حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7517

انقسام حماس وفتح دمار للقضية

انقسام حماس وفتح دمار للقضية

انقسام حماس وفتح دمار للقضية

23-09-2017 03:17 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لا استطيع ان افهم ما اذا كان ثمة جدوى من استمرار هذا الانقسام بين حركتي حماس وفتح ، غير الدمار والخراب الذي خلفه هذا الانقسام المقيت ،كما انه ليس لدي ادنى شك ،ان قادة الفصيلين الأكبرين بين فصائل المقاومة ، يدركان تماما مدى الضرر الذي حل بالقضية الفلسطينية للسبب نفسه ، اسرائيل التي وجدت في هذه الحالة الفلسطينية المؤسفة ، مبررا وذريعة للتملص من التزاماتها ، وذلك بالتغاضي عن التوصل الى حل نهائي ، يضع حدا لاحتلالها من جهة ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، على حدود الرابع من حزيران العام 67 من جهة أخرى .
عندما يتبجح نتنياهو ويتشدق ، انه لا يجد شريكا فلسطينيا يفاوضه ، فهذا من تداعيات الانقسام التي تطول قائمته ، الغرب المتصهين يؤيد هذا المقولة وينحى باللائمة على القيادة الفلسطينية ، التي تبدو امام العالم ،غير مؤهلة وعاجزة عن توحيد كلمتها وموقفها .
اتذكر كلمات المرحوم الشيخ احمد يس مؤسس حركة حماس ، من مقولته الشهيرة ( لن نكون سلطة ولا جزءا من سلطة ) حينها كانت حركة المقاومة الاسلامية حماس في اوج عظمتها ، لأنها كانت تمثل المعارضة القوية الهادفة للسلطة الفلسطينية ، وفي نفس الوقت كانت على درجة من التفاهم والانسجام مع الرئيس ياسر عرفات ، الذي استفاد وناور على ضوء مواقف حماس المدروسة جيدا .
لكن عندما تغيرت مواقف حماس ، وراحت تتطلع الى السلطة و( الكراسي ) اختلت المعادلة ، واخذ الوهن ينخر بناء وصفوف حركة المقاومة برمتها ، فتراجعت القضية ، وازدادت اسرائيل تطرفا ، وتملصا من استحقاقات وقعتها مع القيادة الفلسطينية ، حتى معاهدة اوسلو التي رفضتها غالبية الشعب الفلسطيني والعربي ، لم تقم اسرائيل باحترام الكثير من بنودها ، ولم تنفذ الا القليل منها ، ناهيك عن التغول الصهيوني في بناء المستوطنات وتوسيعها ، ومصادرة الاراضي والبيوت والممتلكات الفلسطينية .
في هذا السياق لا اوجه اللوم الى طرف بعينه ، بل اللوم يقع على قادة فتح وحماس معا ، فكلا القيادتين تتحمل جزءا من وزر هذا الانقسام ، الذي الحق ضررا بالغا بمكتسبات الشعب الفلسطيني ، الذي ما زال يرزح تحت الاحتلال .
المشهد المحزن في المسجد الاقصى ، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، عصابات بني صهيون ، باتت تقتحمه بشكل يومي ، تحت بصر وحماية جنود الاحتلال ، على الرغم من الاحتجاجات الأردنية شديدة اللهجة ، كونها القيادة الهاشمية ، هي صاحبة الوصاية والرعاية على الاماكن الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف .
حل الدولتين المقترح عالميا ، بما فيها القوى العظمى ، اميركا وروسيا والصين ووبريطانيا وفرنسا ، وبقية دول العالم ، ترى ان الحل يكمن في اقامة دولة فلسطينية ، تعيش جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل ، حتى المبادرة العربية التي سبق ان تقدمت بها المملكة العربية السعودية ، ايدت حل الدولتين ،ولا انكر ان بعض قادة اسرائيل ايّد هذا الحل ، بيد ان هذه الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، وليدة اليمين المتطرف ، راحت تضع كل العراقيل امام كل الحلول التي من شأنها ، قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني ، وعاصمتها القدس الشرقية ، سيما بعد تردي الوضع العربي الاستراتيجي حاليا ، على ضوء ما اطلق عليه بالربيع العربي ، بتبعاته ونتائجه التي لا تخفى على أحد .
المطلوب الآن من قادة فتح وحماس ، انهاء الانقسام فورا وبدون تأخير ، والذهاب الى انتخابات تشريعية ورئاسية ، من شأنها توحيد المواقف ، وتبني سياسة موحدة وناجعة لمقاومة الاستيطان والاحتلال معا ، والعمل الوطني الجاد ، على اقامة الدولة ومؤسساتها ، بالتنسيق التام مع الاردن ومصر ، حيث ان لهما مصلحة استراتيجية عليا في هذا الخصوص ، وكبقية الدول العربية والصديقة ، قبل فوات الأوان .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 7517
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم