بقلم :

     كل ما في الأمر أننا نستذكر محياك مع كل ذكرى سنوية لإحتلال العراق ، هو تاريخ عالق وذكريات يصعب نسيانها إلا إن تناسيناها عن سابق قصد..، في فترة رحيلك القصري إلى دار البقاء والبقاء لله لا للبشر يا أبا فاطمة ، نكشط الذاكرة بأقلام رصاص علها تزيل ما علق من سوء فهم وأوساخ انبطاحية لا تمحيها نعمة النسيان ومرور الزمن مع الخمسية الأولى لرحيلك ، حتى وإن مرت الذكرى الخمسين سيبقى الأمر على ما هو عليه وإن فتر.

أخي طارق بن أيوب..، نلتمس العذر من أهلك الذين نستأثرهم بك فهم "الناس الطيبون"..، الذين لم يتغيروا عبر خمس سنوات مرت بكل عنفوان القهر والقتل في بلاد ما بين النهرين ، والحزن والأسى والصبر في عمان. لكن عزاءنا أن لك إخوة سكنوا الرحم نفسه ، خالد وخليل وجميلة ، باقون على العهد ويتسامرون بذكراك..، هم بألف خير من الله ، يدعون لك بالمغفرة والرضوان. فعندما نكون في حضرتك نلملم ما تبقى من القوة والجرأة ونتحدث عن مناقبك ، ونحشد قوانا لمخاطبة صحفي خرج عن السيطرة قبل أن يخرج عن النص.

خمس سنوات مضت ، وبين الفاطمتين الأم والبنت علاقة رمزية وعضوية جديرة بالاهتمام ، فيها شموخ لا حدود له ، وإن كان كل حسب طريقته. في إسقاطنا تعلم الكبيرة الصغيرة ، وأحيانا أخرى تستلهم الكبيرة من الصغيرة ذلك الشموخ البرئ..، عندما تأتي الأميرة الصغيرة تتغير ملامح الجميع ، وتصبح فاطمة الصغيرة بوصلة الجلسة بكل اقتدار.

أما والدك الأصيل ، فإنا نشتاق لجلسته يسرح بنا منذ البدايات ، لا يكف عن حكايات الكويت وفلسطين، وذكرياته التي لا تنتهي ، فيه وفاء قلما تجده لمسجدك "أبو قورة"..،   فما زال متمسكا بالتردد إليه ، فهو المسجد الذي أحببت وصليت ، قد يكون لقربه من الجريدة..، أو لحشود المحبين لك وله بعد ذلك. أراه من وقت لآخر وفي "صلاة الجمعة" بالذات ، يلتف حوله كل من عرفوك..، من إمام المسجد والمؤذن ، وبقايا مصلين يذكرونك.

أيها الاستثناء..   اذكرنا عند ربك ، فأنت من قدم دمه لتزداد الآخرون فخرا ، وستبقى شامخ الرأس كما كنت في حياتك ، ولتكن مزابل التاريخ لمنكسي الرؤوس ، وبقايا العملاء.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا