حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10658

اللعب في اللاشعور الاجتماعي عن طريق الدراما

اللعب في اللاشعور الاجتماعي عن طريق الدراما

اللعب في اللاشعور الاجتماعي عن طريق الدراما

03-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
انتهت سنوات الضياع وانتهت "سلاسل" حلقات مهند ونور وأنجبت لميس بالسلامة مولودها من صديقها يحي وقد أعقب هذه الدراما التركية سلسلة حلقات اجتماعية واقعية كانت إحدى مظاهرها ازدياد عدد الأطفال اللقطاء، فالدراما المنسوجة بذكاء ينسجم مع مستوى ذكاء المشاهد العربي سحبت من المشاهد لاشعوريا قيم الإدانة الاجتماعية للمواليد من علاقات ليست شرعية انتهت الدراما التركية أو بعض مسلسلاتها ولكنها لم ولن تنته ما لم تتمكن من تشويه المنظومة المعرفية والقيمية لدى الجيل الناشئ، فقد ظهرت ميرنا في أولى حلقات مسلسل"ميرنا وخليل" كضحية زواج بالإكراه يكتشف زوجها بأنها ليست عذراء لكنها تستدر تعاطف المشاهد أثناء فرارها بحثا عن عشيقها "مهند سابقا" ويتنقل المشاهد مع الحبيبين الفارين من مطار إلى مطار ومن بلد إلى أخرى وأنت تكاد ىتسمع لهاث أنفاسه المكبوته أكثر من لهاث العاشقَين خوفا عليهما ممن يبحثون عنهما يتعاطف المشاهد لا شعوريا مع العاشقة ميرنا بغض النظر عن علاقتها أو عدم عذريتها كما تعاطف سابقا مع الحمل غير الشرعي لبطلات المسلسلات التركية، وإذا عقدنا مقارنة بين ما عرضته الدراما والسينما العربية وبين ما تعرضه الدراما التركية حول القضايا التي تتعلق بالقيم والمعايير الاجتماعية الخاصة بالعلاقات بين الجنسين فإننا نجد الفارق واضحا بين الانتاج العربي والانتاج المستورد، فبطلة "الطوق والإسورة" الفنانة (شريهان) تتعرض لأعنف صور الانتقام الاجتماعي، تقريع وتعذيب ومحاولة دفنها حية للتخلص من العار ثم تنجب مولودها وتموت في ظروف قاسية، هذا النموذج وغيره الكثير كما في فيلم "الحرام" الذي كانت بطلته فاتن حمامة كان يضع المشاهد في محاكمة عقلانية لما يحدث وأحيانا في حالة من حالات الصراع بين التعاطف مع البطلة التي يمارس عليها المجتمع أقسى العقوبات وبين مشاعرها كإنسانة قد تتعرض للانحراف أو الاستغلال وهذا باعتقادي لا يتنافى مع المنظومة القيمية الخاصة بالمشاهد العربي، يبقى المشاهد متمسكا بقناعات حيال ما ترتكبه البطلة فيحاكم ما يشاهد ويصنفه من باب الحرام والممنوع اجتماعيا وتلك هي فعليا قائمة ممنوعات المجتمع العربي المحافظ إلا أن عرض الحالة في سياقها الاجتماعي وعرض الأبعاد النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي تسوق إلى الحرام كما في فيلم فاتن حمامة المشار إليه يجعل المشاهد يتفهم الحالة ويفسرها وهذه ميزة تحتسب للنتاج العربي ، أما الإنتاج التركي المدبلج فلم يغزو مجتمعاتنا العربية إلا بهدف اللعب في لاشعور المشاهد العربي وتغيير معاييره وقيمه الاجتماعية بما يعود عليه بالمزيد من التخبط والمزيد المزيد من سنوات الضياع
maisa_rose@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10658
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم