حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27696

في رثاء والدي ' محمدماجد العيطان'

في رثاء والدي ' محمدماجد العيطان'

في رثاء والدي ' محمدماجد العيطان'

05-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
في رثاء الغالي في عصر ذلك اليوم، الأحد 24/5/2009 قلبت الموازين و تبدلت الأيام.. و تغير كل ما في الحسبان.. يوم رحل الغالي عن هذه الحياة، آخذا معه ما رسمه على وجوهنا من بسمة طيلة العمر.. رحل بهدوئه المعهود، دون صخب أو جلبة.. رحل بوقار لا يليق إلا بالعظماء.. تاركا خلفا إرثا لا تقوى على حمله الجبال.. يوم ترجل الفارس مستريحا من رحلة العمر التي قضاها في خدمة وطنه و دينه و شعبه.. مترفعا عن وشوشات هذه الدنيا التي ما كانت تثمن عنده شيئا.. رحل بعيدا إلى الرفيق الأعلى، و هو من أصحاب اليمين بإذنه تعالى.. رحل من علمني معنى الحياة.. رحل من غرس في الإخلاص و الوفاء و الإنتماء.. رحل من كان رمزا للرجولة و الشهامة و الإباء.. رحل رمز الكرم و الكرامة و الكبرياء.. رحل أغلى الغوالي على قلبي.. لرثائه انبرت أقلام الكثيرين، فهو فقيد وطن.. رحل رجل الوطن.. لكني أرثي أبي، و أنا لست من الخطباء و لا أصحاب الكتابات.. أرثي الغالي العزيز على قلبي.. أرثي من كان لي أبا و قائدا و معلما و قدوة و شيخا و مقوما و مرشدا و دليلا و إماما.. أرثي من كان كل شيء في حياتي.. أرثي من تمنيت أن أكون مثله طول عمري.. أرثي من إذا شبهت به ارتسمت الفرحة على وجهي و تألقت عيناي بريقا لشدة فخري به..أرثي رجل الرجال.. أرثي من كنت أرى فيه تواضع العظماء و حلم الكبار و رأفة الأقوياء و بسمة الأشداء.. أرثي من كلما تطلعت إليه شاهدت الأمل، و بسمة النجاح..و إشراقة المستقبل الباهر.. و تواضع العظماء.. و فخر الإنجاز و حب الوطن و عزة الإنتماء.. و إباء الشرفاء و حلم الأقوياء.. نهلت من بعض ما عندك، و إذ بالموت يخطفك قبل أن أريك أني سأكون كما أحببتني أن أكون.. قبل أن أنجز ما وعدتك به.. قبل أن أرد لك القليل القليـــل مما تستحق.. و لكنك كنت ترى المستقبل بعمق بصيرتك و بعد فكرك المتميز..كنت ترى ما لا نرى و كأنك تقلب صفحات كتاب.. و ها أنا يا أغلى الغوالي أعدك بأني سأبقى على العهد.. و سأهدي كل نجاح لروحك الطاهرة.. فأنت من صنعني و بث في العزيمة و الإصرار.. نعم ستفخر بي يا والدي.. و سأكون عند حسن ظنك بي.. فلا زالت تلك الكلمات تنير لي طريقي و تشد لي عزيمتي.. سأظل أذكرك يا والدي حين قلت لي و بصوت الفخور:" يابا يا أسـيد إني أرى نفسي فيك.." ساعتها و كأنما أعطيتني الدنيا بما فيها.. طرت فرحا و فخرا بأني أسير على خطاك..و عهد علي يابوي راح أكون قدها هالكلمات و أظل على عهدك ما حييت......رحمة الله عليك يا أغلى الغوالي.. ابنك المحب لك دوما.. المعتز و الفخور بك للأبد.. الساعي لأن يصبح مثلك.. الذي كنت له دوما القدوة و المثل الأعلى.. ابنك المخلص لك دوما.. ابنك الأصغر كما تعودت أن تناديه "أبو الأسود.." م. أسـيد محمد ماجد العيطان عمان بتاريخ 2/6/2009


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 27696
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم