حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 64045

ومن قصد البحر إستقل السواقيا

ومن قصد البحر إستقل السواقيا

ومن قصد البحر إستقل السواقيا

22-08-2017 03:46 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

هذا الشطر الثاني لبيت شعر ، لشاعر عربي فصيح اللسان ، يشار له بالبنان ، وملك ناصية البيان ، وإن من البيان لسحرا ، نظم قصائد وأبيات شعرية ، خلدته على مر الأجيال والأزمان ، تمتع بإرادة وهمة عالية ، كان طموحا يرنو للعلا والمجد ، بالإضافة إلى ما ملكه ، من إبداع في الشعر ، وعلم بمفردات اللغة وبقواعدها وأساليبها ، وتمكنه منها .

وقد عاش أفضل حياته ومجده ، عند سيف الدولة الحمداني ، إنه الشاعر المتنبي ، وقد نظم الشعر وعمره تسع سنوات ، ويعتبر أحد فحول الشعر العربي ، لمع مجده في الماضي ، وما زال حتى يومنا هذا .

إن ولع هذا الشاعر ، بطلب المجد والعلا ، دفعه إلى التقرب من الحكام ، فكان أخر مطافه أن ذهب إلى كافور الأخشيدي ، ذلك العبد الذي قتل سيده الأخشيدي أحد حكام مصر ، وإستلم الحكم من بعده ، وقد قصده الشاعر المتنبي طمعا بأن يسلمه حكم إحدى الولايات ، فمدحه بقصيدة شعرية مطلعها :

كفى بك داءاً أن ترى الموت شافياً
وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا

إلى أن قال :

قواصد كافورٍ توارك غيره
ومن قصد البحر إستقل السواقيا

أحببت مما أشرت إليه سابقا ، أن أبين أن أصحاب النفوس العزيزة ، التي ترنو إلى المجد والعلا ، يقصدون طلب العلا من أوسع أبوابه ، ويعفون ويترفعون عن القليل .

وفِي الأيام الخوالي الماضية ، عاش الأردنيون إحدى حلقات مسلسل الإنتخابات في حالة تنافس شديد بين المرشحين ومعهم أنصارهم طمعاً بالفوز ، وفِي نهاية المطاف وجدنا البعض ممن جد وإجتهد وتكاتف وتعاضد ، ورام الوصول إلى العلا ، قد إستقل السواقيا ، وقصد البحر وتحقق له ذلك ، بِينما وجدنا البعض قد إكتفى بالسواقيا ولم يقصد البحر ، مع إمتلاكه المقومات ولكنه لم يستغلها ، وحاله كحال من إستمرأ شرب كأس الحياة بذلة بينما الآخرون قصدو العز ولو بشرب كأس الحنظل .

وقال الشاعر الشابي :

ومن لا يحب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر

وكما قال المتنبي أيضا :

من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام


وهكذا فإن لكل مجتهد نصيب ، ونصيبه يتناسب وجهده وتعبه وتخطيطه ، واضعا في نصب عينيه ، الحفاظ على لحمة أهله ومجتمعه الكبير ووسطه الفيزيقي ، بروح جماعية وبمنتهى الشفافية والموضوعية ، لإنهم القاعدة الرئيسة من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 64045
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم