حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19841

هل يعود التعليم العالي قضية أردنية وطنية؟

هل يعود التعليم العالي قضية أردنية وطنية؟

هل يعود التعليم العالي قضية أردنية وطنية؟

06-08-2017 03:48 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. أيمن ابو الرب
عندما تزور أي بلد سياحي في العالم ستجد أن كل الأجهزة تعمل لخدمة قطاع السياحة، بدءا من الموظف الذي يستقبلك في المطار ثم سائق الباص الذي يقلك إلى الفندق مرورا بالخدمة الفندقية وسائقي وسائل النقل وأصحاب المحلات وحتى رجال الشرطة، الجميع يعمل وفق استراتيجية واحدة هدفها خدمة الصناعة الوطنية ... السياحة. ويتكرر المشهد في كل البلاد، حيث تجد دوما أن جميع قطاعات الدولة مسخرة لخدمة الاستراتيجية الوطنية سواء كانت صناعة أو زراعة أو تجارة أو تعليم أو خدمات طبية أو غيرها.
وكان هذا حالنا بالفعل في الأردن، عندما نجحنا في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي في خدمة أهم قطاعيين استراتيجيين: السياحية العلاجية والتعليم العالي.
فمع بداية العقد الأخير من القرن العشرين حقق قطاع التعليم العالي في الأردن قفزة نوعية جعلت الأردن قبلة الطلاب الراغبين بإكمال دراستهم الجامعية سواء الطلاب الأردنيين أو العرب، وحققت الجامعات الرسمية والخاصة انجازات كبيرة في استقطاب الطلاب ووفرت فرص عمل للآلاف من الأساتذة الجامعيين. وتوالى إنشاء الجامعات الرسمية والخاصة في كل أرجاء الأردن لتلبية الطلب المتزايد على التعليم، وبدا كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح مع تظافر جهود الجميع لخدمة هذا القطاع الحيوي، الجميع كان يسعى لهدف واحد: أن يصبح التعليم العالي هو نفط الأردن الذي لا ينضب.
ولكن، وخلال العشر سنوات الماضية حدث تراجع كبير في مستوى قطاع التعليم العالي الرسمي والخاص، حيث زاد تدخل رأس المال في الجامعات الخاصة وحولها إلى مشروعات استثمارية ليس أكثر، وبدت الجامعات الرسمية والجامعات الخاصة وكأنها في مغالبة لا مشاركة، وفي منافسة على المكاسب، بدلا من أن تكون مكملة لبعضها البعض، ثم أصبحت بعض الجامعات الرسمية تنافس جامعات الأطراف عبر برامج الموازي الذي سرعان ما تحول إلى منافس قوي حتى لبرنامج القبول التنافسي الموحد. وفي ظل هذه المنافسة لم ننتبه إلى التغييرات الكبيرة التي حدثت في المنطقة من زيادة الجامعات المنافسة في دول الخليج وفي تركيا والمميزات التي تمنحها هذه الدول لجامعاتها وأساتذتها. مما افقد الجامعات الأردنية الكثير من الطلاب، خاصة مع تراجع ثقة بعض دول الجوار في مستوى التعليم العالي في الأردن.
واليوم، أصبح التعليم العالي في الأردن على مفترق طرق؛ فإما أن نقف سويا يدا بيد لنعيد هذا القطاع إلى صدارة اهتمامنا فيفوز الوطن ونفوز جميعا، أو أن نظل في هذه الدوامة التي تقودنا إلى طريق معروف النتيجة وعندها سنكون جميعا خاسرين: الجامعات الخاصة ستتحول إلى مشروعات خاسرة غير مجدية ماديا، وأساتذتها سيصبحون بلا عمل، والجامعات الرسمية لن تستطيع الاستمرار باستنزاف ميزانية الدولة لإنقاذها من مديونية ترتفع باستمرار لتلبية طلبات الأساتذة بزيادة الرواتب، ولن يكون البرنامج الموازي مغريا في ظل ميزات تمنحها بعض دول المنطقة، مثل تركيا، للطلاب الدارسين في جامعاتها. وأيضا في ظل عدم اعتراف الجامعات الأردنية بشهادات خريجيها.
خلاصة القول: إننا ندعو جميع المسؤولين إلى إحداث ثورة نوعية في قطاع التعليم العالي تكون قادرة على قيادة هذا القطاع الاستراتيجي نحو بر الأمان. ولابد لتحقيق ذلك من الاستماع إلى وجهة نظر أساتذة الجامعات بمن فيهم أساتذة الجامعات الخاصة، لمعرفة المشكلات التي تواجههم في قطاع غير مستقر بل وغير آمن.
وأخيرا، هذا نداء نوجهه إلى معالي وزير التعليم العالي: لقد أصبح لقاؤك بأساتذة الجامعات ضرورة ملحة وليس ترفا، فنحن في قارب واحد لن يبقى طافيا على الماء إلا إذا عملنا سويا لإبقائه كذلك بإذن الله تعالى.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19841
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم