حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11576

دحلان الحاضر الغائب باتفاق فتح وحماس حول غزة

دحلان الحاضر الغائب باتفاق فتح وحماس حول غزة

 دحلان الحاضر الغائب باتفاق فتح وحماس حول غزة

19-09-2017 08:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لعل أهم ميزة لاتفاق حركتي فتح وحماس الذي تم توقيعه في القاهرة بإشراف جهاز المخابرات العامة في مصر انه يعيد ارتباط قطاع غزة ديمغرافيا وسياسيا بالفهم العام للقضية الفلسطينية، بعد عشر سنوات من اختزال هذا المفهوم بالضفة الغربية فقط ، وذلك بالرغم من الشكوك في احتمالات ترجمة الاتفاق على الأرض كاملا ، خاصة بعد تجارب كثيرة من الاتفاقات حول المصالحة وحكومات الوفاق والوحدة الوطنية والتهدئة ، كان مصير جميعها الفشل قبل انطلاقها، لأسباب مرتبطة بالوضع الداخلي لكل من فتح وحماس ، والوضع الخارجي مرتبطة بولاءات الحركتين للمحاور العربية والإقليمية ، فيما تعرضت غزة لحربين من قبل إسرائيل ، وحصار لم يعرفه التاريخ سابقا ، كان الغزيون هم الطرف الوحيد الخاسر من نتائجه.
اتفاق القاهرة الجديد ،بتفاصيله الكثيرة ، بما فيه إدارة الحدود والحكومة ،يعيد قطاع غزة الى ما قبل انقلاب حماس عام 2006 حيث ترأس فتح الوزارات وتتولى إدارة الحدود ، وربما تكمن في تفاصيل ترجمة الاتفاق بذور شيطانية تعيقه ، حيث سيبرز رهان على مدى قدرة فتح على استيعاب الوقائع الناشئة منذ انقلاب حماس ، اذ هناك واقع مختلف تماما عما كانت عليه الأمور قبل الانقلاب ، فيما ستبرز رهانات مقابلة على مدى قبول حماس ان لا تكون شريكة على قدم المساواة مع فتح ، وكيفية معالجة مواقف الفصائل الاخرى التي أبدت رفضا لتفرد حماس وفتح في قيادة غزة وإنكار وجود الآخرين كما ورد على لسان القيادي في الجبهة الشعبية (حبش) كايد الغول .
قبول حماس ، وبعيدا عن اللغة الاتهامية يأتي استمرارا لمسلسل “تنازلات “طويل بدأته ، منذ الوثيقة الشهيرة التي اعترفت ضمنا بإسرائيل ، بإنتاج تركي قطري ، قبيل تفجر الأزمة الخليجية في أوائل حزيران الماضي ، في ظل متغيرات داخلية وخارجية ، أفضت لقناعات حماس بان استمرار تعنتها لن يمكنها مع حلفائها من رفع الحصار، وان مفاتيح أبواب غزة المقفلة بيد القاهرة ، وليست في عواصم عربية وإسلامية بعيدة او قريبة .ومن الواضح ان حركتي فتح وحماس كانتا بحاجة لهذا الاتفاق ، فحركة فتح المأزومة بمشاكلها الداخلية والبحث في مستقبلها والشكوك حول قدرتها على تجديد ذاتها ، في ظل معارك الأجيال ، وترسخ وجود تيارات متناقضة داخلها ، وفشلها في تحقيق انجازات تذكر، إضافة للمخاوف من تحركات خصمها اللدود (العقيد محمد دحلان القادم لقيادة المشهد محمولا على أكتاف حماس) فيما حماس التي تعيش نشوة النصر أمام سكان قطاع غزة بإعادة الكهرباء ، باستقبال حافلات (الديزل) المصرية ، بذات نشوة استقبال القسام للصواريخ الإيرانية، وقبولها بتوقيع اتفاق مع العقيد دحلان ، يمنحه صلاحيات واسعة في إدارة القطاع ، تعطي كلها مؤشرا حول وجهة حماس المستقبلية، وتطرح تساؤلات حول مشروع حماس المقاوم ، وتحديدا في الجانب المسلح منه ،فيما كان القاسم المشترك بين الحركتين ،خلال معركة بوابات الأقصى قبل أشهر محاولة ركوب الموجة الشعبية واختطاف انتصار فتح بوابات الأقصى ، وإدراك ان الرأي العام الفلسطيني يتجاوز الحركتين ،والنضال الفصائلي بمفاهيمه التقليدية وبالتزامن لا يمكن النظر الى حماس خارج كونها جزءا من محور الخاسرين، بعد التغيرات الإستراتيجية في المنطقة ، اذ ان حلفاءها في طهران وأنقرة والدوحة ودمشق والضاحية الجنوبية في بيروت لكل منهم اليوم شان يغنيه، ويقول لصاحبه إني عنك اليوم بنفسي مشغولا.
رسائل كثيرة وتساؤلات يطرحها توقيت الاتفاق، أهمها دور القاهرة المحوري في اي اتفاق مرتبط بقطاع غزة ومستقبلها ، لكن كيف ستوفق القاهرة بين هذا الاتفاق والاتفاق الذي أبرمته قبل أشهر بين حماس والعقيد دخلان ،بافتراض ان الاتفاقين متناقضين أصلا؟ وهل هناك علاقة بين بين الاتفاق بعد زيارة وفد حماس الى إيران مؤخرا، وهل دعمت إيران الاتفاق لإرسال رسالة في ظل استهدافها من قبل أمريكا حاليا ،لتقول ان هناك فرصا كبيرة لانجاز تفاهمات دون الوصول الى الحافة في ملفات الصفقة النووية والتشدد الأمريكي تجاهها ،غيران الأهم من كل هذا ، ان اتفاقي حماس مع دخلان وبعده مع فتح جاءا بعد انتقال مركز قيادة حماس الى الداخل الفلسطيني ، علاوة على الحضور البارز لقائد كتائب القسام في الاتفاقين (يحيى السينوار) وهو ما يعطي الاتفاقيات مصداقية أكثر ويرسل رسالة بتوافق الجهازين السياسي والعسكري لحماس .
ربما تتعدد السيناريوهات بخصوص مالأت اتفاق دخلان مع حماس ، اذ من غير الممكن ان تقبل فتح باي وجود لدحلان في إدارة قطاع غزة استنادا لاتفاقه مع حماس، ومن غير الممكن لحركة حماس ان تحرق اتفاقها مع دحلان المدعوم من مصر والإمارات وقوى غربية ،فهل كان دحلان ورقة ضغط على فتح وحماس لانجاز المصالحة، أم ان العقيد دحلان مشروع اكبر من ذلك، وان هذا الاتفاق بين فتح وحماس سيتيح له لاحقا العودة لمؤسسات فتح والسلطة الفلسطينية ، من خلال صناديق الاقتراع، حيث تم الاتفاق على إجراء انتخابات جديدة لاحقا ،ليكون فيما بعد محمولا على أكتاف فتح وحماس لزعامة دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ التطورات اللاحقة في المدى المنظور ربما تجيب على جل هذه الأسئلة وغيرها ، الا ان المؤكد ان العقيد دحلان أصبح احد أهم المفاصل في المشهد الفلسطيني.
كاتب اردني
oaalraddad@gmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11576
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم