حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22083

حكّام ولا في الأوهام

حكّام ولا في الأوهام

حكّام ولا في الأوهام

14-06-2017 10:12 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
الحَاكِمُ هو من نُصّبَ للحُكْم بين الناس والجمع حُكَّام , والحاكِم هو القاضٍ و إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ.
وأحكم الحاكمين هو الله عزوجل , بينما الحاكِمُ بِأَمْرِهِ هو السَّيِّدُ الْمُطْلَقُ الَّذِي لا يَسْتَشيرُ أَحَداً في أَحْكامِهِ وَآرائِهِ , والحزب الحاكم هو الحزب الذي يحصل على الأغلبيّة وباسمه تُمارس الحكومةُ سلطتَها , والحاكم اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : المانع لأنّه يمنع الخصمين عن التَّظالم , وحاكمٌ بأمره اي من لا يُرَدُّ له أمر , والحاكم ألأعلى ( في السياسة ) هو مَن يمارس سلطة مطلقة دائمة ، وعادة يكون في دولة أو مملكة كالملك والملكة ، أو شخص من النُّبلاء يقوم مقام الحاكم ، أو مجلس أو لجنة حاكمة محليَّة , والحاكم الذاتيّ هو ممتلك القوَّة أو الحقَّ للحكم الذَّاتيّ المستقلّ , بينما الحاكم العام هو مَن يحكم منطقة كبيرة جدًّا بما لديه من حُكَّام آخرين تحت حكمه , و الحاكم المطلق هو من يملك سلطةً قضائيّةً مطلقةً على الحكومة وعلى الدَّولة .
وحيث ان الحاكم هو إسم من اسماء الله الحسنى فيجب ان يتصف باحسن الصفات المطلقة ومنها الصدق والعدل وكان وما زال ديننا الإسلامي الحنيف زاخرا بمواصفات المسلم الذي يمثِّل اللبنة الأساسيّة لتشكيل المجتمع الصالح وإنّ المجتمع الصالح هو الذي يسوده العدل والمساواة ويملؤه المحبّة والصفاء والنقاء وهي مجتمعات تكاد تكون من النوادر في عالمنا المسلم الحالي وفي زماننا الحاضر .
والطبقة الحاكمة وتحوي كبار المسؤولين الحكوميّين في اي بلد ويجب ان تشكِّل هذه الطبقة القدوة الحسنة لمواطنيها لتكون هي المقياس والمعيار الذي يقيس عليه المجتمع مواصفاته وعاداته وتقاليده ويعمل على تغيير تلك السلوكيات بشكل إيجابي باستمرار لتجاري القدوة الإجتماعيّة التي رضي بها المجتمع ان تحكمه وان تمثِّله في مختلف المحافل الإقليمية والدوليّة لما فيه مصالح شعبه وتطوُّره .
ولكن في بلادنا الفقيرة في اخلاقها والسيئة في سلوكها والمليئة بشرائحها الحسودة والحاقدة فإنّ حكوماتها هي القدوة السيئة لشعوبها وهي المثال الأقرب للفاسدين من شعبها وهي الأكثر مصّا لدم شعبها وفلوس عمّاله وحليب اطفاله ولذلك حكمتها المفضّلة دوما كما تكونوا يولّ عليكم .
ان التفكك الأسري في اللبنة الأولى في المجتمع يؤتي أكله سريعا وتظهر نتائجه منذ مراحل الطفولة اليافعة وثم مرحلة المراهقة المدمِّرة وبعد ذلك يبدأ التصدُّع في قلب المجتمع بدءا من بسطاء الشعب وثم في مسؤوليه .
ومن بساطة شعوبنا يتغنون بالحكمة القائلة كما تكونوا يولىّ عليكم اي ان صفات الشعوب تنعكس على الحكام والأدق من ذلك فإن رغبات الحكّام وصفاتهم تنعكس على الشعوب تملُّقا ونفاقا وتصبح عادة وسلوكا وليس تصنُّعا او مداراة .
ومن اشهر الناقلين لصفات الحاكم ويتلقفها الناس هم الشيوخ والعلماء والشعراء القريبين من بلاط الحاكم او من حاشيته فهم صلة الوصل بين الحاكم وشعبه وهم من يأخذون بالحكايات والنوادر والقصص الدينيّة وسير الأنبياء والصالحين وهكذا يتناقله السامعين والشاهدين للناس على انها مسلّمات لا يُشكُّ فيها او في الراوي لها وينقلها الناس من واحد لآخر لتكون قصّة على الألسن وطبعا تناقلُ بعض الروايات فيه مصلحة لبعض الناس التي تكون محتاجة سواء للعلاج او للغذاء او للإيواء او خلافه عن طريق الإتصال او التواصل مع احد من حاشية الحاكم لينال حاجته .
وفي حالات يكون الحاكم اقرب الى شعبه من الحكومة فيقف معهم ضد قرارات حكوميّة جائرة فبينما يكون الحاكم محبوبا لشعبه تكون الحكومة ومستشاري الحاكم والمقربين منه مكروهين من الشعب الذي قد يتهمهم بالفساد او بانهم من اصحاب الشد العكسي لبرامج الإصلاح .
ومن اهم صفات الحاكم هو العدل ومن اهم الحكّام الذين اتصفوا بالعدل هو الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو ثاني الخلفاء الراشدين وكان لديه من قوّة البنية والجسم ورجاحة العقل مما جعل الناس يهابونه وقد اعز الله الإسلام بدخول سيدنا عمر رضي الله عنه الى الإسلام .
وفي الحديث الشريف قال رسول الله (ص) (اعظم الجهاد كلمة حقِّ عند سلطان جائر) وقيل من مات دون ذلك فهو شهيد وفي زماننا هذا من النادر ان تجد مثل هؤلاء الناس الذين يقولون الحق ولو على رِقابِهم حيث ان كثيرا من القيم والعادات ماتت مع اصحابها مثل الوفاء والصدق والنخوة حيث كانت متأصِّلة في تلك الأجيال ولكنها انعدمت عندما ذهبوا والأدهى القيم الجديدة التي حلت محلها ومنها الخنوع والكذب والتواكل والنفاق وغيرها من العادات التي قسمت ظهر الأوطان والمواطنين فمن اين تجد الرجال الرجال فهم ندرة ولكن تجد من المخادعين والمنافقين الكثير إلاّ من رحم ربّي لذلك نحن في الحضيض وفي الركن الأسفل من العالم .
وبما ان المواطن والفرد الصالح في المجتمع من الندرة تواجده لذلك فإن الحاكم العادل والذي يؤمن بانّ العدل اساس الحكم هو حاكم في الأوهام .
عفى الله عنّا وعن مسؤولينا واحفظ اللهم الأردن ارضا وشعبا وجيشا وقيادة والهمهم الحكمة والعدل والرشاد وكن معهم في اعمال الخير .

ambanr@hotmail.com




لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22083
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم