19-08-2017 10:06 AM
بقلم : روشان الكايد
احتفل الأردن يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر آب الجاري بعرس ديمقراطي قديم (انتخابات البلدية) ، وجديد (انتخابات اللامركزية) ؛ حيث تعد هذه الانتخابات إضافة حقيقية لسير خطة الإصلاح الشاملة ، وتحقيق تطلعات الوطن على أعلى مستوى .
وكانت المفاجأة التي احتضنتها النتائج ؛ بأن يفوز الإسلاميين باكتساح كبير في مختلف محافظات المملكة في هذه الانتخابات بمساريها البلدية واللامركزية ، حيث أشارت الاحصاءات إلى أن اكثر من النصف من مرشحي الإسلاميين فازوا بالانتخابات .
وحسب بيان صدر يوم الأربعاء : " حصول التحالف الوطني للإصلاح (الكتلة المرشحة من قبل الاخوان المسلمين) على رئاسة ثلاث بلديات من أصل ست بلديات تم الترشح لها في مقدمتها بلدية الزرقاء الكبرى والتي فاز بها المهندس علي أبو السكر.
كما حصل التحالف على (25) مقعداً في مجالس المحافظات اللامركزية من أصل (48) مقعداً تقدم لها وبما نسبته 52% في ثماني محافظات. ولعضوية مجلس أمانة عمان الكبرى حقق خمسة مرشحين له النجاح من أصل (12) مرشح قدمهم التحالف. وعلى صعيد المجالس البلدية والمحلية فقد حصل على (41) مقعداً من أصل (88) ترشحوا لهذه المجالس. فيما وصل 3 من رؤساء البلديات الذين قام بدعمهم ولم يكونوا على قوائم مرشحيه، حسب البيان. "
وللمتابع لسيرة الحياة السياسية بشكل عام ، ولكل راصد ومتتبع للتيارات والأحزاب المتنوعة في الأردن ، فإنه سيقرأ تعاملات صريحة ومفعمة بالديمقراطية احتوت كافة الأطياف بعيدا عن قبضة الاستبداد ، أو أبجدية القمع والسيطرة .
فهذه الجماعة - جماعة الإخوان المسلمين - تعتبر أحد أكبر وأهم القوى السياسية في الأردن ، فقاعدتها الشعبية الكبيرة وأقدميتها وانتشارها في العديد من مناطق المملكة يتيح لها قوة وتمكينا في إبداء الرأي والمشاركة.
وعلى الرغم من مقاطعة الإخوان للانتخابات مرات عديدة (البرلمانية والبلدية) ، إلا أن هذه المرة شاركت بقوة ، الأمر الذي يؤكد أن الدولة قائمة في تعاملاتها على لغة الحوار وقبول كافة التيارات والتوجهات تحت ظل القوانين والتشريعات المتخصصة .
وتعد جماعة الإخوان التي تأسست عام 1945 م ، ركن هام من أركان الحياة السياسية ، وبذراعها السياسي حزب جبهة العمل اﻹسلامي ، وهنا نجدها أثبتت للدولة والعالم انها فاعل قوي في عملية الإصلاح ، في الوقت الذي نجحت فيه الدولة في التعامل بشفافية مع هذه الانتخابات ، التي شاركت فيها مختلف الأحزاب السياسية ، لتكون تلك الانتخابات دليل صريح وواضح على نجاح الأردن في مختلف الأصعدة التي تدور في فلك السياسة ، محاورا لا قامعا ، محتضنا لا مشردا ، رؤوفا لا متجبرا .
Roshanalkaid11@gmail.com
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا