بقلم :

القومية العربية الوحدة العربية ذلك الهدف الذي تنشده الحركة القومية في أمتنا العربية منذ اللحظة التي ترسخت فيها شراذم التفرقة والتشتت ، وأجزم أن الجميع يتغنى بها في كل حين ولحظة حتى في ظل من يرى فيها هدفاً ثانوياً ، عند بعض التيارات الأخرى التي لا تنكر ضرورتها وماهية وجودها . جميع أفراد هذه الأمة ينقم شديد النقمة على ويلات الفردين سايكس وبيكو بعد أن إستغل كلا هذين الشيطانيين بالإستعانة بساستهم بوادر بداية التفرق والتفتت ،عند البعض من عاشقي التفرد بالجاه والصولجان ، والسؤال الذي يدور في الأذهان هنا يتساءل عن سر البعد في المنحى التطبيقي لمفهوم الوحدة عند زعامات الأمة العربية وأعوانهم ؟؟ والإجابة المحتملة لا يمكن حصرها في مقال ضيق ولكن من الممكن الحديث عن أبرز تلك المبررات التي تحول دون الرجوع إلى سابق عهد هذه الأمة في أشكال وحدتها وتماسكها ، رغم عدم خلوها في مراحل زمنية معينة من وجود التقسيم والتناثر إلى دويلات وممالك وعدد محدود من الخيام يحكمها زعيم أوحد .. ! يعد حب السلطة والتمسك بالكراسي حرفةً بات يتفنن القادة المهرة في التحكم بها ، في ظل عوامل إجتماعية وغيرها ، جاءت ببعضهم إلى سدة حكمهم أو من خلال النفوذ المالي والكثير من الوقائع الأخرى ،و يبدو لي هنا أن هذا الهدف الذي يسعون إليه كان طريقاً للإستمرار في أشكال النهج منذ عقود مضت ، الذي كان ينأى عن التحدث في موضوع الوحدة ، خوفاً من ضياع الكرسي المهيب من أيديهم . والإقتصاد أيضا"ً ذاك الوحش الذي ينهش اللحم دون أن يسيل الدماء ، كان له دوراً بارزا ًفي تشكيل التبعية عند العديد من الدول التي أضحت غير قادرة عن التخلي على مصادر قوت هامة لها كالقمح مثلاً ، ولسنا نغفل عن بعض الأمثلة في هذا الجانب التي تشكل ورقة ضغط على العديد من الدول العربية ، والمضحك المبكي هنا أننا لسنا نفتقر لا إلى الأرض والموارد والطاقات التي تؤهلنا للوصول إلى حد الكفاف على الأقل ، ولكن ذلك غير مرغوب به عند من يسمون سادة العالم لأن ذلك سيفضي إلى قوة وتحد كبير لهم يجعل تلك الدول في نظرهم تتفق على نهج واحد لا تنفصل في مضمونها عن ماهية الوحدة العربية . كل ما تم ذكره سابقاً يشكل أساسا في تعزيز صورة التفتت الذي نأمل زواله بعيداً عن الضغوط الخارجية والداخلية أيضاً التي أصبحنا نرى فيها دوراً أكبر من الدور الخارجي وبالذات من خلال تزيين الحدود الفاصلة ما بين الدول الشقيقة بأجمل وأبهى الصور الفنية وهي ليست إلا رسوماً كاريكاتورية تضحك في الظاهر وتبكينا في الباطن ، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أننا سنبقى عاقدين العزم على الوصول إلى وحدة هذه الأمة وإستعادة أمجادها الخالدة والمنحوتة في الصخر منذ قرون طويلة .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا