17-07-2017 10:10 AM
سرايا -
يحدثنا التاريخ عن حكام وأفراد مثل الأحنف بن قيس ، وقيس بن عاصم ،كانوا يتصفون بصفة الحلم والأناة ولا زال ذكرهم حيا على مدى الأزمان والعصور، يذكرهم الناس بخير،ويثنون على حلمهم ، وسعة صدورهم،ونبل سيرتهم وأخلاقهم العطرة .
فمن هؤلاء الحكام الذين اتصفوا بصفة الحلم معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ حيث قال عنه ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إنه كان من أحلم الناس، وقصته مشهورة مع عبد الله بن الزبيرـ رضي الله عنهما ـ حيث كانت له مزرعة في المدينة المنورة مجاورة لمزرعة معاوية ، وفي يوم من الأيام دخل عمال مزرعة معاوية إلى مزرعة عبد الله بن الزبير مرات عديدة ، فغضب ابن الزبير ، فبعث رسالة إلى معاوية يقول فيها : من عبد الله بن الزبير إلى معاوية بن هند آكلة الأكباد أما بعد :فإن عمالك قد دخلوا مزرعتي ، فمرهم بالخروج منها ،فوالذي لإله إلا هو ليكونن لي معك شأن .
وصلت رسالته إلى معاوية ،فلما قرأها عرضها على ابنه يزيد فقال له : ما رأيك في رسالة عبد الله بن الزبير ؟ فقال له ابنه يزيد : أرسل له جيشا أوله عنده وأخره عندك يأتيك برأسه ، فرد عليه معاوية : بل هناك ماهو خير من ذلك . فكتب لابن الزبير رسالة يقول فيها : من معاوية بن أبي سفيان إلى ابن أسماء ذات النطاقين ،أما بعد : فوالله لو كانت الدنيا معي لسلمتها إليك ، ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك ،،فإذا وصلك كنابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك ، وعمالي إلى عمالك ؛ فإن جنة الله عرضها السموات والأرض .
فلما وصلت رسالة معاوية إليه وقراها بكى، ثم عقد العزم بالسفر إليه، فلما وصل دمشق ودخل
على معاوية قبل رأسه وقال له : لاأعدمك الله حلما ، أحلك في قريش هذا المحل .
هكذا يكون الحاكم المسلم، يتعامل مع شعبه بالرفق والحلم والأناة، فينال محبة شعبه، وطاعتهم له مادام يطيع الله ورسوله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا:( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به( ،وعن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أعطي حظه من الرِّفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرِّفق حرم حظه من الخير). وعنه صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه).
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-07-2017 10:10 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |