حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10980

الحرية الصحفية برسم الهواء الطلق ؟! ( 2 )

الحرية الصحفية برسم الهواء الطلق ؟! ( 2 )

الحرية الصحفية برسم الهواء الطلق ؟! ( 2 )

05-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

[ سيدي جلالة الملك .. قلبي على وطني .

أما قبلُ .. فهذه المقالة هي توأم المقالة السابقة ، والمعنونة ب(الحرية الصحفية لأصحاب الألسنة الطويلة و الأرصدة الأطول) ، أو هي إن شئتم تتمة لها مع تحفظي على ما تراخى بينها من أيام لأسباب قسرية (!) إذ ما زالت فراشات بوحي تدور حول مصباح الحرية الصحفية المطفأ (!) وعليه فما زلت وكما اعترفت في المقالة الأولى ، تحت وطأة رعب قيمي وإنساني في آن معاً ، أراه كصراط لاهب يمتد عمودياً بين السماء والأرض ، لم أُحط به خبراً مسبقاً ولم أعهد مثله وعلى هذا النحو الظلامي في الماضي !

ما زلت خائفاً .. أجل ، مظلوماً مسلوبَ الرأي الإنساني والحق الدستوري ، وبكلمة مبتسرة ترتجف حروفها خوف سادة الأمر الصحفي وسدنته المتجبرين (!) فجميع الصور اختفت من دارة عرضي لقصة الحرية الصحفية ، إلا من صورة واحدة بقيت جاثمة على صدر شاشة هذه الذاكرة المستباحة ، تظهر سيداً واحداً يتبادل الأدوار مع سيد آخر هو ذاته ، وعلى طريقة القاضي / الجلاد أو الجلاد / القاضي ، يسوط ظهر تسطيري الذبيح بين آراء وتعليقات هي فقط لوجه هذا الوطن ومليكه العظيمين ، وفي الأفق شبح لمارد يخدم جن المسألة ، كي لا أعد كم من السياط الخلاسية تهوي على جسد خطابي الإنتمائي !

أي حرية صحفية بل أي حرية بمعناها المطلق أرادها جلالة الملك ؟!

وأي حرية هي في الواقع الصريح حربة في ظهر نهضوية هذا الحمى الأشم يريد هؤلاء ؟!

لقد أرادها جلالة الملك حرية سقفها السماء أي حرية بلا سقوف ، وراح هؤلاء يملأون جميع وسائط الميديا المكتوبة والمرئية والمسموعة ، بضجيج التصفيق وعجيج التلبية لصرخة جلالته الحضارية بكل اللغات والمقاييس، لكن خلف الكواليس المعتمة والأبواب المغلقة ، راحوا يوقفون مدّ هذه الحرية على مكتب صغير لمراقب صغير ، لا يرى أبعد من أنفه المغلق على روائح لا وطنية ، وبهذا المعنى فهم تحت الأضواء يشيدون بمكرمة جلالته السامية ، وفي العتم وخارج الفوكس هم يذبحون جسد هذه المكرمة من الوريد إلى الوريد ، وإلا ما معنى أن تتكالب خراف الخارج عبر خراف الداخل على خراش أمرنا السيادي ، وما من قلم انتمائي حتى النخاع يُسمح له بالدفاع عن الوطن وملك الوطن وعروبة هذا الوطن ، فوحدهم أصحاب الأقلام المدللة والألسنة الطوية والأرصدة الأطول (وعلى كل لون يا بطشطة) ، هم المسموح لهم رغم قصر ذيلهم الوطني وضحالة ثقافتهم الصحفية ، بالوقوف دفاعاً عن شأننا السيادي ، لكنه دفاع منزوع الدسم إذ أن ألسنتهم هنا وأقلامهم تقصر فتقتصر على هلاميّ الدفاع لا عمقه المطلوب ، ولا عجب إذ أمر قبضهم من الخارج دعماً لخلاسيّ ما يسطرون وفي مراكزهم يطرحون ، هو على رؤوس الأشهاد مشاع لمن يريد أن يعرف حقائق ما يجري ، وفي الواقع الصريح أن روائح ما يقومون به تزكم الأنوف مذ كانوا وروائحهم حتى يوم الأردنيين هذا ، فعسكرة المرئي على الفضائيات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية ، كل أولئك وضع الحقائق أمام الناس بلا رتوش بمعنى أنه لم يعد هناك من أسرار ولا ما يحزنون ، ما يجعل الحكم بمصادرة لعانة حرسيّ هؤلاء واجباً وطنياً حضارياً و إنسانياً في نهاية المطاف !

لقد بلغ زُبى شأن هؤلاء زباه ، وبات السكوت عن المسكوت عنه لدى هؤلاء من الخيانة العظمى ، إذ للمثال لا الحصر وصلت الوقاحة أو قل الإستخفاف بأحد هؤلاء ، أن ينال وعلى إحدى القنوات الفضائية من وطنية رمزين أردنيين ، يجمع الفرقاء على مكانتهما المحفوظة لدى الوطن وقائد الوطن وشعب الوطن ، فيرى مع أنه من (ولاد إمبارح) اللذين يصح فيهم المثل الشعبي (يا شين ما انت بمصر بس من امس العصر) ، بأن دولة الأستاذ عبد الرءوف الروابدة ودولة الأستاذ أحمد عبيدات ، مثالاً لا حصراً ، يغردان خارج السرب (؟!) و يخبصان في أمور لا يعرفان منها شيئاً (؟!) وكذا .. حتى وصل به تحليله الخلاسي إلى ما أربأ بنفسي وقلمي أن نخوض مخاضه ، فماذا تريدون يا رعاكم الله أن نقول في مثل هذا الطرح المارق ؟، ما يصدق فيه وهو حسبنا على كل حال مقولة ليس بعد الكفر ذنب !

شخصياً .. شبعت معطاً ، ومثلي كثيرون .. منهم من انفرط عِقده .. يأساً وخسراناً ، ومنهم من يحتضر .. قمعاً تشييئاً واقصاءاً ، فأي حرية صحفية هي هذه التي بها يتشدقون صباح مساء ، ولها ينظّرون ضحى وعشيةً وفي الأذكار ، وفي أول قراءة لمقالة تنبض عشقاً للوطن وقائد الوطن وشعب هذا الوطن ، تجدهم فوراً يقلبون ظهر المجن لهذه الحرية الصحفية (!) بعد أن يفصلّون قالبها خلاسياً على مقاسهم الخلاسي (!) بوضعهم مساحيق من روث قزح على وجهها الحيزبوني الدميم ، وللذين يرونني مبالغاً أو أنني امتطيت صهوة جواد التجني أو الظلم ، فأقول بأنني من عجب يضج له لهول ظلمه صيام رجب ، أعاني كل هاتيك الأمرّات بعد الأمرين : الإقصاء والتهميش منذ ثلاثة عقود ونيف من زماني الإعلامي الإنتمائي ..

ففي العام الماضي وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة ، والمتزامن مع ذكرى تأسيس الدستور الموقرة ، حيث وجه جلالة الملك حفظه الله ورعاه رسالة إلى الأسرة الإعلامية ممثلة بأسرة الدستور ، حملها جلالته أمنياته السامية بصحافة حرة في أردنه المفتدى سقفها السماء ، في ذلك اليوم ببهائه الثلاثي (الرسالة الملكية واليوم العالمي و ذكرى الدستور) ، حجبت لي مقالة في الحراك السامي لجلالة الملك ، تماماً مثلما حصل منذ شهرين تقريباً وأيضاً في اليوم العالمي لحرية الصحافة ، فالعام الماضي تدليلاً لا حصراً شهد حجب ست وثلاثين مقالة ، لي أنا الذي يسموني كاتباً وطنياً ، وينقلبون في ذلك فريقين : الأول متهكمين والثاني مشجعين (!) و ... لنا عودة !! ]

 

 

Abudalhoum_m@yahoo.com

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10980
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم