18-07-2025 04:04 PM
المهندسة سوسن المطر
انطلاقاً من نتائج المؤتمر العام غير العادي الذي عقده الحزب المدني الديمقراطي الأردني يوم السبت الماضي، وما شكله من محطة تنظيمية وسياسية مهمة جرت في أجواء نزيهة وتنافسية شفافة، نؤمن أن الحزب اليوم أمام مرحلة جديدة، أكثر وعياً وأكثر انفتاحاً على التعدد والاجتهاد داخل صفوفه.
في مجال السياسة، حيث تتقاطع المصالح وتتنوع الرؤى، يبقى الإصلاح هو الأساس الثابت لأي مشروع سياسي يسعى إلى التقدم، التغيير الحقيقي لا يولد صدفة، ولا يفرض على الناس، هو نتاج رؤية واضحة وإرادة صلبة، ومن حق أي مجموعة تسعى للإصلاح أن تعبر عن نفسها بحرية، وأن تختار الاسم الذي يعكس مسيرتها وأهدافها، هذه ليست مزايدة، بل حق طبيعي ضمن أي سياق ديمقراطي يقدر التنوع والاختلاف.
إن تسمية أي تيار أو مجموعة بما يعكس رؤيتها وبرنامجها هو حق طبيعي من حقوق العمل السياسي، ولا ينبغي أن يفهم كاستهداف أو إقصاء للآخرين.
من المؤسف أن يتم تفسير مسمى “التيار الإصلاحي” وكأنه إدانة للاخرين نحن لم نصادر حق أحد، ولم نحتكر القيم، ولم نوجه أي إساءة، لكن يبدو أن مجرد ذكر كلمة “إصلاح” يخيف ويفزع البعض، فيبدأون بالتصعيد والتجييش، بدلًا من الانخراط في نقاش حزبي حضاري.
التحالفات التي تمت في هذه الانتخابات لم تقم على أسس فكرية أو برامجية، بل جاءت من مصالح ظرفية وتحالفات انتهازية بين أفراد لم يجمعهم مشروع سياسي يوماً، ولا رابط نضالي، ولا حتى علاقة شخصية حقيقية. ما جمعهم فقط هو الخوف من التغيير، والقلق من تمدد خطاب إصلاحي يحظى بتأييد واسع في القواعد.
ما اعتبر “إحباطاً” في بيانهم هو في الحقيقة انكشاف لأن المشروع الذي لا يقوم على فكرة ولا على انسجام حقيقي، مصيره أن ينهار والتهجم علينا بهذا الشكل الهستيري ليس إلا محاولة لصناعة “عدو وهمي” للهروب من مواجهة الفراغ السياسي لدى البعض.
نحن لم ناتِ الى الحزب من بوابة المصلحة، ولم نجتمع على طاولة صفقات انتخابية، بل نحن امتداد طبيعي لحراك داخل الحزب يطالب بالتجديد، بالمشاركة الحقيقية، وبضخ طاقات جديدة قادرة على إعادة الوصل بين الحزب وبين الشارع.
نحن التيار الإصلاحي، مشروعنا واضح، لا نغدر ولا نساوم، ولا نتحالف على شخص ضد آخر. تحالفنا الوحيد مع مبادئنا، ومع جمهورنا، ومع حقنا في التعبير والتغيير.
ومع ذلك، رسالتنا ليست محصورة داخل الحزب فقط، نحن نقدم خطاباً يتقاطع مع التيار التقدمي الأوسع، ونؤمن بأن معركتنا لا تقتصر على مواقع حزبية داخلية، بل تمتد إلى ساحات الدفاع عن العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، وتوسيع المفاهيم الديمقراطية.
حزبنا اليوم أقوى مما كان، وأكثر تنوعاً مما يُراد له أن يكون، وأي خلاف داخلي لن يغير هذه الحقيقة، بل بالعكس، يدفعنا أكثر نحو الحوار، وتحصين تجربتنا، والتصميم على البقاء داخل المعادلة، بإيجابية وثقة وانتماء.
واخيراً لكل من يحاول أن يُخرس الصوت الإصلاحي داخل الحزب نقول:
انشغلوا ببناء مشروع حقيقي بدلًا من التحالف على كرهنا واعملوا على كسب الثقة بدلاً من التحريض علينا، فالحزب ليس حكراً لأحد، والإصلاح لن يتوقف لأنكم لا ترغبون به.
الحزب بخير، والتيار بخير، والجميع بخير
الإصلاح لا يُحاصر، والمصالح لا تُصنع تيارات
المهندسة سوسن المطر العجارمة | عضو المكتب التنفيذي في الحزب المدني الديمقراطي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-07-2025 04:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |