بقلم :
قرار مجلس الوزراء الأخير والقاضي بزيادة رواتب الوزراء العاملين والمتقاعدين ( في آخر تعديل وزراي ) بمبلغ ألف وخمسمائة دينار ، أثار حفيظة العديد من الوزراء المتقاعدين الذين لم يستفيدوا من هذا القرار ! وأنا في هذا المقام لست في معرض الدفاع عن أحقيتهم في الحصول على نفس الزيادة لسبب بسيط وهو أنهم وزراء ولديهم قنوات لإيصال أصواتهم لأصحاب القرار بيسر وسهولة ، وليسوا كمثل المواطن العادي الذي يعاني الأمرين للوصول إلى نصف الطريق التي يستطيعون الوصول إليها ! الجميل بالموضوع هو أن نسمع ونرى ونقرأ عن وزراء يتظلمون !!! الجميل بالموضوع أن المواطن العادي قد تساوى بلحظة معينة بأحد أصحاب المعالي المتظلمين ( حتى لو كان متقاعدا ) من قرارات مجلس الوزراء الذين كانوا إلى عهد قريب يساهمون في صياغة قراراته ويلزمون بها عباد الله من المواطنين!!! الجميل بالموضوع أن السادة الوزراء المتقاعدون أصبحوا يتحدثون بلغة المواطن العادي ، من حيث عدم كفاية الراتب التقاعدي لمتطلبات الحياة ومستلزماتها ، ويتحدثون عن أحقيتهم بالمساواة مع زملائهم العاملين !!! الجميل بالموضوع أن السادة الوزراء أحسوا لأول مرة بمعنى التمييز وبمعنى القفز فوق بعض الحقوق، وأحسوا كذلك بأهمية الصحافة كوسيلة للتعبير عن الرأي والرأي الآخر ولإيصال أصواتهم إلى أعلى !!! الجميل بالموضوع أن يتحدث دولة الرئيس عن اعتذار البعض ممن أستمزجهم دولته للدخول في التعديل الوزاري الأخير بسبب تدني الراتب مقارنة بما يحصل علية البعض في القطاع الخاص !!! يبدو أن لقب معالي لم يعد كافيا لإقناع البعض بترك عدة ألاف من الدنانير كراتب شهري مقابل اللقب !!! والأجمل من كل ما سبق، ذلك التعاطف الجماهيري الذي لحظته في تعليقات الإخوة قراء ومتابعي المواقع الإخبارية الالكترونية مع أشقائهم وزملائهم الوزراء المتقاعدين عند نشر الخبر !!! دولة الرئيس، الوزير السابق مظلوم ويطالب بمساواته بزملائه العاملين... والنائب الحالي يشعر بالظلم وبحاجة لتعديل الراتب بسبب التضخم وزيادة أعباء الحياة وتكاليفها !!! فقط هو المواطن العادي الذي لا يطلب شيئا ويؤمن بان القناعة كنز لا يفنى وان نصف البطن يغني عن كله ... وهو جاهز لشد الحزام على بطنه أكثر من لفه، هذا إن بقي له بطن يمسك بالحزام !!!.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا