حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9113

نموذج العنكبوت في الإعلام العربي ؟!

نموذج العنكبوت في الإعلام العربي ؟!

نموذج العنكبوت في الإعلام العربي ؟!

28-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 [ أنوّه بداية أن لا علاقة من قريب أو من بعيد بين عنوان هذه المقالة وبين ما يسمى بالشبكة العنكبوتية ، فما سنحرث نحن والعنوان في أرضه اللعينة هو نموذج العنكبوت في المجتمع العربي تخصيصاً وتعميماً ، إذ أزعم ولا أجزم بأن هذا النموذج يترعرع ويتربرب فقط في دول العالم الثالث ، أي في دول الجنوب والشرق إذ لا حياة له في مجتمعات الشمال والغرب حيث الحرية والمساواة والديمقراطية .. وهذا النموذج الإنساني الذي يتمثّل بمزايا وأخلاق بل وأيضاً بقوانين حشرة العنكبوت السامة ، يجد دائماً مراعيه الخصبة عند الأبرياء والطيبين وهم كثر في مجتمعات الوطن العربي والشرق بإجمال ، والمعروف من طقوس هذه العائلة الدموية أن الزوجة أو أنثى العنكبوت مثلاً ، تجهز على حياة نصفها الخشن زوجها فور نيل وطرها منه أي بعد حفل الزفاف مباشرة ، ربما من هنا كان تجنيس هذه الحشرة بالمؤنث لقصر حياة الذكر المحكوم بقصف عمره على يدي أنثاه المستبدة ! ثم ما أن تضع الزوجة / الأم بيضها وتبدأ عملية التفقيس ، وخروج الصغار العناكب والعنكبوتات إلى الحياة ، وقد ولدوا وفقاً لمواضعات القبيلة العنكبوتية التي لا تقدس الحياة الزوجية ، إذ لا فرح هناك ولا عيارات نارية ولا مدافع فتاش ولا ما يحزنون ، ولا أيضاً (العروس للعريس والجري للمتاعيس) إذ لم يعش العنكبوت و العنكبوتة في (ثبات ونبات حتى يخلفوا صبيان وبنات) ، يكونون للوالدين في شيخوختهما (سكر نبات) إذ و ببساطة لا من شيخوخة للأبوين ، فالزوجة قتلت الزوج والأبناء سيقتلون الأم فور خروجهم من البيض المتربص ! غير أن نموذجاً آخر يدور هو أيضاً في فلك ذات الدائرة العنكبوتية ، يتعلق بشباك العنكبوت وأحابيله في صيد ضحاياه وهو بالمناسبة هدف هذه السطور المتواضعة ، كشف عن سجفه وأماط اللثام عن وجهه الحقيقي الصحفي والأكاديمي المصري (د. عمرو عبد السميع) ، أستاذ الإعلام المعروف وصاحب البرنامج الذائع الصيت (حالة حوار) الذي تبثه الفضائية المصرية ، وذلك في روايته (العنكبوت) التي جسدت أخيراً على الشاشة الصغيرة مسلسلاً تلفزيونياً عرض على غير شاشة رمضان الماضي .. يسلط فيها الدكتور عبد السميع الضوء على نموذج الصحفي الفاسد / العنكبوت (عبده الدسوقي) ، الذي استطاع أن يسيطر على الجميع كما بيادق على طاولة الشطرنج ، إذ قلب الطاولة على الجميع زملاءَ و مسؤولين ، مرورا بمعلمه رئيس التحرير المسؤول وصولاً إلى رئيس مجلس إدارة الصحيفة ، وما أن استوى على سوقه قيادياً حتى راح يعيث في المكان فساداً وإفساداً ، إذ استغل السياسي ، ورجل الأعمال ، وصاحبة الملهى ، وكبير الأمن ، والصديق المحامي ، والأكاديمي الذي أُبتعث على نفقة الجامعة إلى الولايات المتحدة ، ليناقش رسالة الدكتوراة في التنمية في دول العالم الثالث ، ليجعله يغيرها لتصبح في أثر الرقص الشرقي على علاقة الشرق بالغرب ! لم يبتعد نموذج الدكتور عبد السميع كثيراً ، عن نموذج (محفوظ عجب) في رواية (موسى صبري) الشهيرة (بلاط صاحبة الجلالة) في سبعينات القرن الماضي ، مع ملاحظة أن نهايتي النموذجين في الروايتين واحدة لكن البدايتين مختلفتان ، ففي حين كانت بداية الأول / عبده ونهايته (قمرة وربيع) ، فإن محفوظاً / الثاني قد واجه الأمرّين قبل أن يفهم اللعبة ويتقن لغة السوق ويفوز (بالبريمو) ! كان نموذج العنكبوت في هذين العملين الدراميين ، باختصار ، يدق بقوة على خزان ذاكرتي في مقابل نماذج في غاية النبل والشرف والمهنية النظيفة ، فقبل أيام ودعت الصحافة المصرية بخاصة والإعلام العربي بعامة ، نموذجاً نابهاً باهراً وطاهراً هو الصحفي والتلفزيوني المرحوم (محمود فوزي) صاحب برنامج (حوار على نار هادئة) ، و بالصدفة كنت قد شاهدت الحلقة الأولى من حواره الهادئ ، مع مدير عام الضيافة الجوية في شركة مصر للطيران ، وهو حوار عاجلته المنية قبل أن يسجل الحلقة الثانية منه الأحد الماضي ، والذي قاله رموز الإعلام المصري في الراحل فوزي كالأساتذة مصطفى بكري وحسن راتب ومكرم سيد أحمد وغيرهم ، يرسي القواعد المشروطة والمطلوبة في نموذج الصحفي أو الإعلامي الشريف ، ويستوي نمذجة لما يجب أن يكون عليه المشتغل بهذه المهنة الحضارية والإنسانية في آن معاً ..] ABUDALHOUM_M@YAHOO.COM


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9113
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم