حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10974

الحرية السياسية بين اعتصامات النقابات والضرب بالعصي

الحرية السياسية بين اعتصامات النقابات والضرب بالعصي

الحرية السياسية بين اعتصامات النقابات والضرب بالعصي

06-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

أريد أن أكون في هذه المادة حياديا لن اصطف مع أي شخص كان في تلك الساعة العنيفة التي حدثت أمام وزارة الزراعة في شارع الملكة رانيا حيث   تقع فيه أول جامعة أردنية خرجت متعلمي الأردن الأوائل ونفس الطريق التي تقودك إلى السلط الأبية ومن ثم إلى كرامة الأردن التي شمر فيها جشنا عن ساعده في صد الجيش الصهيوني في معركة الكرامة ، فهو شارع  رمزي وعظيم الذي حدث فيه فك اعتصام نظمته لجنة مقاومة التطبيع ضد بيع منتوجات إسرائيلية ، ليفك الاعتصام عبر عصي  قوات الدرك ..

قبل حديث العصي وتحويل المواطن إلى كيس ملاكمة يتلقى ما تدرب عليه رجل الأمن من دورات جيدو وسجال ، أعود قليلا في ذاكرتي إلى قناة "الجزيرة" حيث يجلس الكاتب الصحافي الإسلامي  ياسر الزعاترة ويتحدث عما يجري في إيران ويقول بان المتظاهرين   مجموعة من المنتمين للغرب ، أي أن الزعاترة  المتشبع بعقلية هروات حماس يعتبر قمع الشعب الإيراني من قبل الحرس القمعي أو ما يسمى بالثوري المعروف بوحشيته وتاريخه الدموي . فهل سيعتبر الإسلاميين والنقابيين أنهم محسوبون على إيران ويحق للدرك قمعهم مثلما قبلوا القمع الإيراني ..؟

   طوال أسابيع لم أسمع من نقاباتنا الديمقراطية وجامعاتنا الإسلامية من يصرخ بوجه إيران ويقول لها كفاية  قمعا أو ينتقد قناصا من الجيش الإيراني   أطلق رصاصة غدر على الشابة ندى فأرداها شهيدة ضد نظام أحفاد جنكيز خان ، فالنقابي الأردني   يبيح قمع الإيرانيين بينما قلبت الحناجر لعصي الدرك الأردني، أنا ارفض القمع الإيراني والأردني وأعتبر أن كل إنسان له حق التعبير السلمي ، ولكنني أتمنى من  نقابينا خاصة العاشقين لهروات أية الله  خامنئي أن يتعظوا او قد نالوا درسا بمعنى القمع والإرهاب الفكري .

  أما عن التطبيع وقبل محاورة العصي الملتفة ، فنحن ندرك أن دولتنا الحبيبة تلتزم بمعاهدة سلام ، ولها في وادي عربة وثائق تؤكد على ذلك ، ولكن إسرائيل لم تلتزم يوما لا بسلام داخلي مع شعبنا الفلسطيني ولا مع الأردن ، لذا علينا أن نقف مع حقيقة واحدة هؤلاء مغتصبون وليسوا جيرانا و علقم لن يأتي منهم خيرا لذا كان على وزارة الزراعة أن تلاحق هؤلاء لأننا نرفض التطبيع مع جهة إرهابية ومع مستعمرات تزرع في أراضي مسروقة من أهلها، واعرف أن الاقتصاد الصهيوني لا يعتمد على بعض الشاحنات التي تحضر خضرواتهم ولكن الأمر رمزي أكثر منه مادي، وكان على النقابيين أن تنشر  أسماء التجار لفضحهم  أو طلب اجتماعا مع رئيس الوزراء والزراعة ،لا أن نستغل أي حدث ونضخمه لأجل أن نظهر أننا أبطالا فحتى النسبة العظمى من الشعب لم تعد معنية بمثل هذه قصص فهي تخشى التطبيع مع الجوع قبل كل شيء.

 وفي المقابل وعلى جميع الحالات أجد أن  السياسي الأردني منتمي ومتعلم ومن خيرة المثقفين و لايستحق أن يضرب من شباب بأعمار أحفاده ، وقد شاهدت الاعتصام على عدة مواقع الكترونية وفضائية لن يغفرها ما تحدث به وزير الداخلية ، فيجب أن يضع لنا حدا لسلامة المعتصم السياسي الأردني ، فما شاهدته نخبة من أهل النقابات المتعلمين والمثقفين وليس مرتكبي شغب ، ولم يعرض لنا حملهم لعصا أو إطار محترق أو حتى أي تمادي لهم ، ولنوافق القانون أن اعتصامهم غير مرخص ، فهل يعاملون في ذلك الشكل العنيف ولماذا نفسد صورة الأردن الديمقراطي كل مرة لأجل فعل نختمه بجملة عمل فردي. فلن ننسى أحداث غزة حينما ضرب مراسل الجزيرة ياسر أبو هلالة وأصبحنا سيرة لكل الفضائيات مع أن  الأردن كان الأكثر شرفا وموقفا في إحداث غزة.

جلالة الملك حفظه الله يسعى إلى رفعة الأردن عالميا ونحن نقول أننا بلد ديمقراطي ، وفي كل مرة تخدلنا عصي   الدرك ، لنمكن الفضائيات الحاقدة من النيل منا وعرض المشهد في كل موجز ونشرة أخبار حتى ان كلمة الدرك صارت تتداول كثيرا على ألسنة المراقبين العرب ...!

عندما تأسست قوات الدرك أسعدت كثيرا وأنا أشاهد تدريبهم العالي ومن خلال مراقبتي عرفت أنهم يتلقون دورات قتالية على مستوى متميز   تبدأ من السجال وفنون الجيدو واستعمال العصي لفك المظاهرات على الطريقة الألمانية والصينية ، وهنا أشعر بسعادة واطمئنان لهذه التدريب واختيار الأجساد المدربة المنتقاة ، ولكن هذا التدريب العالي والشحن لا يضر إن كان مضبوطا وبقليل من الانفعال فلا أظن أن عجوزا أو نقابيا مثل أحمد العرموطي أو ميسرة ملص بحاجة إلى فنون قتالية  وليس شجاعة أن "يبطح " مواطن فاق عمره الستين ويضربه أربع إلى خمس رجال مدربين ولا أرى فيها استعراض قوى وكأنه مناورة شاقة .

 نحن مع الضبط واحترام الأمن والضرب من حديد إذا مس امن الشارع والوطن ، ولكن على قاعدة لكل فعل ردة فعل مساوية لها بالمقدار لا أن يتحول معتصم إلى كيس ملاكمة أو ميدان رماية أو ساحة تدريب وهل السياسي سيكون عليه قريبا أن ينتسب لمعهد شاولين كي يتفادى ضربات سجال قد تصيبه بإعاقة دائمة طول العمر من الجيد أو المميز أن يعطى بعض الشباب دورات في التميز بين القضاء على العنف أو ضبط مواطن أو كهل أو مثقف ، ومع تكرار هذه الحالة أصبح الأمر خطيرا ليس في المظاهرات بل حتى في أي تماس مع شرطي مدرب في الشارع.. أتمنى أن أتلقى جوابا بقلم ليس بعصا أو ضربة سجال ..

Omar_shaheen78@yahoo.com

  


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10974
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم