حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20099

لولا سعادة المعلم لما كان وزير التربيه"

لولا سعادة المعلم لما كان وزير التربيه"

لولا سعادة المعلم لما كان وزير التربيه"

19-09-2017 02:13 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهير رمضان
كيف ذهبت هيبة هذا الرمز العظيم وأين هو الان من قول احمد شوقي"قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا" فيا امير الشعراء عندما وضعت المعلم في مكانه مقدسه كانت المنظومة الاجتماعية تتحلى بالقيم والأخلاق وكان المعلم حجر الاساس في العمليه التربويه والتعليمية حيث كان الطالب يذهب الى المدرسه ليس فقط من اجل التعليم وإنما لطلب التربيه والأدب كانت له هيبته عندما كان لرب الاسره هيبته امام ابنائه .مع تغير كثير من القيم والثوابت وطرق التربيه اندثرت او كادت تندثر هيبة ومكانة المعلم فما بين التطاول عليه لفظا او التعدي عليه من بعض الطلاب المنفلتين اخلاقيا . المعلم رمز اساسي في المجتمع والذي بات يشعر بالظلم والقهر والغبن فكيف لهذا الرمز المهلهل من الداخل وهو حجر الاساس في العمليه التربويه والتعليمية ان ينهض بالتربية والتعليم.
ان ما يحدث الان للمعلم هو خلل في المنظومة الاجتماعية , لقد كان المعلم في السابق رمز من رموز هذا المجتمع فينظر له نظرة هيبه ورهبه احيانا . ولكن ما نراه الان من تهشم في رصيد المعلم معنويا وماديا اسبابه تغير المنظومة الاجتماعية والقيم والأخلاق وأساليب التربيه. نوعية المعلم اختلفت كما اختلفت نوعية الطالب ونوعية ولي الامر فعندما نتحدث ونطالب بإعادة هيبة المعلم لابد وان يعالج الموضوع بمنظومة متكاملة وتكون المعالجه واقعيه شموليه في كل ما يؤثر في النظام التربوي والتعليمي . تعتبر العلاقة بين البيت والمدرسة من الامور المهمة في العمليه التربويه والتعليمية التي تعمل على حل كل الصعوبات التي يتعرض لها الطالب في النواحي التربويه والتعليمية وكما تساهم في الكثير من المشكلات السلوكيه . فالتربية الناجحة هي بناء لغد افضل . ان تحسين الشراكه الفاعله بين البيت والمدرسة وأهمية دور ولي الامر كمعين للمدرسة له دور كبير في احراز التقدم الاكاديمي وضبط الجانب السلوكي لدى الطالب لان البيت والمدرسة شريكان رئيسيان في تربية وتعليم الابناء. يجب على الطرفان تجاوز قضية التهم واللوم والتركيز على تحسين الاداء التربوي والتعليمي والسلوكي فالبيت شريك اساسي مع المدرسه في التربيه والتعليم حيث يقوم السلوك السلبي ويعزز السلوك الايجابي للطالب.
يجب على الاهل تعويد ابناءهم على احترام المعلم وتقديره والأخذ بنصائحه المفيدة فهو قبل ان يكون معلما هو ايضا مربيا فاضلا فالتربية قبل التعليم . على الطالب التواضع للمعلم والاعتراف بفضله وإظهار الامتنان له في تلقي العلم والمعرفة.
قبل الحديث عن لماذا فقد المعلم هيبته لابد ان نتكلم في عدة محاور لتكون المعالجه واقعيه شموليه في كل ما يؤثر في النظام التربوي . ان البيئة التي عاشها الطالب بين امه وابيه فلو انهما ربياه على احترام ابويه وأقاربه والأكبر منه سنا لنشأ الابن على ذلك وتعود عليه مدى الحياة , كيف يهاب الطالب من معلمه والقدوة له والده حين يخطأ الطالب ويستدعى ولي امره ويتعامل مع المدرس بفوقية ويدافع عن ابنه ولايعترف بخطأ ابنه من هنا ضاعت هيبة المعلم لا ن الصلاحية التي كانت تعطى له من ولي الامر ضاعت ايضا.
دور وزارة التربيه والتعليم ساهمت في اضاعت هيبة المعلم حين منعت المدرسين من الضرب والتوبيخ للتلاميذ فكيف يهاب الطالب وهو يعرف ان والده معه وان الانظمه تمنع المعلم من الضرب والتوبيخ. كان التعليم في السابق يمتزج ما بين الثواب والعقاب وليس المقصود بالعقاب الضرب المبرح او ما يهين الطالب , الثواب جميل ولكن العقاب واجب " من امن العقوبة اساء الأدب " فعندما التغى العقاب من المدارس على مبدأ التربيه الحديثه بالغرب جعلت المدرس مكبل اليدين لا يحق له ان يعاقب طلابه في حالة استحقاق العقاب مما ادى الى استقواء الطلاب على المعلمين وبات عمل معظم المعلمين مجرد اداء واجب وهذا بدوره ادى الى قلة عطاء المعلم. يجب على المعنيين ايجاد تشريع يغلظ العقوبة على من يعتدي على المعلم ويعتبر الاعتداء عليه اعتداء على الوزارة حتى وان اسقط المعلم حقه الشخصي يبقى حق الوزاره.

بالنسبة لدور نقابة المعلمين : عليها ان لا تتهاون في الاعتداءات البسيطة كما الاعتداءات الكبيره . والعمل فعليا بشعارها "كرامة المعلم من كرامة الوطن"
على المدرسه ان تعمل في اطار وظيفتها التربويه بالتعاون مع اولياء الامور وفي تكامل مع الاسره على التربية الناشئة على الاخلاق الحميدة والسلوك القويم وروح المسؤولية والمبادرة.وتعمل في اطار وظيفتها التعليمية على ضمان تعليم جيد للجميع يتيح اكتساب ثقافة عامه ومعارف نظريه وعمليه . وتوفير مناخ تعليمي غير مثير للقلق.
اما بالنسبة لدور المناهج فمناهج اليوم محشوه بنظريات ومباديء لمجرد النجاح فقط فهي مناهج معقده لا تشجع الطالب على الابداع او الاستمتاع بالحصة مما يدفع الطالب الى الاستهتار واللامبالاة فاقدا متعت تلقي العلم والمعرفة مستهترا بمدرسه.

عندما نريد ان نعيد هيبة المعلم علينا ان نقف على بعض السلبيات التي تظهر من بعض المعلمين , فلن اعفي المعلم من بعض الاخطاء لان اطراف العمليه التربويه معلم وطالب فالحافز الاكبر للطالب هو المعلم وهو قدوه يحل محل الاب والصديق. يجب على المعلم ان يقدر نفسه ويثق بها ولا يعامل الطلاب معاملة الند وينزل الى مستواهم في الخصومه مما يفقده مكانته. ان من اهم الاسباب التي انشئت من اجلها المدارس نقل المعرفه الى الطلاب وإكسابهم القيم التي يتقبلها المجتمع فالمعلم هو المسئول الاول وهو يعمل على تحقيق اهداف المجتمع وتطلعاته في ابنائه فهو نموذجا لطلابه في اتجاهاته وسلوكه . عدم احساس المعلم بهيبته جعلته يتلفظ الفاظا نابيه مع الطلاب بعيده كل البعد عن الأخلاق اصبح المعلم يتفوه بكلمات منبعها الشارع مما يؤثر على العلاقة بين الطالب والمعلم لتتطور الامور خارجه عن السيطرة لكلاهما فعلى المعلم ان يرتقي بكلماته ويستعمل كلمات يكسب فيها ود واحترام طلابه . كما على المعلم عدم التميز بين الطلاب لان هذا "ابن فلان " يجب ان يتمتع بسلوكيات المربي الفاضل.وعندما يستخدم الحزم ان يكون في الحزم ايحاء تربوي بحيث يطلق كلمته ولا يتنازل عنها مبتعدا بالحزم عن القهر بحيث يستوعب الطالب معنى الحزم بدل الخضوع الاعمى.على المعلم ان يتمتع بمهارات وأساليب منهجيه صحيحة في التعامل مع الطلاب من اجل احتوائهم واستيعابهم ومعاملتهم بود والابتعاد عن الغلظة والحده.
التعليم هو عملية يتم من خلالها بناء الفرد ومحو الاميه في المجتمع وهو المحرك الاساسي في تطور الحضارات ونماء المجتمعات . ان الشعوب المتقدمه مازالت تعتبر مكانة المعلم هي مكانه مرموقة .فعندما يوضع المعلم في سلم الاولويات تصبح البلد من اوائل الدول في التعليم مثال على ذلك سنغافورة نهضت من فقرها بالتعليم وأصبحت من الدول المتقدمه في التعليم , كوريا واليابان مثال يحتذى به في التعليم وتقدم البلاد فمن خلال التعليم ينهض المجتمع ويتقدم من جميع النواحي. من اجل ان نتقدم فلنقدم قائد مسيرة التعليم وياخذ مكانته الحقيقيه وبهذا سيكون قادرا على انشاء جيل ليس فقط في التعليم وانما لنهضة المجتمع اكمل هو اللبنه الاساسيه لبناء المجتمع فلولا المعلم لما كان الطبيب والمهندس ووزير التربيه والنائب انه يستحق لقب سعادة الاستاذ.






لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20099
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم