26-09-2017 03:30 PM
بقلم :
. القطيعة بين الأقارب والتباغض بين الأخوة ...
انتشرت ظاهرة هجران القريب لقريبه واستشراء الجفاء والقطيعة بين الآباء والأبناء و الاخوة ...
ولو بحثنا في هذه الظاهرة لوجدناها موجودة وبكثرة في مجتمعنا العربي والأردني ....
ولو سالنا عينة من المتقاطعين أو (المتحاربين ) لوجدنا من يقول لنا : إنه لا يكلم أخاه منذ عشر سنوات وأكثر ...
وآخر يقول لنا : بأن قريبي خدعني و نهبني ولم يرقب في إلا ولا ذمة ... !!!
وآخر يقول : إن أبي جار علي وإن أخي ظلمني وكان سببا في دماري وتعاستي ... إلخ .
يقول أبو الطيب المتنبي :
ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى عدوا له ما من صداقته بد ...
ولكن مع ظهور التشاحن و التباغص بين الاخوة والاقارب ، وجد ما هو أشد نكدا على الحر من ذلك النكد الذي ذكره المتنبي في شعره ...
فعندما يكون أخوك او أبنك أو قريبك ... ؛ متربص بك وحاسد ومبغص لك ... ويشكل مصدرا وبابا دائما لتعاستك ولشقاءك ولنكدك ... فهذا ليس نكدا فقط .. ولكنه يشكل كارثة إنسانية ومجتمعية جعلت الحياة بلا طعم ولا لون ولا رائحة ...
فهذه العلاقات المقدسة أوجدها الله لتكون أبدية ودائمة بين الناس ... إنها علاقات لم يستشر فيها الانسان ، فهي خيار من الله ولا مفر منه حتى الممات ...
فان شاب هذه العلاقات الشكوك والتباغض والتوتر والضغائن والعداوات ... فهذا هو النكد المضاعف ، وهذه هي المصيبة العظيمة والتي لا نهاية ولا حدود لها ...
ان التباغص والعداوات المنشرة بين الاقارب نزعت بركة العيش وقصرت أعمار الناس ...
والسبب الرئيسي لهذا التباغض والجفاء وهذه القطيعة المستشرية بين الاقارب هو البعد عن الله تعالى ...
فبعد الناس عن ربهم غرس في قلوبهم حب الدنيا الفانية وغذى الأنانية ...
وجعل أكثر الناس يدوس على كل علاقاته ويضحي بكل شيء مقدس ، وهو يركض ويلهث مثل وحوش البرية في دنياه ...
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا