حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15133

موقف انساني بطله فتى

موقف انساني بطله فتى

موقف انساني بطله فتى

14-06-2017 10:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالله علي العسولي
كم هو محزن أن ترى بأم عينيك كهلا مسنا يتهادى بين عكازتين يلتقط انفاسه المتعبة يمد رجله ويصفن برهة ليلحقها الأخرى ليستكمل خطوته الصغيرة ..إنها الأيام وما فعلته السنون
..كهل مسن بين عكازتين يقصد صلاة الجماعة لينال الأجر والثواب – ويقطع الشارع الغاص بحركة السير الكثيفة ومزاحمة الناس المارة بالشوارع وما أن وصل بشق الأنفس إلى وسط الشارع الرئيس حتى داهمه شاب ارعن بسيارته التي يعلو فيها صراخ مطرب ويصرخ معه أصدقائه الذين يحملهم معه والسيارة تسير بسرعة وبدون اكتراث من سائقها الأرعن حتى تصدم هذا المسن ...ويقع هذا الجبل الشامخ على الأرض ملطخا بدمائه وتتناثر بقايا عكازتيه الخشبيتين على الأرض – وهنا تبدأ المأساة فلا أحد من المارة تقدم ليسعف هذا المسن ويبقى لدقائق وأنفاسه المتعبة تعلو صدره المتعب ويئن هذ1 الشيخ من جراحه الغائرة وتتجمهر المارة على جنب الشارع ليصور البعض منهم الموقف بأجهزتهم الخلوية والسائق داخل سيارته يتصبب عرقا لا يستطيع النزول....وفجأة يقفز من بين الناس فتى أحزنه الموقف – يقفز إلى هذا الشيخ الكهل محاولا إنقاذه ويلملم جراحه بمنديله الممزق ويمسح بيديه دمه الطاهر وعرقه المتصبب من جبهته المتجعدة وصدفة لفت انتباهي هذه الجمهرة من الناس وتعالي أصواتهم لأنساب من بين أعناق الناس متسللا لأرى سبب هذه الجمهرة وهذا الاكتضاض الكبير من الناس وما أن وقع نظري على هذا الشيخ المسكين الملقى على الأرض حتى عرفت أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وإذا به احد جيراني الذين عادوا من العمرة منذ يومين وقفزت الى سيارتي المركونة بجانب الشارع والتي نزلت منها لشراء بعض حاجات منزلي والموجودة على بعد أمتار من هذا الحادث الأليم..قفزت الإحضارها لإسعاف هذا الجار المسن وركضت مهرولامحزونا ويلهث صدري ويعتصر قلبي لأقف أمام بوابة منزلي المغلقة وأفيق من حلم جثم على صدري لفترة والعرق ينساب على وجهي وترتجف يداي خوفا ورجعت إلى فراشي متنفسا الصعداء بعد أن تأكدت أن ما حدث لم يكن حقيقة -الأمر الذي أسعدني شفقة على حالة هذا الجار المسن الذي أصيب بسيارة وانعدمت لمن حوله من الناس الرجولة و الإنسانية التي يشدنا اليها العطف والرحمة والشفقة ونمت بعدها نومة طويلة لم أفيق منها إلا عند صوت المؤذن -حفظكم الله من كل مكروه أحبة الخير أحبتي.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15133
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم