بقلم :
حماة الديار ، مذ كان أردن الرباط والاستشهاد ومذ كنتم بعد الآباء والأجداد ، عليكم سلام ، أنتم الأحياء / الشهداء وقد نصّب كل باسل فيكم من نفسه مشروع شهيد في سبيل الله والوطن ، لكن .. من قبلُ ومن بعدُ ، سلام هذا الحمى الأشم ملكاً وجيشاً وشعباً ، على الشهداء / الأحياء فينا ومنا وعند ربهم يرزقون ، وفي المقامين (منهم من قضى نحبه) و(منهم من ينتظر) .. وما بدلوا تبديلا.. ومهما يكن فهي لديهم المبتدأ والخبر لجملة الثورة العربية الكبرى الشريفة ، ومنذ لحظة الانخراط في اصطفاف الرجال الرجال في الجيش الأردني / العربي / المصطفوي العظيم ، إحدى الحُسنيين إما النصر المؤزر في الوعد المبين ، أو هي الشهادة وقد سطروا حروفها على الزنود في سبيل الله والوطن والأمة ، وذا كتاب جنديتهم المقدس ، بعنوانه السامي ، ومفتتحه الشريف ، ومتنه الحنيف ، حتى خواتيم السير العطرة عن حكايا أهل الشومات ، ما استوى لكم أنتم أبناء وأحفاد أبطال اللطرون وباب الواد وأسوار القدس الشريف ، أعظم نموذج في معادلات التوأمة بين الدم والتراب ، وكذا القياس في معادلة التساجل بين روح الحياض وفعل البنادق.. لكأني .. قبل ، اليوم ، وأنا أعيش هذا الطقس المبارك والدفيء في ذات الآن ، إذ أعبق من شذى الشهادة الطهور ومن أريج الاستشهاد المقدس ، أقف في الحضرة البهية لأخي الشهيد / الحي المغفور له بإذن الله ، الجندي أول (محمد سليم المحاميد) طيب الله ثراه ، أحد أبطال لواء الأربعين المدرع الباسل ، والذي قضى نحبه قبل ثلاثة عقود ونيف وتزيد بعام إلا أيام ، وكان أول شهيد أردني روى بدمه الطهور أرض الجولان السوري عام 1973.. سلام عليه هو توأم الروح الخالد إلى يوم الدين ، في الذاكرة الجمعية الوطنية للأهل والآل في كرك الإباء و الجنوب الأشم ، وكيف لا نفخر نحن ذووه عمومة وخئولة أبناء عشيرة المحاميد من قبيلة الطراونة ، وقد رسم لنا درب الشهادة يمضي عليه أبناء القبيلة بخاصة وأبناء الأردن بعامة ، فها هو الشهيد / الحي المغفور له بإذن الله ابن خالي المقدم محمد سلمان الطراونة ، والذي استشهد طيب الله ثراه في 16/5/2008 ، برصاص المهربين الإجرامي على حدود مملكتنا المحفوظة بإذن الله ، وأيضاً كي يضيف النقش الاستشهادي الأسمى بدمه الطهور على خريطة أردننا الأشم .. قبل أيام .. وبالمناسبة ، كانت ذكرى رحيله الأولى إذ مرّ عام على استشهاده ، وكان جلالة الملك حفظه الله و رعاه قد غمرنا كعادته بغير مكرمة سامية لأسرته رحمه الله ، بدءاًَ بتقديم منزل لهم وليس انتهاء بترفيعه إلى رتبة عقيد في القوات المسلحة الباسلة .. سلام على روح أخي محمد في أعلى عليين ، يرفل بأثيابِ سُعدى طوبى هي للشهداء في جنات وعيون ، وسلام معه أيضاً إلى روح ابن خالي محمد فموصولة السنون هي بالسنين ، إذ اختزل الزمن ما بين استشهاد الأول (1973) واستشهاد الثاني (2008) ، حتى لكأن الأعوام الستة والثلاثين قد أمست ساعات وربما دقائق ، فها هو التذكار في سفر الشهادة والشهداء ، يبعث على التذكار كي ننهل من معين فخار لا ينضب .. سلام على العزيزين فهما كانا من حماة الديار ، كأنموذجين مباركين على كل الذين سقطت دمائهم الزكية ذوداً عن الوطن والأمة ، فسطروا الأمثولة ذخراً مذخوراً خالداً في كتاب الشهادة العظيم ، وصية مقدسة للخلف الباسل من الفئة الأخرى وأعني جمع (من ينتظر) ، ففئة محمد ومحمد المباركة طيب الله ثراهم أجمعين قد لبوا نداء الله والوطن ، ففازوا بأطهر الحسنيين الشهادة ، والفئة الثانية هم في قَسمٍ عليها أو هو النصر المبين ، نذكرهم و نرفع الهامات عالياً نعانق الشمس فخراً بفعلهم الإستشهادي الميمون ، نذكرهم مع جلالة القائد الأعلى سيد الركب المحجل حفظه الله ورعاه ، ومع إخوتهم وأخواتهم النشامى والنشميات في الخنادق والثغور الباسلة ، على مختلف الصنوف والتشكيلات .. جيشاً ، ومخابراتٍ ، وأمناً ، وسلاحاً جوياً ، ودركاً ، ودفاعاً مدنياً ، ومع أحرار وحرائر هذا الشعب العظيم من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه ، نذكرهم أجل ونحن نحتفي بأيام الوطن الماجدة .. ذكرى الجلوس الملكي ، ويوم الاستقلال ، وعيد الجيش ، وذكرى الثورة العربية الهاشمية الكبرى ، ونتلو الفاتحة على أرواح الشهداء من الغر الميامين ، وندعو بالنصر لمن ينتظر فيهم بعد أن نحيي الهامات الشامخة ، ونزجي مراسيم التوقير للزنود الصلبة التي تقبض على البنادق على حدود الوطن الممنعة ، هم السياج المؤتمن في دور الذود عن الحياض الحصين بإرادتهم وبسالتهم الإقتدارويتين ، هم حماة الديار الذين لهم نقول اليوم ، وفي كرنفالات أعيادنا الوطنية الماجدة ، عليكم سلام .. يوم ولدتم ويوم استبسلتم ويوم تبعثون .. شهداء مع النبيين والصديقين .. في جنات وعيون .. ولنا الشمس .]
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا