حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15279

حدى وسبعون سجدة .. كل يوم على ترابك

حدى وسبعون سجدة .. كل يوم على ترابك

حدى وسبعون سجدة ..  كل يوم على ترابك

25-05-2017 08:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الاستاذ الدكتور ابراهيم الزعبي
خمس صلوات طاعة لله كل يوم على ارضك.... احدى وسبعون سجدة كل يوم تلامس فيها جباهنا ترابك الطهور.... احدى وسبعون سجدة بعدد سنوات مجدك.. فهل نستميحك ونقبل مواطىء الاقدام من ذراك... يا عشقا سكن فينا منذ الازل.

صباحك لم يزل فينا وساما في نواصينا... صباحك لم يزل فينا حنين الطير للفنن.. صباح الحرية والامل... فها انت تستقبل اليوم نسائم الذكرى, تستعيد من وميضها طعم الفرح الذي تفتحت ازاهيره منذ واحد وسبعين عاما في الخامس والعشرين من ايار لعام 1946.

صباح الخير يا كل الاردن... من الجنوب حتى الشمال... ومن القلب الى القلب,فهل تسمح لنا ان نفتح دفاتر الايام الجميلة ؟ لنبادلك الحب بالحب... صباح الخير يا نهر الاردن المقدس ,والمدن الغافية على مد السفوح, صباح المآذن والقباب , للجوامع والكنائس... صباح الحرية الممتد من ام قيس الى جبل أم الدامي... صباح الخير لهامات السرو واللزاب... لكروم الزيتون , صباح الخير للسفن الراسية في خليج العقبة , والنوارس التي تحلق فوق الصواري , صباح الخير يا وطني وانت تقرأ سورة ياسين على ابنائك قبل ان يناموا ويغفوا... صباح الخير يا الف ليلة من أغاني الريف والبادية والشروقي والهجيني والحدا والسامر.

صباح عطره يندح رغم تعب السنين... يذكرنا بمن حلموا بمجد زاخر وضاء , بمن علموا حقيقة جوهر الزمن, فأومض نبضهم يختال بين النصر والكفن, لكي نحيا ونرفل في عروبتنا بلا قيد ولا وثن.

صباح الخير للقائد والعسكر.... من حملوا لواء العز, فأنطلقوا بعزم الصابرين الى دروب المجد, لم تلههم تجارة ولم يحل بينهم وبين الذود عن ترابك سلطان ولا نزوة , ولا تطلع الى مجد شخصي, فالمجد هو مجدك انت ,والحياة لا يكون طعمها مستساغا الا فيك حرا ناصع القسمات... تحية الورد الذي يفترش دروبك, واكاليل الغار مرفوعة على جباه جندك... وقبضة من رز منثورة عليهم كعادة استقبال الجنود المظفرين... تحية من نسيم الوطن لهم, يا من حملوه دوما بين جنبات الضلوع, واحاطوه بهدب العين... حراس الوطن يزهون به ويزهو بهم , يحملونه تاجا من ظفر على رؤوسهم ,غايتهم كلمة الرضا ,وان يبقى بيرقه عاليا , سماؤه تظلل ابناءه, وارضه تقلهم, وحدو مواويلهم وآمالهم ونشيدهم.

في يومك يا وطني... ليس مهما ان نعبر عن الفرح والحب بشعار نردده ,او شعر نتغنى بابياته, بل المهم ان نعبر عن الولاء الحقيقي الذي تقترن أفعاله باقواله.

حب الوطن الحقيقي ,هو الذي تنبض به قلوبنا في كل لحظة نعيشها طوال العمر, فليس للوطن يوم واحد نحتفل به ,بل ايامنا كلها للوطن.

الاحتفال بالوطن هو احتفال برفعته وتقدمه ومثاليته ,لكن الرفعة والتقدم والمثالية لا تولد من العدم, وانما هي نتاج المواطنة المثالية ,اذ الوطن.. هو نتاج ما نحن عليه كمواطنين.. نحن الذين نكون خلاصة ايجابياته ونصنع كذلك سلبياته لا قدر الله , الوطن نحن بما نكونه ونحن الوطن بما نكون عليه.

المواطنة الحقيقية... لا تكتمل دون استشعار المسؤولية تجاه حقوق الوطن والوفاء بالتزاماته, وهي ليست مسؤولية ثقيلة او التزامات مرهقة ,اذا ما اندمجت روح المواطنة عند الانسان بكل ذرة من ترابه الذي يمشي عليه , وهواؤه الذي يستنشقه ,وسماؤه التي يتلحفها.

ما يريده الوطن منا... عقل يطل على الحاضر من نافذة مفتوحة على حب بعضنا البعض... وروح وثابة تتطلع نحو المستقبل,وشعلة لا تنطفىء... تنير طريق مسيرته الحضارية بين الامم ,وهي شعلة وقودها العلم والعمل والعطاء.

كل عام وأنت تكبر بعيون ابنائك الغيارى... وتسطر للمجد صفحات بيض صنائعها... وعندما تنبت السيوف يا وطني , يبقى حد سيفك هو الذي ما نبا.... كما قال الشاعر اللبناني سعيد عقل يوما وغنتها فيروز... ومن تاريخك كانت نشأة أمة... ضربت على شرف فطابت مضربا.

Ibrahim.z1965@gmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15279
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم