حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23413

الترميم .. وأثره على السياحة في أم قيس ' جدارا ' ج1/5

الترميم .. وأثره على السياحة في أم قيس ' جدارا ' ج1/5

الترميم  ..  وأثره على السياحة في أم قيس ' جدارا ' ج1/5

06-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
الترميم .. وأثره على السياحة في أم قيس " جدارا " ج1/5 من الجدير بالذكر .. أن منطقة بلاد الشام قد تعرضت إلى مجموعة من الهزات الأرضية ، ألحقت بالمنطقة دماراً وخراباً لا زالت تعاني من نتائجها إلى يومنا هذا . ولقد نتج عن هذه الهزات في منطقة بلاد الشام بشكل عام وفي الأردن بشكل خاص ، أن أحدثت الكثير من الدمار في المواقع الأثرية والسياحية ، وابتلعت العديد من المدن التاريخية وأجزاء مدن في باطن الأرض ، فأخفت معها ما لا يحصى من الدلائل التاريخية الهامة ، التي تعود إلى عصور وحضارات قديمة توالت على هذه المنطقة . وأم قيس " جدارا " التي تقع على بعد أربع وثلاثون كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مدينة إربد القديمة " أرابيلا " ، و تعبر من خلال هذه المسافة ، مدينة بيت رأس التاريخية " كابيتولياس " . وعلى امتداد الطريق المعبدة ، تخترق من خلالها مجموعات سكنية متعددة و عبر الهضاب والأودية المكسوة بالأشجار الحرجية والمثمرة ، والبساتين الخضراء ، وعلى ارتفاع 364 متراً فوق سطح البحر ، هناك وفي هذه التضاريس الطبيعية المتميزة ، والمحاطة بالمنحدرات العميقة عدا شرقها ، والمرتفعات الخضراء الجميلة ، تقبع مدينـة أم قيـس الأثريــة " جدارا " ، التي ازدهرت في العهدين اليوناني والروماني ودخلت في حلف المـدن العشـر " الديكابولس " . هي واحدة من المدن التي كانت قد فعلت فيها الزلازل فعلتها ، ودفنت الكثير من معالمها في طبقات مختلفة من الأرض ، ولم يبقى منها ظاهراً إلاّ أطلالاً متناثرة هنا وهناك ، مما أدى إلى نشوء مدن لعصور وحضارات لاحقة أظهرت نفسها ، وطمست كل من سبقها من الحضارات القديمة تحت حجارة مبانيها . ولم ينتهي الأمر في مدينة أم قيس " جدارا " على خراب العوامل الطبيعية فحسب . بل أدت الظروف السياسية ، والحروب التي عصفت بمنطقة شرق نهر الأردن وغربه ، إلى زيادة الدمار في كافة الأماكن ، التاريخية والحديثة ، واندثار الكثير من معالم مدينة أم قيس بين الحطام الذي خلفته هذه الحروب . واتسعت نسبة البنيان وبصورة عشوائية نتيجة الضغط البشري القادم من غرب النهر إلى شرقه ، فالكثير من هذه الأبنية كانت قد بنيّت على مواقع تاريخية تعود إلى آلاف السنين ، أدت إلى بقائها مدفونة في ثنايا هذه الأرض ، كما هو في تل إربد وأجزاء من منطقة أم قيس . إضافة إلى ما سبق ، لم تسّلم مدينة أم قيس أيضاً كغيرها من المدن التاريخية القديمة ، من التعرض لعمليات السلب والنهب ، وبعثرة أجزائها الناتجة عن جهل الإنسان بقيمتها التاريخية ، وما قد تؤديه هذه الأجزاء للحضارات القديمة ولعلماء السياحة والآثار من قيّم ملموسة ، يمكن الإجابة من خلالها على الكثير من التساؤلات ، التي قد تثبت نظريات تاريخية وثقافية يمكن أن يستفاد منها في عصرنا الحديث . ترميـم الآثــــــار ... تعتبر الآثار لكل أمة عنوان مجدها وتراث الأقدمين من أبنائها ، من أجل ذلك كانت العناية بها وصيانتها والمحافظة عليها من شرور الطبيعة وجبروت الإنسان ، من أهم الأهداف التي وضعتها الأمم محل الرعاية والتقدير ... و تنقسم الآثار إلى نوعين :- 1. : الآثار الثابتة : هي الأبنية الأثرية على اختلاف أنواعها ، كالمساجد والكنائس والمعابد والأديرة وأسوار المدن والقلاع والبيوت والحمامات والوكالات . 2. : الآثار المنقولة : هي القطع الأثرية المصنوعة من الذهب أو الفضة أو النحاس أو الزجاج والخزف ، وتلك المصنوعة من الخشب والسن والأبانوس أو من الأحجار أو الرخام بأنواعه وما إلى ذلك من لقى وكذلك اللوحات الفسيفسائية والفنية . أما القاعدة العامة لترميم الآثار الثابتة ، فهي دعم القائم من الأثر دون تكملة الفاقد منه . ويجب اتباع هذه القاعدة في الآثار المهجورة خـارج المدن ، أما في حالة الاحتفاظ بجزء الأثر المتهدم ، يمكن إعادة بنائه وترميمه حسب حالته التي كان عليها مع حجارته القديمة . ويتم الدعم عادة بتقوية أساسات المباني القائمة على سطح الأرض أو بحقنها بالمونة أو بغير ذلك حسب حالة الأثر وطبيعته . أما الأبنية الدينية التي تقام فيها الشعائر كالمساجد والكنائس الواقعة في المدن ، من الممكن صيانتها وترميمها ترميماً كاملاً وتكملة الفاقد منها شريطة التطابق مع الأصل ، الذي يعتمد فيه المهندس الآثاري من خلال بقايا مبعثرة في المكان أو رسوم وصور قديمة ونصوص تاريخية والاقتباس من آثار معاصرة . وتنطبق هذه الحالة أيضاً على الأبنية المدنية كالمنازل والوكالات ، وذلك لإبرازها كنماذج لطراز معماري من الأبنية في العصور القديمة ، واستخدامها في الغرض الذي أنشأت من أجله ...!! وللحديث بقية ف ج2 . akoursalem@yahoo.com م . سالم أحمد عكور


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23413
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم