15-05-2017 08:49 AM
بقلم : أماني تركي المغايضة
لا أحد يستطيع ان يتجاهل الظروف الصعبة التي تعاني منها الصحافة الورقية في وقتنا هذا ، فمنذ بداية ثورة عصر الاعلام الالكتروني والرقمي وهي تعاني من موت بطيء ومشاكل اقتصادية جمة ، حيث انخفضت نسبة الاعلانات والتوزيع في الصحف الورقية بشكل ملموس ، واصبحت معظمها مهددة في ديمومة استمراريتها فضلا عن خلق حالة عدم استقرار وظيفي لدى شريحة واسعة من موظفي هذه الصحف ، حيث بات المعلن اكثر توجها الى المواقع الالكترونية لان امامه خيارات اوسع واشمل و تمتلك امكانيات تحاكي التطورات التكنولوجية الحديثة وتتماشى مع طبيعة المرحلة الالكترونية الجديدة .
كما تبين كافة المؤشرات فإن الوقت الحالي ينذر باندثار وتلاشي عصر الصحافة الورقية وتربع الصحافة الالكترونية على عرش الاعلام بقوة واكتساح ليس له مثيل ، مما يحتم على الصحافة الورقية خلق حلول وانتهاج سياسات فاعلة تعمل على انقاذها من ازماتها العصيبة ، بحيث تعيد لها ولو جزءا بسيطا من رونقها وحضورها في فضاء الاعلام .
ان السؤال الذي يفرض نفسه ، ما الذي أوصل الصحف الورقية الى هذا المستوى من التراجع والانحدار ؟ إن الاجابة على هذا السؤال تشمل العديد من العوامل المؤثرة ، إن أول من يتحمل مسؤولية تردي واقع هذه الصحف هو تخبط سياسات وقرارات رؤساء مجالس الادارة ، و الفشل في القدرة على مواكبة متطلبات الاعلام الجديد ، فضلا عن فوضى التعيينات الزائدة بحكم الواسطة والمحسوبية والرواتب الفلكية التي يتقاضاها معظم المدراء وهذا كله يشكل عبئا ثقيلا على كاهل الصحف ويخلق ازمات مالية مستعصية ، كما يجب الاشارة الى انه هناك تقصير حكومي واضح في دعم الصحافة الورقية على مختلف الاصعدة .
اذا لم يتم التدخل السريع والعاجل فسوف يتم الاعلان رسميا عن موت الصحافة الورقية ، بالطبع قد يقول البعض بانه لا يمكن الاستغناء تماما عن الصحف الورقية ، وانه سيبقى لها جمهورها المتمسك بها ، اذ انه لا يزال حتى الان ملايين من الناس يرون قراءة الصحف عادة يومية في حياتهم وجزءا من طقوسهم ، لكن هؤلاء في تناقص مستمر وكبير جدا في ظل تزايد اعداد المقبلين الجدد على عالم الاعلام الالكتروني الحديث حتى اصبحوا اضعاف اعداد قراء الصحف الورقية .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا