حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12458

زكي بني رشيد والحكومة الاردنية من خسر المعركة ..

زكي بني رشيد والحكومة الاردنية من خسر المعركة ..

زكي بني رشيد والحكومة الاردنية من خسر المعركة  ..

26-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

وأخيرا آخذت الحكومة الأردنية نفسا عميقا بعد انسحاب زكي بني رشيد من منصبه في حزب جبهة العمل، حيث كان الأكثر قوة وصمودا في مواجهة سياسة الحكومة ، والأكثر تصديا لمستجدات السياسية في الساحة المحلية التي عانت في عهده تخبطا كبيرا كما يجد الكثير من المعجبين به، فيما تعتبره الحكومة عراب ما يسمى نقل فكر حماس إلى إخوان الأردن. بينما ارتاح في غيابه الكثير من قيادات الإخوان الذين أصابتهم الغيرة بعد أن سلبتهم "كريزما" بني رشيد أي حضور ولم يعد في الساحة أي ظهور لغيره لا على المستوى الحكومي ولا الشعبي ولا حتى على مستوى الإفراد وظهور خفيف لجميل أبو بكر والدكتور رحيل غرايبة الذي سعى كثيرا لتقليد شخصية بني رشيد دون أن يفلح .

 اليوم  تمكن حمائم الإخوان من التحليق عاليا في سماء السياسة الأردنية بعد أن شعروا أن الحكومة أضاءت لهم الضوء الأحمر ورفعت شعار " كفاية يا أخوان " ولأن أخوان الأردن معروفين بنثر الشعارات لا أكثر والتغني على بطولات حماس والأفغان والمقاومة العراقية ولا يتقنون سوى حمل سلاح " المايكرفون "    في ساحات الخطابات وجبهات الأناشيد وتحت قصف التصفيق الحار ودروع العباءات قبل العودة إلى بيوت الحجر وسيارة المرسيدس لأنهم حسب علمي يقاطعون السيارات الأمريكية ليس لأنها تصرف الكثير من البنزين ولا عسى أن يكونوا من المبذرينبل لأنها تدعم !!!

   فلم يكن يناسبهم خطاب بني رشيد ولا تصريحاته، والانتماء لاحماس في قاموسهم يكون فقط عند جمع التبرعات وأمام صراخ "ادعم المقاومة " .

   الإخوان داسوا  على كبسة اللغم الذي سمي بالملكية الدستورية ، وللحفاظ على رحيل الغرايبة ، وهمام سعيد  والتربوي المستثمر اسحاق الفرحان وعلى بضع نواب في مجلس أكثر من ينتقده الإخوان أنفسهم.  كان عليهم التضحية ببني رشيد عبر تقديم استقالات جماعية على قاعدة يد الله مع الجماعة ففضل الشيخ الانسحاب بسلام حفاظا على الجماعة ، وهو يظن أنه انتصر داخليا ، فلم تستطع كل قدرات الحكومة على زحزته او التأثير عليه سوى عبر تيار الحمائم " .

 أنا شخصيا  أصف بني رشيد حسب تصنيف  المهندس عماد المومني القيادي في حزب الجبهة الموحدة عندما قال أن أجمل ما في بني رشيد شفافيته وصدقه فهو يتحدث بكل صدق إن كان في زاوية خاصة أو في ساحة عامة   ولا يتعاطى مع تقية أو مواربة ولا يختلف موقفه في كل الأماكن.

وأحي فيه التضحية لأجل الحزب، بعد أن رأى أن وجوده أصبح فزاعة للحمائم ، فيما وجد أن مغادرته قد تنعش أمل الإخوان بعودة الحافلات   البرتقالية – جمعية المركز الإسلامي – وهو يعرف أن الإخوان لن يحصلوا حتى على تكسي أو مقعد من الجمعية إنما تضحية مجانية كما يرى .

في المقابل أثبتت الحكومة صدقها وفشلها ، فصدقها أن الحاجز الذي وضعته بينها وبين الإخوان هو علاقة أفراد الصقور بحركة حماس ، وهذا لا يعني عداء الحكومة للمقاومة الإسلامية ، بل تريد الحكومة حماية حدودها مع العدو الذي لن يتهاون إذا ما تعرض لأي عملية عبر الحدود الأردنية ، فيما تخشى الحكومة استغلال توسيع وسيطرة نفوذ حماس في فلسطين لتفريخ حركات مسلحة في الأردن وهذا لا يتناسب مع سياسة دولة تفتخر بضبط أمنها الداخلي، وما غفلت عنه الحكومة وتنبه له شخص واحد هو  الاستماع لحركة حماس والتي كانت ترحب فقط في تبرعات وتحشيد عاطفي فقط في الاردن ، وليس لها أي طمع في الشارع الأردني سيما بعد أن ركزت على ارتباطها السياسي نحو ايران ، .

   تغيير واضح في العلاقة بين الحكومة الأردنية وجماعة الإخوان المسلمين ظهر بعد إبعاد بني رشيد  فقد  وافق محافظ العاصمة لأكثر من مرة للجماعة بإقامة مهرجان خطابي   في العاصمة عمان ، بعد أن كان المحافظ يهيئ قلمه دوما لعدم الموافقة ، ويبدوا أن الحكومة لا تفكر في هذا الوقت بتقوية العلاقة أو توسيعها بقدر إعطاء الجبهة توسيع فقط لا أكثر أو شبه رخاء . إلا أنها أبدت أن العائق الأكبر كان هو وجود الشيخ زكي بني رشيد في موقع الأمانة .وهذا ما وضح بعد الاقالة .

أما الفشل لحكومي الذي حدث طوال معركة "رشيد" هو تركيز قدرات الحكومة على الإخوان فقط ونسيان الساحة الداخلية مما سبب لها حفرا كبيرة ، وعجز الحكومة عن تقديم مشروع وطني يملا الساحة الداخلية ، يل سعيها لتجفيف منابع الإخوان مما  أفسد الساحة السياسية التي حبلت كثيرا فانجبت برلمان لا يستطع أن يحصل على ثقة شعبية وبلديات تتخبط بين الفساد والترهل الإداري. أو كما قال زكي بني رشيد نفسه عبر لقاء صحافي أجربته معه يوما قال فيه وصف فيها أساليب معروف البخيت لتحجيم الإخوان في الاردن   (الحكومة أرادت معاقبتنا فعاقبت الشعب الأردني بأكمله)

إذن خسر بني رشيد عبر سياسته غير المضبوطة دون إدراك  لجغرافية الساحة الأردنية وخصوصيتها وثقته غير الواقعية بجماعته ، وستخرج حكومة الذهبي قريبا حاملة حقائب من الفشل مثلما حملت الحكومة السابقة ...  لذا الخاسر الوحيد من هذه المناكفات كان الشعب وفقط ...

Omar_shaheen78@yahoo,com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12458
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم