بقلم :
المحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق ميساء قرعان هكذا قال جبران في رائعته المحبة المقتبسه من كتابه"النبي" التي أبدعت في غنائها السيدة فيروز: "المحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق" ، أنت التي تعرف عمقها ساعة الفراق وهي التي تعرف عمقها ساعة الفراق، المحبة على طريقة جبران مختلفة عن الحب، لا تعرف الأنانية ولا حق فيها لامتلاك طرف للطرف الآخر، عطاء غير مشروط، عطاء غير قابل للمقايضة، مشاعر باقية لا تفنى بفناء الأجساد ، لا غيرة فيها ولا عتب ولا أعذار، فهل عرفتم المحبة؟ وهل عرفتم ما نسميه حبا ؟ ذاك السم الموقوت بفترة صلاحية الذي يشتعل غريزيا وينطفئ غريزيا، وقد يتحول إلى كراهية.وهل عرفتم الفرق؟ في المصائب تظهر المحبة الحقيقية والمحبون الحقيقيون وتفعل فعل السحر، كم كانت عميقة وصادقة تلك المشاعر التي عبر عنها من يكنون لي محبة من نوع خاص حين أعلنت وفاة والدي، محبتهم ، أصدقاء وقراء من الأردن وخارجها كانت مواساة من نوع خاص، مواساة ليست من باب القيام بالواجب أو الرغبة في حضور المشهد الأخير لميت يودع الحياة خوفا من الوصمة الاجتماعية التي قد تناله فيما لو لم يحضر عارضا تسامحه وطالبا السماح. وعندما دخل المدينة استقبله الشعب وكانوا يهتفون لا تفارقنا لا تفارقنا فالمحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق هم عرفوا عمق المحبة ساعة الفراق، لكنهم قبل الفراق كانت المحبة قد منحتهم إجازة تتيح لهم الانقطاع إلى أن يحين المشهد الأخير، ذاك المشهد الذي يتكرر قبيل إيداع الجسد التراب لا يمثل المحبة التي قصدها جبران ولا المحبة التي أفهمها، لأن المحبة لا يتوقف بها الزمن عند النهايات، لا بداية لها ولا نهاية المحبة لا تعطي الا ذاتها المحبة لا تأخذ الا من ذاتها لا تملك المحبة شيئاً لا تريد أحدا أن يملكها لأن المحبة مكتفية بالمحبة بالمحبة تلك هي المحبة التي لا نعرف عمقها إلا في ساعة الفراق ، فتجعل من الفراق وعدا باللقاء، الأجساد تفنى، مشاعر الحب المستهلك تفنى أما المحبة فباقية وتتأجج في حالة الفراق، غياب الأجساد يذكي الأرواح ويجعلها في حالة تواصل دائم ، تواصل ليس فيه ثمة فرصة لتقديم اعتذار أو طلب السماح لأن لا عتاب ولا أعذار بين من تجمعهم المحبة بين جناحيها maisa_rose@yahoo.com
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا