حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11015

الانسحاب بعد الخراب

الانسحاب بعد الخراب

الانسحاب  بعد الخراب

04-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 اللعبة والملهاة الأمريكية المسماة بالديمقراطية ومحاربة الإرهاب ستطوي فصلا من فصول الاستعمار البغيض في العصر الحديث في بلاد الرافدين. الولايات المتحدة الأمريكية وقبيل احتلال بلاد الرافدين وتدمير بغداد عاصمة الرشيد سوقت كثيرا لديمقراطيتها المزعومة التي سيعيشها أبناء الشعب العراقي وتخليصهم من حكم الرئيس الشهيد إن شاء الله صدام حسين. روجت الولايات المتحدة لاحتلالها العراق وحاولت أن تجمل صورة هذا الاحتلال البغيض من خلال ترويجها لفكرة الديمقراطية ومحاربة الإرهاب وحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل, ونصبت من نفسها الوصية على هذا العالم وكان غيرها من دول العالم يعيش حالة من القصور السياسي والاجتماعي والاقتصادي. اليوم وبعد كل هذه السنين العجاف من الاستعمار ونهب خيرات العراق و تخريب تدمير حضارته العريقة ونشر الفتن بين أبنائه وإعادته إلى العصور الحجرية واستنزاف موارده, تعود الملهاة واللعبة الأمريكية المسماة الديمقراطية بالظهور من جديد وهي تعلن بدء انسحاب القوات الأمريكية المحتلة من العرق بعد أن اشتد عود القوات العراقية وبعد أن تجذرت وتأصلت الديمقراطية بين أبناء الرافدين. مشهد الاحتلال ومشهد الانسحاب بعد الخراب للقوات الأمريكية المحتلة للعراق لا زالت الولايات المتحدة وبعض أزلامها يحاولون أن يصوروه على انه مشهد ديمقراطي مهيب وقور وجميل. الاحتلال والقتل والتدمير وكل مشاهد الحرب والخراب لا يمكن أن تتحول إلى مشاهد سلام ومحبة وتعاون مهما حاولت الولايات المتحدة أو أي قوة مستعمرة أن تجملها وتهذبها وتضفي عليها معاني الرحمة والإنسانية وحقوق الإنسان. العراق وبعد الاحتلال الأمريكي عاد مئات السنين إلى الوراء, مئات الآلاف من العراقيين استشهدوا, ومئات الآلاف شردوا, ومئات الآلاف يعانون الصدمات والأمراض النفسية, ومئات الآلاف يعانون الإعاقات الدائمة, ومئات الآلاف من علمائه قتلوا وشردوا, كما دمرت البنية التحتية والخدماتية فيه. أي ديمقراطية أعظم من هذه!!!وأي انجازات أكبر من هذه يقدمه المستعمر!!! زعمت الولايات المتحدة قبيل احتلال العراق أن العراقيين سيستقبلون جيشها المحتل بالورود تعبيرا عن تقديرهم ودعمهم لجيش الاحتلال فاستقبلهم الشعب العراقي الأبي بالرصاص والبنادق والرفض المطلق, واليوم وقد أعلنوا بدء انسحابهم فان الشعب العراقي سيودعهم بالرصاص والبنادق أيضا فرحا برحيلهم عن ارض الرافدين. الاحتلال الأمريكي للعراق خلف وسيخلف دمارا واسعا وفتننا قد لا تنطفئ إلا بعد عقود, فقد اغرق المحتل العراق في مستنقعات من الفتن والمشاكل التي يصعب على أي حكومة عراقية حلها واحتوائها وتجاوزها. إنها سياسة المحتل الذي لا يخرج من بلد إلا بعد أن يعيث فيها فسادا ويهلك الحرث والنسل ويقسم المقسم ويزرع الفتن والطائفية والعنصرية. قوات الاحتلال الأمريكية لن تخرج من العراق لا بعد أن تتأكد من أنه خربة خاوية ولو علمت أن به شيئا سليما لم خرجت, خسائر قوات الاحتلال الأمريكية بدأت بالزيادة الواضحة الكبيرة ولهذا سيخر جوا وليس كما يشيعوا أنهم سيخر جوا بعد أن تيقنوا أن الحكومة والجيش والأمن العراقي قادرين على تسيير أمور البلاد والعباد. هذه هي ملة المستعمر وديدنه مهما تجمل ومهما قال عن نفسه بأنه الصديق المخلص. نتمنى للأخوة في العراق أن يتوحدوا ويوحدوا كلمتهم وصفهم وان يكون يدا واحدة لبناء العراق الذي دنسه الاحتلال ودنس أرضه الطاهرة. كما نتمنى عليهم أن يسموا ويكبروا ويترفعوا فوق كل الصغائر والأحقاد التي تركها المحتل ليعيدوا لبغداد هيبتها وجمالها ووحدتها وعزتها وكلنا ثقة بهم أنهم قادرون على تجاوز كل هذه المحن والمشكلات. abdallahazzam@yahoo.com.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11015
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم