حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20899

الضمان الاجتماعي العلاج الآن خير من الكي مستقبلاً

الضمان الاجتماعي العلاج الآن خير من الكي مستقبلاً

الضمان الاجتماعي العلاج الآن خير من الكي مستقبلاً

27-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

الضمان الاجتماعي.. العلاج الآن خير من الكي مستقبلاً • سعيد عبدالله صادق / خبير اجتماعي أردني مقيم في بيروت منْ يقرأ بإمعان مشروع قانون الضمان الذي تقدمت به مؤسسة الضمان الاجتماعي تحت ضغط الحاجة الملحة للتعديل، كونها تواجه استنزافاً حقيقياً لأموالها، والتي هي في النهاية مدخراتنا نحن العمال والموظفين المشتركين في الضمان، يدرك أن المسألة وهي مدعمة بالأرقام والدراسات كما يحكي الضمان ليست أمراً سهلاً أو قضية يمكن يمكن أخذها بشيء من الهزل، فالمؤسسة تقول بأن ثمة خللاً كبيراً في ميزان العدالة الاجتماعية ومبدأ التكافل الاجتماعي، وهما أهم الأركان التي يقوم عليها نظام الضمان الاجتماعي، فإذا تعرضا لخلل أو اعوجاج تعرض النظام كله للخطر، وقد يتهدد بالزوال، وتذهب حقوق الكادحين أدراج الرياح ذات يوم لا قدر الله..!! في الأردن تبرز الحاجة، أكثر من غيرها، إلى نظام عادل للضمان الاجتماعي يوازن بين حقوق كافة الأطراف والشرائح في المجتمع، تُرسم فيه المنافع والمزايا على أسس تراعي في المقام الأول الطبقة التي تعاني من ضعف في أجورها ورواتبها، بحيث لا تنقص هذه الأجور عند التقاعد إلا في أضيق الحدود ويتأتى ذلك من خلال تقديم حوافز تشجّع على الاستمرار في العمل وتقلل من فرص الخروج من سوق العمل لأغراض ما يسمى بالتقاعد المبكر، وفي الوقت ذاته يأخذ النظام الجديد دوره في إعادة رسم خريطة المنافع تجاه الأقلية القليلة التي تتمتع بأجور عالية جداً، من الصعب على نظام للضمان الاجتماعي تقبلها بكليتها لأن ذلك مما يؤثر على عدالة التوزيع ويؤدي إلى توسيع الفجوة الطبقية بصورة تسهم في بلوغ درجة غير مرغوبة من النزق المجتمعي، والترف الاجتماعي..! عندما تتأكد الدولة أي دولة في العالم وخاصة العالم النامي من أن نظام الضمان الاجتماعي لديها يشوبه اختلال، فعليها أن تسارع إلى معالجته وإلاّ فإن الترحيل سيصل بها إلى درجة تصعب معها المعالجة الناجعة وسينطبق عليها المثل الذي يقول (اتسع الخرق على الراتق).. والأردن من الدول التي يجب أن تقرر وتحسم أمرها بوضوح وشفافية: هل يواجه الضمان الاجتماعي الأردني أزمة .. وما هو حجمها وما سبل معالجتها..!!؟؟ وفقاً للحوارات الطويلة التي أطلقتها الحكومة ممثلة بمؤسسة الضمان والتي تكثفت بصورة غير مسبوقة خلال الأشهر القليلة الماضية مصحوبة بموجات إعلامية هادرة، فإن ضماننا يواجه أزمة حقيقية لا وهمية، وأن هذه الأزمة مرشحة للتفاقم، وتنذر بخطر أحمر كبير قد يأتي على الضمان ويجتثه من جذوره، فهل يقبل أحد أن تُجتث هذه الزيتونة، كما يسميها مدير الضمان، ولا يبقى ما يتظلل به عمالنا وموظفونا..؟! في ظل ظروف صعبة وأزمات كأزمة الضمان الاجتماعي مرشحة لكي تتفاقم، فإن على الجميع أن يتحمل مسؤولياته، الحكومة من جهة والعمال والمنتسبين للضمان من جهة، ومؤسسات المجتمع الأهلي من جهة ثالثة، على الجميع أن يفكر وأن يتفهم وأن يتقبل الحلول المنطقية والعادلة نسبياً، وأن يبتعد عن التفكير الذاتي الضيق، ويغلب العام على الخاص، وما لم يتحلى الجميع بحس عال من المسؤولية فإن الحلول ستبدو، مهما بدت عادلة، صعبة التحقيق ولن يكون بالإمكان الخروج بصيغة إنقاذ من المأزق..! قرأت منْ يشكك برواية أزمة الضمان الاجتماعي، وقرأت من يشكك بأرقام ودراسات مؤسسة الضمان، وقرأت من يحمّل المؤسسة وإداراتها المسؤولية عن الوضع القائم والقادم، قرأنا الكثير والكثير وسمعنا الكثير حول هذا الموضوع، لكننا لم نسمع حتى اللحظة المسؤول الأول في الجهاز التنفيذي.. فما الذي يقوله رئيس الحكومة عن الوضع، أما كان من الأفضل أن يخرج الرئيس على الناس والبرلمان والمجتمع بأسره ليقول الحقيقة في أهم قضية تشغل الرأي العام الأردني اليوم..! إذا كان ما تقوله مؤسسة الضمان دقيقاً فإن علينا أن نواجه المشكلة فورا دون أي مماطلة أو تسويف، حتى لا نضطر إلى حلول أكثر قسوة مما هو مقدم حالياً، سيكون علينا وعلى مؤسستنا البرلمانية مسؤولية كبيرة يجب أن نتحملها جميعاً بعيداً على العواطف وضغط الصوت العالي، وعلينا كشارع أن نعين البرلمان على تحمّل هذه المسؤولية بعقلانية ورشد، فالمصلحة الوطنية الكلية أهم من أي مصالح فردية، وتغليب الكل على البعض أهم وأولى.. والموقف لا يحتمل مزايدة من أي نوع.. هي فقط مصلحة وطنية تتصل بمصالح الناس وحياتهم ومستقبلهم، وعلينا أن ننظر إليها من هذا المنظار العام ولكن بعين ثاقبة. وإذا كان من كلمة أخيرة، فإن ما تتحمله الفئات الأضعف وهي الأغلبية أقل مما تتحمله الفئة القوية وهي الأقلية عبر تعديلات مقترحة على قانون الضمان، فذلك مما يمكن تقبله، بل ما يشكل الأساس الذي يمكن أن ننطلق منه لإحداث التغيير والمعالجة اللازمة للأزمة.. وهذه بتقديري العدالة النسبية التي ينادي بها الاجتماعيون المعتدلون في العالم.. فهل ننجح في الأردن في تكريسها عبر مظلة جديدة وارفة بأغصان الزيتون للضمان الاجتماعي..؟ ما لم نعالج المشكلة الآن فسنضطر إلى استعمال الكي وربما الجراحة العظمى مستقبلاً فنتأذى ونتألم جميعاً بعمق.. فلنقبل إذن بجرعات الدواء الموصوفة حاليا على مرارتها، فذلك خير لنا ولمجتمعنا وأقرب إلى الشفاء بإذن الله..


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20899
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم