حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23997

خاطرة رملية الشفاه

خاطرة رملية الشفاه

خاطرة رملية الشفاه

22-07-2017 03:29 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م.نضال عبدالله البطوش
رملية الجسد تقف هناك وحيدة و الرياح تسرق أشلائها شيئا فشيئا
تغير ملامح وجهها ..تمزق عنها كل أكفان البشر الزائلة …
تقف هناك في التلال العالية تهدي الريح بعضا من رمال يديها …فتتورد بلاد و بلاد..رمال تلحق بتلك القافلة التائهة فترشدها للأمان
تتجمع الرمال عند جذري تلك النخلة فتعيقها عن الهجر أو السفر
الأن فقط النخلة لا تنوي السفر..والقافلة عادت بالتبّر بدلا من العنب
تبقى الرمال تائهة في التيه اعوام و اعوام لتعود اليك بالماء عبثا بحثها
فكلما لامست رمال أشلاء يديك الماء ثقلت و سقطت…فلا الرمال تحمل الماء و لا الماء يسير خلف الرمال……..
لتبقى سيدة الرمال هناك بالبعيد تنتظر تلك القافلة الحمقاء التي عادت بالتبر بدلا من الماء……أرسلت بالرمال و عادت بالتراب..
فالشام الا ماء فيه ولا عطش..فهناك الرجال تشرب الدماء و الدماء لا تروي رمال الارض.
..فلتبقى أميرة الرمال هناك وحيدة…. تخالط غناءها بألحان تلك الرمال التي تلتف حول خصرها فتطلق صريرا يؤنس وحدة كل القوافل ..ويزيد قلبها ألما و أسى
لتبقى أميرة الرمال هناك وحيدة تعتلي ظهور الجبال …لا يضرها مالذي تسرقه الرياح من رمال وجنتيها … لتبقى بعيدة عن ذاك المجنون الذي جعل ينزع من طين يديه و يجمل وجهها ….زادها تعسا من بعد فراق..وزادها ألما من بعد نزيف
لتبقى هناك كشموخ الجبال أميرة لا يغادر نظرها ذاك المفترق الذي مضى من خلاله المعشوق ولم يرجع
أخذ بين يديه حفنة من رمال قلبها ولم يعد
كيف تستطيعين الصمود بنصف قلب
كيف تستطيعين قهر الرياح بلا نبض
كيف تستطيعين زرع قدميك العاريين في موطئ أول خطوة غادرك بها
سيدتي لا ادري هل ستمرين بالشموخ بعد ان اعلمك أن رمال الحاسدين أوقعته و أغرقته رسمت امامه سراب نور
وجهك فسقط مشتاق مخدوعا
تقترب الغيوم من الصحراء ..غيوم تتلبد في سماء أميرة الرمال
ويلها هل ستختبئ أم أنها ستبقى هناك شامخة في انتظار ذاك المعشوق الذي غاب و لم يعد
ويلها فمنذ سبع سنين وهي شامخة هناك وفي كل شتاء يعذبها المطر و يسلخ عنها جلود الرمال..تبقى في الليالي ا لماطرة تصرخ …صرخا يقلب الصحراء و يثير رمالها من اليمن و حتى ابواب غرناطة…
مطر يسلخ عنها كل لحم…هذا الشتاء لم يبقى له إلا نصف قلب عار
وقدمين ترتجفان..و جدائل شعر ذهبية تبتل فتسقط
ألم يقسم بأنه سيعود قبل الشتاء و يغلف قلبها العار بألف قصيدة
ألم يعدها بأن يجلب لها من جيد ليلى ألف بيت غزل؟
ألم يعاهدها بكل مقدس بأن سنينها السبع سيأتي من بعدهن عام فيه تغاث و فيه تسعد؟
الم يعاهدها بأن يجلب لها من رمال رم سوار و عقدا ؟
مسكينة أميرة الرمال…ساعة تغلف قلبها العار بيديها
وساعات تتلمس معصمها عله أبر يمينه و جاء بالسوار
يقبل الليل الماطر نحوها ليخبرها بأن المعشوق لن يعود لن يعود لن يعود
ترفع رأسها الذي كاد يلامس رمال الارض…تمقت الليل بنظرة قشعت عنه كل الظلام فأصبح بنور وجهها عار
تتقدم أميرة الرمال نحوه بمشهد تجمعت كل الصحراء من هيبته
بداء الليل يرتعش جبنا و لغيوم تنقشع هربا
تتقدم نحوه بكل عزيمة…
فأي طاقة تلك التي تولدت في الاميرة وهي تحتضر…


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23997
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم