بقلم :

برغم من ان الموبايل ثقافة شابة , لكنها فرضت نفسها على جميع شرائح المجتمع قبل ان نكون مهيئين لأستقبالها , والموبايل على اهميته في هذا الزمن المتسارع , الا انه جلب معه بعض الامراض النفسية والجسدية , ناهيك عن ضعف التواصل الاجتماعي , فانت ما تلبث تجلس بين مجموعة افراد حتى يغرز كل واحد رأسه داخل موبايله ويبحر في عالمه الخاص , فيموت الحوار الحقيقي امام سطوة التكنولوجيا . الموبايل بأيدي ابنائنا طبعا وجاهة حقيقية للأباء , وهل يعرف الأباء والأمهات ماذا يتناقل ابناؤهم من سموم عبر الموبايل , وان هناك اسرار وصور وأفلام لا تخلو من أمور غير اخلاقية يتناقلها الشباب وتمثل لهم وسيلة سريعة وأمنة لتجاوز المحضور الأخلاقي والديني , لأنهم يعيشون في ظل هشاشة اجتماعية يعانون منها , ويعتبرون الخلوي صلة تواصل مع اصدقائهم , وتقنية البلوتوث تساعدهم على هدر وقتهم وكله تسلية بتسلية . هذا الجهاز الخلوي ( الموبايل ) مثله مثل الأنترنت يهدم البيوت ويضيع العرض والشرف والكرامة وتزول الهمم ويدمر امة واصبح وسيلة انتقام من الغير وتصوروا كم من المشاكل التي حصلت ولا مجال لسردها . هل من المنطق ان الأطفال والشباب وفي بداية حياته اول ما يفكر فيه هو الموبايل , واذا نظرنا للغرب سوف ترى ان الموبايل لن يشغل تفكير احد ويستخدم بطريق سليمة . الموبايل يصور حفلات مختلطة وغيرها وتعرفون ما يجري في الأعراس من رقص وغيره ورنات وأغاني خليعة في عزاء وحتى لم يسلم الناس منه وهم في بيوت الله ( المساجد والكنائس ) ودعايات ونكات واختراقات وتصوير الجيران عبر الزوم ولو كان شبابيكهم مفتوح 10 سم واذن هنا نستنتج بأن معادلة الموبايل هي ـ ترقيم + مواعيد + سهرات + هدايا +كلام حلو + وهم الحب + تسلية + اغاني + شعر + مصلحة + فراغ ـ دين ـ واجبات عائلية ـ فلوس ـ اخلاق ( سيئات ) = خسارة في الدنيا والأخرة . وهل كل هذا يندرج تحت مسمى العولمة وهي القضية المحسومة لصالح الرأسمالية المعلوماتية والليبرالية الجديدة والتي هي مدعومة من اقوى وأغنى دول العالم , وغير قابلة للقيادة أو التوجية وهي أنية وقدر مصيري لا يمكن ايقافها وهي قرار سياسيترتكز على الأنفتاحية حيث نأكل من المطبخ الأمريكي ونشاهد التلفزيون الأيطالي . واخيرا الجهاز الخلوي ( الموبايل ) اخترع واستحدث لخدمة البشرية ولكن للأسف في بلادنا العربية استخدم لتدمير المجتمع واصبح هيمنة غير مشروعة وكذبة كبيرة ولا يوجد في استخدامه بعدا انسانيا , لأنه لا يستخدم في الأسلوب والطريق الصحيح عند الأكثرية , وتصوروا حجم الأنفاق السنوي على الاتصالات بالموبايل حيث يتعدى خمس ميزانية الأردن بدل ان تكون هذه الأموال في باقي القطاعات المنتجة وترفد خزينة الدولة بدل ان تضيع في الهواء الطلق حاملة الفيروسات التي لا نعلم عنها شيئا .  

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا