حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21070

الصحراء حب وتعلق بلا حدود

الصحراء حب وتعلق بلا حدود

الصحراء حب وتعلق بلا حدود

18-07-2017 12:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نواف سويلم الذيابات
الصحراء ارض الحالمين ومهوى الافئدة ، بهدوئها وجمالها وسحرها ، لا يعرفها الا من عاشها وتأمل سماءها وحدق بنجومها المزهرة اللامعة ، لا يعشقها الا من غاص بين كثبانها بعيدا وسهر لياليها وتأمل تلالها وامتدادها اللانهائي البعيد ، لا يشعر بها الا من تنفس هواء صباحاتها الندية وهوائها النقي العذب المعشق برائحة الشيح والزعتر ،  الصحراء ليست حقيبة مسافر اعياه التعب ولا هي خلفية لصور سلفي اخذت على عجل اثناء رحلة لمجرد قتل روتين وتغيير جو لمتخم بالمال والثروة ،  أو مجرد بحث خجول  عمن عضهم الجوع ليتسابق اهل المدينة في اخذ الصور معهم حين يقدمون اليسير مما يمكن تقديمة ، وبمشهد  متكرر ممل لم يفهم اصحابه كم يخسرون هم انفسهم  من وراء ذلك...
.
لا تزال الصحراء جميلة وستبقى ، بهدوئها الاخاذ وهي تاتينا من بعيد باصوات الماشية واجراسها وهي تحط بين الاودية المخضرة وقد انتصبت خيم اصحابها لتقول اننا هاهنا باقون ، في قرقعة الاشياء ، ادوات للحلب ، معالف ومشارب  في آخر سهرات الليل وبقايا احاديث عشعشعت بالحناجر ينام اهلها مرتاحون مطمئنون لا يخافون الا الذئب ، ولم يبقى هناك ذئاب ولا ضباع .
.
الصحراء كل ذلك واكثر ، واهلها المرابطون في تخومها قصص للبطولة والاخلاص والمكافحة والتضحية، اطفال يذهبون للمدارس منهم من يمشي تحت اشعة الشمس وتحت زخات المطر، ورجال غادروها الى المدينه وهم عاشقون لها متسلحين بالعلم والمعرفه  هبو لخدمة وطنهم ومليكهم اجتهدو وثابرو ليصلو الى ما حلمو به ولا اضنهم حالمون الا بالقمه. تمنيت لو نطقت اودية وطرقات الصدقه والقريقرة وجرف الدراويش والبيضا ورم والثغره والحميمه وبير مذكور وقرين والمنشيه يوما لتخبر الناس عن معاناة عاشها وسيعيشها ابناء الصحراء لو قدر لأحد من غير ابناءها ان يعيشها لما تحمل .
.
الصحراء تحتاج من اهلها الكثير ، ومن الدولة الكثير الكثير
وهي تحمل في بطنها وعلى ظهرها الكثير من الكنوز التي لو تم استغلالها على الوجه الامثل لكانت جنة الله في الارض ولكانت سببا لرفاه ابناءها وأبناء الاردن كافه، الدولة معنية بكل ذلك من دعم لاصحابها ولمشاريعها لتصبح ذات قيمة حقيقية وذات قيمة مستدامة ،نعلم ان المشاريع كثيرة  ونعلم ان مصادر التمويل ايضا كثيره،  لكننا قبل ذلك نحتاج الى جرعة من التصميم والارادة وحسن الإدارة.
ولا زلت معجبا بكلمات لعمي الدكتور علي الذيابات قالها امام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في احدى زياراته للجنوب ، تغنيت بها وسأبقا اتغنى بها لما وجدت فيها من وصف دقيق لحالنا.
(( خرجنا من الصحراء نحمل علما ومعرفة يوازي ما يحملة قرناؤنا من المدينه ممن كانت المدرسه بجانب بيتهم والجامعه على الرصيف المقابل))


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21070
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم