بقلم :

(إهداء إلى نخلة رغم إشارات الموت

ما زالت تذكرني أن الحياة ممكنة)

-----------------------------

 ( عيناكِ غابتا نخيل ٍساعة السحرْ )

قالها السيابُ ذات ألم ٍ، وذات عراق ٍ ومضى.

ونخيلُنا نحن ما عاد غابة ًبعد أن غادره الأصيل وفرَّ منه السحر.

نخيلك يا سياب غابة ٌمن عشق وعنفوان ، نخيلك عيون نجلاء تحيل السماء والزمان والتراب لعالم من فراشٍ وعبير ومطر.

ونخيلنا أكذوبة زرعناها في الرمل المخدوع، نخيلنا يا غريب الشاطئ

اهتز ليس ليتساقط رطبا جنيا، بل ليسقط أعجازا خاوية.

فيا أيتها الشجرة البائسة من يأبه بكِ ، حين تجتثكِ أياد تعافُ فعل الحياة

وهل من يحمل في قلبه معول الفناء والموت، سيعود ذات يوم لينقب في الرمل عن ذكريات شجرة أصرتْ على الحياة رغم الهجير وعناد المطر؟

*********

ونأى – يا سياب – القمر.

وما عاد للحب على الشرفات من أثر.

لا شيء سوى الحديد والحجر .

ما عاد لأنشودتك من معنى فلا شجر ولا مطر، و بعد أن حَمَلَنا الشتاتُ على كفه، هل سنفتح دفترك ذات يوم ٍلننشد معك مطر.. مطر؟

وكيف سنشدو وعيوننا معلقة برحيل النخل ، وغربة الشجر.

يا سياب – والعذر منكَ - سنسرق أنشودتك لنزرع في رحمها صوتنا المشنـوق بين الآه والأه ، لنقف عند بوابـة الزمـن القديم ونصرخ شجر..شجر ، ولن ننتظر الصدى فنحن نعرفـه ونكاد نسمعه قبل أن نسمعه ،وهو يرتدّ ُ مجلجلاً ، لا شجر ، لا مطر ، ليس سوى الحديد والحجر.

*********

وتصرخُ يا سياب : ( يا خليج يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى).

 ويرتد الصدى في المدى : يا غربة النخيل التي ذهبت سُدى

ونصيخ السمع فيعود الصدى كأنه النشيج: يا خليج يا طارد العصافير والمطر والشجر.

وتذوب الذكريات على قارعة طريق يتأهب للرحيل والسفر.

وتعلن المصابيح نُذرها بأن الظلام والعتم يبشران بزمن الحديد والحجر

فلتموت الأماني والأحلام وكركرات الأطفال وحقائب الصغار المزركشة بوطن يُقبِّلهم في الصباح ويحضنهم حين تنحاز شمس العقبة ضدهم وكأنها سقر.

ليذهب كل شيء ، ولتتوارى الحياة والبحر والشرفات التي تحلم بعزيز أسمه القمر.

فلينتحر الرمل الغارق بذكرياته مع الشجر، حتى يسود زمن الحجر، وليس غير زمن الحجر.  

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا