حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25349

المواقف من القدس والقضية الفلسطينية دولياً

المواقف من القدس والقضية الفلسطينية دولياً

المواقف من القدس والقضية الفلسطينية دولياً

22-08-2017 03:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالحميد الهمشري
لا شك أن القضية الفلسطينية وبصفة خاصة مدينة القدس والأماكن المقدسة فيها ، هي من أكثر القضايا حساسية وشائكة في العالم أجمع ، عوامل دولية عديدة أسهمت في إحلال أقوام منتشرون في الأرض في شتى دول العالم ما يجمعهم الدين فقط مكان شعب يعيش في أرض آبائه وأجداده حيث كانت تلك العوامل وراء تقرير مصير شعبها بفعل قوى استعمارية قررت على ما ليس لها حق فيه أو سلطة عليه ، معتمدة مبدأ ميكافيللي في خلق بؤر الصراع والتقاء مصالحها مع ما صنعوا ويصنعون فالقضية تقوم على صراع تقوده مجموعة عنصرية استيطانية ذات طابع ديني إحلالي، بجذور دولية مرتبطة بالدول الأكثر نفوذاً في العالم، وليست بدولة محددة فبعد تراجع الدور البريطاني الذي منح الحركة الصهيونية وعد بلفور في إقامة وطن لليهود على حساب الشعب العربي في فلسطين وسهل عملية الهجرة اليهودية بفرض وصاية بريطانيا من عصبة الأمم عليها في سبيل تنفيذ الوعد تحولت الحركة الصهيونية بعد مؤتمر بلتيمور عام 1942م الذي عقد في نيويورك في وجهتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي بزغ فجرها بفعل ما أسفرت عنه نتائج الحرب العالمية الثانية ، فاحتضنت أمريكا المشروع الصهيوني وساعد الحركة الصهيونية في ذك امتداد نفوذها بين الجماعات اليهودية ذات الانتشار والنفوذ الواسع في الدول الكبرى خاصة أمريكا، فأسهم ذلك في التأثير على قرارات أمريكا وسياساتها من خلال تغلغلها السياسي والاقتصادي والإعلامي فيها ، مما منحها مهمة التأثير في السياسات الداخلية في أمريكا والدول المتحالفة معها ..
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي ازداد العبث الأمريكي والتدخل في شؤون الآخرين مما حول الدول المستضعفة إلى دول تلتهمها نيران الفرقة والخلافات والتدخل في شؤونها وكانت القضية الفلسطينية ثمرة سائغة لهذا التفرد الدولي حيث زادت أمريكا من دعمها للكيان الصهيوني تسليحياً ولوجستياً والوقوف في وجه كل من يتعرض لهذا الكيان الغاصب في كل محفل دولي ودعمه في كل ممارساته ضد السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والقدس الشريف ومقدسات المسلمين والمسيحيين فيها على حد سواء.
وسأتناول هنا وعلى حلقات عديدة المواقف الدولية "الأمريكية والأوروبية" والصهيونية والإسلامية والعربية والفلسطينية من القدس والقضية الفلسطينية والدول الأخري في امريكا الجنوبية واستراليا وأفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا .
* دولياً :
- هيئة الأمم المتحدة : هذه الهيئة صدر عنها قرارات عديدة حول الموضوع لكنها لم تكن أكثر من إدانة أو قرارات كونها لا تملك صنع شيء أكثر من ذلك لوجود مداهنة أمريكية للعدو الصهيوني في ممارساته في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة فهي لم تقف في وجه العدو الصهيوني تجاه تحديه للإرادة الدولية بل تبارك خطواته التي يتخذها رغم ما يبدو للمرء أنها ضد ممارسات هذا العدو فما تقدمه له من عون ومنع اتخاذ أي إجراء ضده في مجلس الأمن يتركه يضرب بأي قرار دولي يصدر بعرض الحائط ، فهناك قرارات عديدة صدرت عن المنطمة الدولية تناهض الانتهاكات الصهيونية مثل قرار رقم 181 الذي صدر بعد ما أعلنت الحكومة الصهيونية أن القدس عاصمة أبدية موحدة للدولة الصهيونية، لكن هذا القرار اختص بالأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م وبقي حبراً على ورق، حيث أدان احتلال تلك الأراضي واعتبره عملاً غير مشروع ومخالفاً للشرعية الدولية.
- الولايات المتحدة الأمريكية : هناك انحياز أمريكي كامل للكيان الصهيوني تجاه قضية القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وفيه انسجام تام ما بين السياستين الأمريكية والصهيونية، فالأمريكيون دوماً منحازون بشكل واضح وصريح للكيان الصهيوني، رغم ادعاءاتهم إظهار شيء من التوازن في بعض القضايا المتعلقة بالقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة ، وخير دليل على هذا الانحياز ما أقرّه الكونجرس والنواب الأمريكيين نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والذي لم ينفذ حتى الآن حفاظاً على ماء الوجه أمام دول عربية تعد صورياً حليفة للولايات المتحدة.
إلا أن الأغلبية المهيمنة على الكونجرس والنواب هم من الصهاينة بفعل وجود أكبر تجمع يهودي في الولايات المتحدة جعل الموقف الأمريكي متعنتاً وصارماً أمام أي قرار يصدر عن مجلس الأمن ويتضمن إدانة للدولة العبرية، ولجوئها دائماً لاستخدام حق النقض الفيتو في سبيل عدم صدور أي قرار يدين حليفتها الأولى في المنطقة، على الرغم من ضخامة مصالحها لدى الدول العربية فحتى نهاية عام 2014 استخدمت الولايات المتحدة حق الاعتراض (الفيتو) 80 مرة منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، ضد مشروعات قرارات قدمت لمجلس الأمن، 42 منها كانت ضد إدانة ممارسات "إسرائيل" في المنطقة العربية، من بينها 31 ضد قرارات تخدم القضية الفلسطينية.
- دول الاتحاد الأوروبي : هي في الظاهر مع قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على الأراضي المحتلة عام 1967 إلا أن هذا فيه تباين ولبس في كيفية التنفيذ ، فبريطانيا مثلاً ترى أن الكيان العبري ملزم بتنفيذ القرارات الدولية بشأن القدس والأراضي المحتلة عام 1967م، لكنها في ذات الوقت ترى أن مسألة القدس قضية عالقة يجب التفاوض عليها، وتبنت هذا التوجه باقي دول الاتحاد الأوروبي وهي لا تخرج عن إرادة الولايات المتحدة حول الموضوع.
* الإتحاد السوفييتي السابق : كان أبرز موقف له إعلانه أن للفلسطينيين الحق الكامل في الأرض وإقامة دولة فلسطينية مستقلة والقدس عاصمة لها، وقد جاء ذلك في بيان صادر عن الكرملين على لسان الزعيم السوفييتي الراحل ليونيد بريجنيف في عام 1982م، وظل هذا الموقف ثابتاً دون تغيير أو تعديل حتى انهيار الكتلة الشرقية وانتهاء العهد السوفييتي.
موقف روسيا: الموقف الروسي يتساير مع مصالحها فهي مع قرارات الشرعية الدولية، وتطالب كلا الطرفين الفلسطيني والصهيوني الالتزام بها على حد سواء.
وتسعى من خلال مواقفها المتذبذبة هذه محاولة إرضاء وكسب حلفاء لها في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت تتجنب إدانة الموقف الصهيوني كي لا تثير غضب الرأسماليين اليهود الذين لهم تأثير فعلي على الاقتصاد الروسي. وهذا الموقف يأتي في سياق عدم رغبة روسيا في فقدان الدعم الاقتصادي من الولايات المتحدة الأمريكية التي تحمي المواقف الصهيونية على الصعيد الدولي.
* الفاتيكان: مع جعل القدس مدينة مفتوحة فيها مجالس بلدية، على أن تقوم الأمم المتحدة بوضع دستور خاص بالمدينة المقدسة وتشرف على تطبيقه، وأن تدار المدينة بقسميها من قبل هيئة دولية تضمن حرية العبادة في الأماكن المقدسة، وتأمين الوصول إليها وحماية الحقوق لمختلف الطوائف الدينية.
أما بالنسبة لقضية الشعب الفلسطيني فإن افتتاح سفارة فلسطينية في حاضرة الفاتيكان الذي جرى منذ سنوات عديدة يعني اعتراف الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بالدولة الفلسطينية المستقلة وفي ذات الوقت اعتراف بوجود الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه، وبأنه شعب له كل مقومات الحياة والنماء والبقاء، ما يبطل الأكاذيب الصهيونية عن أن فلسطين دولة بلا شعب، من أجل شعب بلا دولة.
Abuzaher_2006@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25349
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم