حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 72797

هاشم الخالدي يكتب : سحاب ليست مقبرة واهلها اولى بالتعيين من وزراء الكتكات واعيان الباونتي

هاشم الخالدي يكتب : سحاب ليست مقبرة واهلها اولى بالتعيين من وزراء الكتكات واعيان الباونتي

هاشم الخالدي يكتب : سحاب ليست مقبرة واهلها اولى بالتعيين من وزراء الكتكات واعيان الباونتي

07-11-2011 05:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

 قادني القدر ليلة وقفة عرفات لالقاء محاضره في منتدى سحاب الثقافي للحديث عن الربيع العربي وتداعياته على الاردن حيث شاءت الصدف الحميده ان التقي بقادة الحراك الاصلاحي في سحاب وبعض رموزها عقب انتهاء المحاضره واستمر السامر مع هذه النخبه الطيبه حتى ساعة متاخره من الليل في محاوله متواضعه مني لفهم ما يحدث في سحاب وسبب انطلاق الحراك الاصلاحي في هذه المدينه التي عرفت على مدى التاريخ الاردني بانها احدى مدن العسكر ومنبت الولاء للنظام الهاشمي.

 

في سحاب ثمة ظلم يشعر به اهلها الذين حرموا من شتى مناصب الدوله العليا وحتى الوسطى وهم يدركون ان ثمة من تجاهلهم على مدى السنوات الماضيه في ان يكون لسحاب حصه كما هي باقي الالويه والمحافظات سواء في المقاعد الوزاريه او عضوية الاعيان او مجرد التعيين في الديوان الملكي وكذا وزارتي الداخليه والخارجيه التي حسمت فيها المناصب لابناء الذوات ... وابناء الذوات فقط وهو ما يؤجج غضبهم ويزيدهم قهرا على قهر .... وقد قيل قديما... "ما اصعب ان يراك الجميع صامتا  وفي داخلك مدينه من الضجيج"

 

يدرك اهل سحاب الطيبون انهم ظلموا نتيجة الاشاعات ولذلك فهم يمتعضون من ان تعرف سحاب فقط من خلال مقبرتها وكانها مكان للدفن وزيارة الموتى، وهم ايضا مستاؤون من ان توصم هذه المدينه التي يسكنها اكثر من 100 الف مواطن بانها مدينة المخدرات والسلاح .

 

لا ينكر اهل سحاب بان تجارة المخدرات والسلاح موجوده نتيجة الفقر والعوز وليس نتيجة التمرد والعصيان ، ولذلك فهم يحملون الحكومه مسؤولية ان توصم مدينه باكملها بهذه التهمه، ويدركون ان تبعيتهم السابقه للعاصمه عمان ساهم في تجاهل كثير من الحكومات لوجودهم على اعتبار ان عمان تاخذ دوما حصتها من المناصب والترقيات ولذلك يعتبر ضمنا ان سحاب اخذت حصتها وهو ما جعلهم يناضلون من اجل الانفصال عن تبعية العاصمه فكان لهم ذلك لكن الواقع لم يغير من استمرار الظلم الذي يشعر به كل " سحابي" نتيجة الاهمال والتهميش الذي يعانون منه  ليس على مستوى الانصاف الوظيفي بل على مستوى الخدمات البلديه والميزانيه المتواضعه المرصوده لخدمة سحاب من اناره وتعبيد شوارع وغيرها من الخدمات الاساسيه التي يعاني اهالي سحاب من تناقصها وزوالها احيانا..

 

حين دعيت لالقاء تلك المحاضره خاطبني صديقي مازحا "

هل نأخذ معنا سلاحنا"

اجبته مندهشا : لماذا؟؟؟

قال : نحن ذاهبون الى سحاب وهناك لا تضمن ان يطلق عليك احدهم رصاصه من مسدس او صليه من كلاشن؟

لم يدخل الخوف الى قلبي لحظة واحده واحببت ان اخوض هذه المغامره المسائيه لافاجئ واصدم من واقع غير الواقع الذي صور لنا عن سحاب واهلها ومثقفيها الذين يزين ثقافتهم حبهم وولاءهم للنظام الهاشمي وليس ثمة شيئ اكثر ايلاما من ان يشعر الانسان بالظلم والقهر وهو يرى الاخر – واقصد الحكومات المتعاقبه- توغل في تهميش هذه الشريحه الوطنيه التي اخشى ان تتحول الى بؤرة ساحنه ذات يوم فيكبر الخرق على الراتق ولا نستطيع ان نعيد الامور الى نصابها.

 

في سحاب ثمة مثقفون وسياسيون من الدرجة الاولى على مستوى عال من التفكير والوطنيه وازعم ان هؤلاء اولى بالتوزير والعينيه من وزراء الكتكات واعيان الباونتي؟

والملفت في القضيه ان هذه الطبقه المثقفه انحازت الى الحراك الاصلاحي وبدأت تجوب الشوارع في كل جمعه للمطالبه بانهاء مظاهر الفساد والتوريث السياسي الذي ذاقوا منه الامرين وهم ليسوا متمردين ولن يكونوا كذلك لكنهم يشعرون بالاسف من ان تلفت الدوله لمن يشعل اطارات في الشوارع فتلبي له رغباته وحتى احلامه بينما لا تلفت لحراك سحاب الذي بدأ يلاقي رواجا في قلب المدينه يوما بعد يوم ....فهل تريد الدوله من اهالي سحاب ان يحرقوا الاطارات ويقطعوا الشارع الدولي الذي يمر بمدينتهم حتى تستجيب  لمطالبهم... اليس عجيبا ما يحدث؟؟؟؟.

 

في ذلك المساء الذي لن يمحى من ذاكرتي دخلت بنقاش مع زعماء الحراك الاصلاحي وتوصلت لنتيجه ان هؤلاء الشباب الطيب والوطني ليسوا كما يصور لنا البعض بانهم مؤدلجين داخل بوتقه حزبيه تتبع الخارج فهذا الكلام غير دقيق على الاطلاق اذ ان معظم هؤلاء موظفون بسطاء يشعر كثير منهم بانهم متعطشون للعدل ومتعطشون للاصلاح الذي قد ينصفهم في يوم من الايام.

سألتهم : هل التقى بكم اي مسؤول في الدوله واستمع لمطالبكم ؟.

 

اجاب احدهم : منذ 24 اسبوعا ونحن نخرج الى الشوارع في مسيرات احتجاجيه نرفع فيها مطالبنا الى جانب صورة جلالة الملك وكنا نتوقع ان نلاقي استجابة من الدوله بحكم ان مطالبنا بسيطه وممكنه وليست تعجيزيه لكن الرد جاء على الفور بارسال بلطجيه قاموا بقذفنا بالحجاره فنزف الدم من رؤوسنا وادركنا ان الدوله لا تؤمن الا بحوار الحجاره وهو ما زادنا اصرارا على استكمال طريق الاصلاح حتى لو ضحينا بانفسنا ؟؟؟ اليس كارثيا ما يحدث.؟؟؟.

 

اجبت مندهشا : الخوف ان تتحول مطالباتكم الاصلاحيه الى مواجهات مع من تسمونهم البلطجيه وحينها سيدخل عنصر الدم والثأر الذي لن يبقي ولن يذر فهل هذا ما تريده الدوله .اليس غباءا ما يحدث؟

 

ساختم بنصيحه الى اصحاب الشأن والقرار الذين يرددون دائما بان لساني طويل : ارجوكم اجلسوا مع هذه الحراكات الشبابيه واستمعوا لمطالبهم قبل ان يفوت الفوت فنندم جميعا على اننا اهملنا مدينه طيبه اسمها سحاب .

بالمناسبه وحتى لا تفهم مقالتي بانها انحياز فقط لاهل سحاب فانا اطالب بانصاف مناطق اخرى مسها ايضا ظلم كبير في التعيينات ومسها تهميش كبير مثل الرمثا التي تجاوز عدد سكانها 200 الف مواطن ومثل العقبه والزرقاء والجفر ومادبا  والاغوار الشماليه والاغوار الجنوبيه وكثير من مدننا التي ما زالت تنتظر الانصاف.... فهل من مجيب؟؟ 

 

منذ اليوم انا "سحابي" حتى النخاع لان هذ النخبه الطيبه التي التقيت بها تستحق الانصاف من الدوله وتستحق سحاب ان تسمى " رغدان " على اسم احد قصور بني هاشم لانها لم تخن العهد ولم تنقض الوعد وستبقى كذلك فلا تجبروها على الخروج من الذات ؟؟؟

اللهم اني بلغت.... اللهم فاشهد .. وللحديث بقيه.

 

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 72797
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-11-2011 05:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم