حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15788

" يبوس "

" يبوس "

" يبوس "

29-07-2017 11:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سعيد ذياب سليم
أدعوها "يبوس" باسمها الكنعاني، أور سالم مدينة إله السلام، كما أراد لها بُناتها العرب الأوائل، "إيلياء"، زهرة المدائن، أدعها ما شئت، هي القدس كانت واستمرت مدينة عربية القلب و الروح وستبقى.
ما خطبها مدينة الصلاة ؟ ما الذي يحدث في مدينة الأنبياء ؟ زغاريد تُسمع و أعراس شهادة، قناديل تُضاء في انتظار النصر.
مذ سقطت المدينة، وطارت حمائم السلام بعيدا و لم تعد، استوطن في سمائها الغربان، بكت المآذن، وصار للنواقيس رجع حزين، خيم على الكنائس والمساجد الترقب و الوجوم، خلت الدروب من الطمأنينة، حصارها الحنين. استوطنها الغرباء، جاؤوها أشتاتا من كل بقاع العالم، يجمعهم ادّعاء يبحث عن تاريخ في أنقاض الحضارات.
مقدس ترابها وحجارتها، مقدس هواؤها، متفردة في مكانتها الدينية، تحدث التاريخ عن الصراع حولها ، أمم كثيرة حاولت أن تكون سيدة المدينة، هم رحلوا وبقيت قدس الأقداس، تهوي إليها القلوب، ما من طريق يؤدي إليها، إلا وسار فيه حاج قادم عبر البحر أو الصحراء، ما سرها ؟ ربما لأنها أقصر الدروب إلى السماء، ربما بدأت الحياة و ستنتهي هنا، وتكون أبوابها المدخل إلى العالم الآخر.
هنا سار المؤمنون بالله الواحد، سار يسوع حاملا صليبه، وصعد منها محمد في رحلة المعراج إلى السماء، وقف ابراهيم على جبالها يسأل عن فداء، في أوديتها ذكريات و على سفوحها مقامات الأولياء والقديسين، جمعت الإنسانية بكل أديانها السماوية، فكانت و مازالت مدينة الله على الأرض.
القدس، تلك الطفلة الحزينة العينين، صار لها من العمر خمسين سنة، خمسون حصار حولها ، يمنعها من الصلاة، يخنق صوتها، يمنعها من البكاء، ركوعها مغامرة محفوفة المخاطر، شهيدة هي إذا أوقدت الشموع، مفقودة إذا أوقفها حاجز الجند وأفقدهم مشط شعرها صوابهم، مرود كحلها سلاح واقتناؤه تطرف.
كبرت الطفلة في الأسر، أتقنت لغة الجند، ما عاد خوفها يقيّدها، تحررت من عقدة الذنب، باتت تقارع السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم.
يحرسها الشهداء ليلا، يقومون من أسرتهم، يتجولون في الأزقة، يحرسون أبوابها، يقفون فوق الأسطح، يرمون بالبارود أعداءها، يشعلون مصباح الأمل، يعلقونه على المنار، في انتظار سفن العودة.
و ها هي ربة عمون تنظر إلى يبوس الشقيقة، وتعدها بالنصر، فقصة النضال واحدة، كان ذلك منذ أجيال عديدة، قبل الديانات التي نعرفها وبعدها، ما زالت عمان و القدس في رباط وعلى ميعاد.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15788
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم