09-07-2025 08:32 PM
سرايا - في خطوة ملفتة تهدف إلى إنعاش المجتمعات الريفية ومكافحة انخفاض عدد السكان، أعلنت قرية أمبرت الواقعة في جنوب شرق فرنسا، عن طرح عدد من المنازل للبيع مقابل يورو واحد فقط! وتنضم أمبرت، التي لا يتجاوز عدد سكانها 6500 نسمة، إلى قائمة متنامية من المدن والقرى الأوروبية الصغيرة التي تتّبع هذا التكتيك لجذب السكان الجدد وتحفيز النمو المحلي.
ورغم أن السعر يبدو مغريًا بشكل لا يُصدّق، إلا أن هناك شروطًا واضحة وصارمة للراغبين في الاستفادة من هذا العرض حيث لا يُسمح بشراء المنزل كمقر ثانٍ أو لغرض الاستثمار فقط. يجب أن يكون العقار هو السكن الرئيسي للمشتري. وكذلك الالتزام بالإقامة في العقار لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات بعد تجهيزه للسكن. وفي حال الإخلال بهذا الشرط، قد يُطلب من المشتري إعادة أي منح حصل عليها لتغطية تكاليف التجديد. والقدرة على ترميم العقار وفقًا للمعايير المحددة، حيث تقع مسؤولية أعمال التجديد بالكامل على المشتري.
وانتشرت في السنوات الأخيرة مبادرات "منازل اليورو الواحد" في العديد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا، والآن فرنسا. وتستهدف هذه المبادرات مكافحة الهجرة من القرى الصغيرة إلى المدن الكبرى، والتي تسببت في هجر المنازل القديمة وانخفاض عدد السكان، مما يهدد استمرارية هذه المجتمعات.
عن طريق تقديم هذه العروض المغرية، تسعى الحكومات المحلية إلى إعادة جذب العائلات والشباب، وضخ حياة جديدة في المراكز الريفية من خلال ترميم المباني القديمة، وتشجيع السكان على الانخراط في النشاط المجتمعي والاقتصادي.
يأتي هذا العرض الاستثنائي كجزء من خطة خمسية أشمل أطلقتها السلطات المحلية في أمبرت، تهدف إلى تجديد البنية التحتية وتعزيز النشاط المجتمعي، مع الحفاظ على الطابع المعماري والتاريخي للبلدة. فعلى سبيل المثال، أُضيف فصل دراسي جديد إلى مدرسة أمبرت منذ عامين، كما سيُعاد افتتاح مبنى غرفة التجارة والصناعة القديم في عام 2026 كمساحة عامة متعددة الاستخدامات، مع توفير فرص عمل جديدة للسكان.
ورغم أن السعر المقرر وهو واحد يورو فقط زهيد جدًا، إلا أن كلا العقارين يتطلبان عناية فائقة، وقد يكون كل شيء ضروريًا، من السقف والعزل وحتى النوافذ والكهرباء الجديدة. في الواقع قد يطلب من أي شخص يحصل على فرصة شراء أحد المنزلين الالتزام كتابيًا بهذه الأعمال، وكذلك تحديد جدول زمني للإنجاز.
بينما تبدو الفكرة جذابة، من المهم أن يعلم المهتمون أن هذه العروض ليست مجرد صفقة عقارية رخيصة. فالتكلفة الحقيقية تكمن في الالتزام طويل الأمد بترميم العقار والسكن فيه، إضافة إلى احترام القوانين المحلية والاندماج مع المجتمع الجديد.
مع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يحلمون بالعيش في قرية فرنسية هادئة، وتأسيس حياة جديدة بعيدًا عن صخب المدن، فإن عرض أمبرت قد يكون فرصة لا تُعوّض لبداية مختلفة تمامًا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-07-2025 08:32 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |