حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23068

وضعنا العام صعب

وضعنا العام صعب

وضعنا العام صعب

01-08-2017 09:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
الأردن منذ بداياته أدمن على مواجهة الكثير من التحديات ، فقيامه في نهاية العهد العثماني وبداية الحقبة الاستعمارية ، دفعت بالقيادة الهاشمية التي أنشأت امارة شرق الأردن ككيان سياسي ، الى مواجهة الصعاب، من اجل النهوض بهذا الكيان، ليصبح مؤهلا للقيام بدوره الطليعي في التحرر ، والاعتماد على النفس ، واللحاق بركب الدول التي سبقتنا الى الحضارة والرقي .
ولما كان طموح الهاشميين اعلى بكثير مما كانوا عليه ، في تلك الحقبة ، اخذوا على عاتقهم العمل الجاد المضني بالسير في مشروع نهضوي ، من شأنه الوصول الى ما كانوا يطمحون اليه ، في بناء دولة عربية كبرى ، تحفظ للعرب حقوقهم ، وتعيد لهم عزتهم ، وتبني لهم تاريخا مجيدا ، كما كان حال اسلافهم ،الذين نشروا العدل والسلام والعلم في ابعد الأمصار، وحققوا اسمى الفتوحات ، التي عادت بالخير على تلك الشعوب المغلوبة على امرها ، الأمر الذي من شأنه ، خروجهم من الظلمات الى النور .
ولغاية يومنا هذا ، الاردن ما زال يواجه المزيد من التحديات ، فقيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ، شرد مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني ، اذ فتح الأردن لهم صدره ، وعمل كل ما في وسعه ، لتوفير حياة كريمة لهم ، الى أن ياتي ذلك اليوم ، الذي سوف يعودون فيه الى وطنهم معززين مكرمين ، وما ذلك على الله ببعيد .
حدود الاردن مع الكيان الصهيوني كانت الأكثر مسافة ، والأشد خطورة ، وعلى الرغم من امكاناته المتواضعة ، الا انه حافظ على القدس والضفة الغربية من بداية النكبة الأولى، حتى نكسة حزيران المشئومة ، وتحمل نزوح موجات من النازحين من غرب النهر الى شرقه ، ما سبب للاردن أزمة خانقة ، اثرت سلبا على امكاناته العسكرية واللوجستية والاقتصادية ، وبقي كالطود الشامخ يواجه كل هذه الصعوبات والتحديات بهمة عالية ، واصرار كبير على سلامة الأهل في الارض المحتلة ،وصون المقدسات الاسلامية والمسيحية ، كي لا تُدار من قبل وزارة الأديان الاسرائيلية ، وظل يرعاها ويحافظ على تراثها ، ووضعها القائم .
ما جرى من احداث مؤسفة ، في الايام القليلة الماضية ، على ضوء قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، بتركيب بوابات الكترونية على بوابات ومداخل المسجد الأقصى ، التي رفضها الاردن رفضا باتا ، ورفضها ابناء القدس والمرابطون في الاقصى رجالا ونساء ، شيبا وشيبانا ،واشعل غضب الأهل في الضفة والقطاع ، ما دفع الأردن للتحرك في كل المنابر الدولية ، من اجل ادانة هذا الاجراء الاسرائيلي المقيت ، الذي يحدّ من حرية العبادة ، ووضع المزيد من العراقيل امام المصلين المسلمين ، الذين تريدهم اسرائيل القبول بالأمر الواقع مكرهين ، ولا زال الاردن يبذل المساعي الحثيثة ، على كافة المستويات والصعد ، من اجل ازالة الاجراءات الأخيرة ، واعادة الاوضاع على ما كانت عليه ، واحترام وصاية الاردن ورعايته ، للمقدسات الاسلامية والمسيحية .
ولما كنا مدركين لمدى حساسية المرحلة ، ومدى حساسية الاحداث التي تجري على الساحة ، وموقعنا بين محيط عربي ملتهب ، وجب علينا والحالة هذه ،ان نقف خلف قيادتنا الهاشمية ، وخلف قواتنا المسلحة ، واجهزتنا الأمنية ، بكل وعي وادراك وتفهم ، والا ننساق وراء العواطف الآنية ، كي نحافظ على وجودنا وهيبتنا ، والا نترك ثغرة لعدونا أيا كان ، ان ينال منا ، مهما كانت الظروف والتحديات


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23068
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم