حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19117

لمن ولماذا نكتب

لمن ولماذا نكتب

لمن ولماذا نكتب

12-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 سالني احد الاصدقاء لما اكتب بهذا الزمن الصعب ولمن اكتب وماجدوى الكتاببة سؤال كبير ومعقد يحتاج لوقفات طويله سيما ان الكلمه الهادفة في هذا العصر لم تعد العمله النادرة ولم يعد الكاتب كنزا يبحث الاخرين عنه وعن مابصدره وعلى راس قلمه ولم تعد للكلمة معنى بعد ان اصبحت تغطي صفحات وصفحات تداس مساء او تصبح لمسح زجاج الشبابيك وهي عصارة جهد وخبرة وسهر مجبوله بحبات العرق لم يعد للكلمه الهادفة دور تلك الكلمة المحركة للساكن ومعلنه عن المسكوت وكاشفة المستور ومصوبه الاخطاء لم تعد الكاشفة المتحرية المعتمدة على الجدلية المنتجة توقفت طويلا واخيرا رايت اننا نكتب لنؤرّخ أوهامنا وأحلامنا لحظة عبورنا.. لنفكّ شيفرة الحياة السريّة عبر ابتلاء العقل بقلقِه وهو يرتطم بالخواء في حمأة لوَبانِهِ على الحقيقة المطلقة ليروي عطش الروح.. دون أن يصل إلى ما يُشبِع مسْغبَتِها؟ نكتب لنمارس طقساً من طقوس المتعة.. بالتطهّر.. والتسامي.. و تزكية النفس.. والتشرّد القدسي صوب خفايا الآفاق النائية.. إذ بالكتابة تعيد النفس صياغةَ ذاتها بارتقاء مدارج الخير والجمال.. وتزكو وهي تنسكب من أكوار الوجدان لتنسرحَ في الفضاء الكوني.. تغتسل بأشعة الشمس.. وتنغمر بومض النجوم؟أم نكتب لنَسْتشْفي من السأم.. ونحتال بالتواصل على العزلة والهجران؟.. نكتب لنقاوم البشاعةَ بالجمال.. والكراهية بالحب.. والقلق بالسلام.. ونحقّق بالبوح حريّتنا وبهجتنا وغبطتنا وسلامنا الداخلي..نكتب لنسقي من نزف أكبادنا قرنفل الكلام.. وننثر ورد الحنين على قبور من نحب.. فحين تكون الكتابة جهداً لانفعياً بالمعنى الصرف ينهض سؤال مربكٌ في وجه اندفاعات القلم وهو يبصر العالمَ وقد هيمن عليه المتزلفون والمتسلقين والمتملقين والأمّيون في زمن كَثُر فيه الكلام الجميل الذي يزين الخداع والكذب والفساد وقلّ فيه الفعل النبيل.. حتى غدت الكتابة تجديفاً بلا جدوىوسط كون يختنق في المحسوبية والشللية والفقر والغلاء والاشاعة والكذب والخداع و ضجيج الآلة وسعار السوق والبطالة والمرض المتنوع الاشكال حتى يكاد يلفظ أنفاسه، فلم يعد للكلمة تلك الهيبة التي كان بمقدورها أن تشرع للحلم أفقاً أو تسدّ للشرّ باباً. واصبحنا نكتب لنلوّن رتابة الأشياء ولنتجاوز تفاهتها ونتخطّى جهامة الحياة وعبثيّتها حين نمنحها المعنى؟ اصبحت اكتب رعباً من العزلة حين نقول ما نفكّر فيه إذ نلقي بذواتنا القلقة بين أذرع الآخرين استجابةً لنداء الروح التوّاقة للانعتاق من وحشتها ومنفاها بنرجسية البحث عن الذات ..والرغبة في التعرّي ممّا يثقلها.. فاهجع في سكينة مؤقّتة.. وهدنة هشّة.. اتصالح فيها مع رحابة النفس مع ضيق الواقع اكتب لاؤكّد على حضوري في العالم.. وتأثيري فيه.. ولاوثّق بصماتي ووقع خطواتي لحظة عبوري الزمن.. اكتب ليكون الغد أقلّ سوءاً من اليوم لاولادي واولادهم ..ولنجعل الحياة أفضل وأشرف ممّا هي عليه الآن بإصرارنا على التمسّك بالحلم كقدرٍ لا مفرّ منه.. وبشغفٍ عميق بالحياة والحرية –نحن البسطاء الحالمين المعذّبين المنفيين في أوطاننا.. المتشبثين بحقّنا في الحياة , والذين لا حدود لآلامناونسعي لانتزاع هويّة قادرة على أن تؤَنْسِن جبروت الوحش الرابض في معبد حضارة السوق المعدنية
pressziad@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19117
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم