سرايا -

سرايا- عصام مبيضين - ناقش مزارعو الأغوار موضوع الحرائق الإسرائيلية في اجتماع عقد أمس لهذه الغاية في منطقة المشارع.

وأبدى المزارعون عدم رضاهم عن تقديرات لجان حصر الخسائر في وزارة الزراعة للأشجار المعمرة التي تعرضت للاحتراق الكامل.

ويرون أن اللجان أوقعتهم في الغبن عندما قدرت سعر الشجرة المثمرة والمعمرة بعشرة دنانير.

ويطالب المزارعون الوزارة بمتابعة التحرك لتحصيل تعويضات لهم من "إسرائيل" على الخسائر التي منوا بها جراء تكرار إشعال الحرائق.

من جانب آخر، كشفت إحصائيات وزارة الزراعة أن الحرائق الإسرائيلية، في المناطق الحدوية شملت 1250 دونما بعد معاهدة وادي عربة عام 1994.

وأتت الحرائق على حقول مزروعة بالحمضيات، فضلا عن بيادر القمح والشعير، وأشجار مثمرة يزيد عمرها عن 50 عاماً.

وتتعدد أسباب الحرائق الإسرائيلية من إطلاق القنابل التنويرية، وانفجار ألغام، وحرق أعشاب على الأسلاك الشائكة لمراقبة الحدود. وبلغت قيمة المطالبات المالية الأردنية جراء خسائر الحرائق 88.472 ألف دينار.

ويقدر عدد الأشجار التي احترقت من عام 1996 إلى عام 2009 حوالي 3212 شجرة.

وجاء في كشوفات الإحصاءات، وحسب التقديرات ما يلي:

ففي تاريخ 26/ 6/ 1996 في منطقة "زور المنشية" حدث اندلاع حريق كبير ألحق أضرارا ببعض المزارع، وشمل الحريق حسب كشوفات وزارة الزراعة إتلاف 200 شجرة مندلينا عمر الشجرة 30 عاما، وإنتاجها 30 صندوقا في السنة، وتبلغ قيمة مطالبة التعويض 3000 دينار.

وفي نفس الحريق، احترقت 60 شجر ليمون عمر الشجرة 25 عاما، وإنتاج الشجرة في السنة 30 صندوقا. بينما خسائر شجرة البوملي 50 شجرة وعمرها 25 عاما، وإنتاج الشجرة الواحدة 30 صندوقا في السنة. واحترقت 40 شجرة برتقال أبو صرة أعمارها تتراوح من 15 إلى 20 سنة، وإنتاج الشجرة 15 صندوقا في السنة.

وبخصوص الأضرار في تلف شبكة الري بالتنقيط عن خط أنابيب بلاستيك قطر 90 ملم طول 200 متر بمعدل سعر 1.40 دينار للمتر، وأتلفت خط أنابيب بلاستيك قطر 50 ملم بطول 200 متر، وبلغت مجموعة الأضرار (15530).

وأشارت إحصائيات الزراعة أنه في 10/ 5/ 2004 وقع حريق آخر في منطقة "غرب وقاص" في منطقة الزور، وفي هذا الحريق الذي تم السيطرة علية بعد ساعات طويلة من اشتعاله، تم حرق خمسة دونمات مزروعة بالموز، و200 شجرة حمضيات، و50 شجرة كينيا، وكانت من الأشجار المعمرة ويتراوح عمرها من 10 إلى 30 عاما.

وقد أدى الحريق إلى إتلاف خطوط بلاستيك، وبلغت مجموعة الأضرار المالية (1365)، وفي العام الذي يليه وتحديدا في 13/ 7/ 2005 اندلع حريق في الوحدة رقم (565) في منطقة الزور على الحدود الأردنية-الإسرائيلية، وقد تضررت بهذا الحريق 423 شجرة حمضيات، و69 شجرة زيتون، وشجرتا جوافة، وجميز 2، وكينيا 2، ورمان 100، وصبر 10، وكانت قيمة التعويضات (17792) دينارا.

بينما الأضرار التي لحقت بالمزارعين بتاريخ 16/ 6/ 2009؛ فشملت 50 خلية نحل، ويؤكد تقرير رسمي أعدته مديرية زراعة الأغوار الشمالية أن حريقا شبّ في منطقة الباقورة أتى على نحو 195 شجرة حمضيات، و100 شجرة حرجية، و40 شجرة زيتون، و10 أشجار رمان، وأتلف 50 خلية نحل ومواد زراعية، إضافة إلى محصول شعير مساحته خمسة دونمات، وبلغت قيمة التعويضات المطلوبة (23.495) دينارا.

وفي الحريق الأخير في 18/ 7/ 2008 احترقت 975 شجرة حمضيات معمرة يتروح عمرها بين 10 إلى 40 سنة، وأنابيب وبرابيش وشيكات ري على مساحة 3 دونمات، وحرق 600 شجرة حرجية، والحريق بطول 7 كيلومتر على امتداد نهر الأردن.

وجاء في الأسباب التي ساعدت على انتشار اشتعال النيران في مزارع الحمضيات؛ وجود أعشاب جافة، بالإضافة إلى رماح قصيب على ضفاف نهر الأردن والمهارب والأودية والتي تعود صيانتها لسلطة وادي الأردن.

وانتقد التقرير وضع الطرق الزراعية الفاصلة بين الوحدات الزراعية، ويوجد فيها بيوت وأعشاب جافة بكثافة.

واقترحت اللجان شق طرق محاذية لنهر الأردن ليفصل بن النهر والمزروعات، مخاطبة سلطة وادي الأردن لعمل الصيانة الدورية للمهرب والأودية التي يوجد فيها أعشاب، ولعمل دورات لتنظيف المزارع وتأمين طيران لإطفاء الحريق.

وتعليقا على تكرار الحرائق الإسرائيلية قال المزارع محمد عودة القضاة، أحد أصحاب المزارع المتضررة، إن المخاوف تتركز على عدم وجود تعويضات أصلاً، خاصة بعد التهام الحريق 75 دونماً مزروعة بالخضراوات وتدميرها بشكل كامل، إلى جانب أشجار حمضيات معمرة لأكثر من ثلاثين سنة، وبعض خطوط الري والأدوات الزراعية الأخرى.

وأكد القضاة أن على وزارة الزراعة التحرك لطلب التعويضات من الجانب الإسرائيلي، وقال إنه استشار عددا من المحامين الذين أكدوا أن قضيتهم يجب أن ترفع إلى المحاكم الدولية، خاصة أن لديهم شواهد وإثباتات بأن الحريق امتد إلى أراضيهم من الجانب الغربي من نهر الأردن.

من جانبه، شرح المزارع رائف أيوب العبيداوي أن الحرائق الإسرائيلية في شهر حزيران أتت على 32 دونما من ملكيته الخاصة، التي تضم أكثر من 120 شجرة حمضيات معمرة تحولت إلى رماد، إضافة إلى خسائره الأخرى في أنابيب الري ومعدات وأجهزة زراعية أخرى تقدر بعشرين ألف دينار.

وطالب العبيداوي الحكومة الأردنية بأن تطالب "إسرائيل" في الاجتماعات معهم بتعويضهم، وإيقاف انتشار الحرائق، وإعلام الجانب الأردني عنها مستقبلا.

المزارع توفيق المهداوي قال إن التقديرات التي وضعتها لجان التعويضات عن قيمة الأشجار المعمرة، والتي يتراوح عمرها بين 15 إلى 30 سنة فيها إجحاف شديد وغير عادل، لأن هذه الأشجار لن تطرح ناتجها لخمس سنوات، والأشجار الأخرى انتهت نهائيا، وأضاف المهداوي أن تقديرات الأنابيب وشبكات الري لم تراع فيها الوزارة العدالة.

عضو اتحاد مزارعي الأغوار جمال مصالحة أفاد بأن الحرائق الإسرائيلية تتسبب بوقوع أضرار كبيرة في الأراضي الزراعية المحاذية للحدود.

وشرح مصالحة أن إشعال الإسرائيليين للنيران في جانبهم يؤدي أحيانا إلى نقل الرياح للشرر إلى الجانب الأردني، ويشعل النيران في المزارع القريبة من الحدود. وقال مصالحة إن المزارعين يوجهون اتهامات مباشرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ويطالبون بإلزام الجانب الإسرائيلي بدفع قيم الأضرار والخسائر التي لحقت بهم، كما يطالبون بتقديم الضمانات المطلوبة لعدم تكرار هذا الأمر.

إلى ذلك، ما زالت وزارة الزراعة تنتظر من الحكومة الإسرائيلية نتائج المطالبات التي قدمت في اجتماع اللجان الفنية الزراعية الأردنية-الإسرائيلية، لبحث سبل منع تكرار إحراق "إسرائيل" لمزارع الأغوار، والاتفاق على إجراءات احترازية لمنع انتشارها.

وسعى الوفد الأردني في اللقاء الذي انعقد الأسبوع الماضي، إلى إلزام الجانب الإسرائيلي بإعلامه بإشعال الحرائق غربي نهر الأردن، لكي تأخذ الأجهزة المختصة استعداداتها للسيطرة السريعة على الحرائق قبل امتدادها، وأشار الوفد الإسرائيلي أن موضوع الحرائق من مسؤولية وزارة الداخلية والجهات الأمنية، وأن هناك لقاءات مخاطبات معها حول ذلك.

عن السبيل

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا