا يابناء وشيوخ ورجال البطوش ، ذكرتم مواجع  في داخلي  عن قصص أبناء القرى في كل إنحاء الوطن ،وكيف عشنا صغارا  بين الفقر والجوع ،وفي الملابس الرثة والعمل من بعد الفطام ،نعم  كنت أحاول نسيان كل ذلك  وسط العاصمة وبناتها الحسان والعطر الفواح والاتيكيت والمطاعم الفاخرة  والمجتمعات المخملية  ،
اة ياكرك ويا جنوب  لماذا قست عليك عمان كل هذه القسوة وأنتي التي أعطيت دماء شهداء في كل الساحات، وكان أبناءك  وبناة وطن وسيارة يعبر فيها أبناء المدللين شوارع عمان  تعادل موازنة قرية في الكرك
وتراب أرضها  فيه كل خيرات الوطن  من البوتاس والفوسفات والاسمنت وألان وقعوا على الصخر الزيتي وغدا ربما البترول ولم ينالكم من هذا كله شيئا
سمعت مطالبكم  يابناء البطوش وغادرت امسح دموعي مهزوما  انتم مثل كل أبناء الوطن الطيبن يأهل الطيبة أعطوا كثيرا ولم يجدوا يوم الحصاد شيء فقدح حصد الهبيشية الأخضر واليابس 
عمان نستكم أخذت خيرات الوطن وتركت اذرح ومكاور وسما الروسان وغيرها لله  و فعلا كما قلتم لو  رأى  المسئولين أحوالنا لأقاموا تماثيل صبر لنا فلقد تحملتم الفقر والجوع وألان الماء عذرا ماذا بقي بعد

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا