09-05-2017 02:20 PM
بقلم :
يبدو ان معاناة الشعب السوري مستمرة ، ولا ارى نهاية قريبة لها ، وكأنها قدر محتوم ، اما ما يقال عن مفاوضات واتفاقات هشة بين النظام والمعارضة ، فما هي الا مضيعة للوقت ، لايقاع المزيد من الضحايا ، الغازات السامة والبراميل المتفجرة والقنابل المنثارية او العنقودية وكذلك الانشطارية ، ما ذنب اطفال حلب وادلب وحماه وحمص والغوطة ودرعا واقائمة تطول ،ان يصبحوا حقول تجارب لكافة الاسلحة القذرة ، التي تصنعها وتبيعها وتجني ملايين الملايين منها ، دول الاستعمار المتصهينة .
على اثر مذبحة خان شيخون امر الرئيس الأمريكي ترامب ، بقصف قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الجو السوري ب 59 من صواريخ توما هوك ، وقيل ان خبراء وضباط وقوات ايرانية ، ومن مليشيات حزب الله الشيعي اللبناني، كانت من ضمن الذين يشغلون هذه القاعدة أثناء قصفها .
طيب ، قتلى خان الزيت (وخان السمن ) وكل الخانات والقرى والمدن السورية التي يتم تدميرها على رؤوس اهلها ، من سيحاسبهم عليها ؟
انا شخصيا لست ممن يشمت أو يفرح لضرب الجيش السوري ، من البوارج الأميركية ، او من طائرات اسرائيل الحربية ، ولا من اية قوة كانت ، لانهم في النهاية عرب مسلمون ، وكنا قبل احداث سوريا ، ومنذ حرب فلسطين 48 ، ومن عهد الزعيم حسني الزعيم ، وفوزي القاوقجي ، وعز الدين القسام ، وكافة ابطال سوريا الذين ساهموا في القتال ضد الجيش الاسرائيلي ، مثل هؤلاء نعول عليهم وعلى ابنائهم واحفادهم من بعدهم ، ان يكونوا في مقدمة الصفوف لتحرير القدس وفلسطين ، بيد ان عائلة الاسد الحاكمة المستبدة ، بقوة الحديد والنار ، ابعدتهم عن هذا الهدف النبيل ، اذ وضعت نصب اعينها فقط حكم سوريا للأبد ، والويل والثبور وعظائم الأمور، لمن يرفض هذا الواقع الاستبدادي .
ربما من قائل ان الطيران الحربي الروسي هو الذي يقوم بأعمال القصف للمدن والقرى ومواقع المعارضة ، هذه في حد ذاتها مصيبة ، ان يقتلنا الروسي ،الغريب عنا جغرافية وعرقا ودينا ، اما من يبرر لطائرات النظام ، كونها هي التي تلقي بكل هذه البراميل المتفجرة ،والقنابل الكيماوية السامة ، فهنا المصيبة اعظم ! اي رئيس هذا الذي يقتل ابناء شعبه ، بهذه القسوة والبشاعة التي لم يصل حدها السفاح ( نيرون ) .
مأساتنا ان النظام العربي أثبت عجزه عن فرض حل ، فترك المسألة للأميركان والروس ، وبطريقة أو اخرى ، ومن باب لعبة المصالح ، دخلت ايران على الخط وفرضت وجودها ، وبصورة اضعف تركيا ، ، واكرر مرة أخرى ان لا أحد من كل هؤلاء جاء من اجل (سواد عيون ) العرب ، بل للكسب ، والحفاظ على مصالحه ليس الاّ .
في نفس السياق نفهم ونقدر ثقل الهم العربي في الوقت الراهن ، ومنذ بزوغ فجر ما سُمّي ( بالربيع العربي ) حيث فلتت كثير من الامور عن نصابها ، في عدة اقطار عربية ، بعضها عمل جاهدا على لملمة اوضاعه الداخلية ، ولعق جراحه ، والبعض الآخر مستمر في نزفه وبلائه .
وعلى ضوء هذا الواقع المرير ، كلنا أمل ، لكنه أمل ضعيف ويا للأسف، ان تتوحد المواقف العربية ، الرسمية والشعبية ، وتعيد تنظيم صفوفها ، وتعمل جاهدة ، لوقف شلال الدم العربي أولا ، فالمستفيد الوحيد من كل هذا ، هو عدونا الظاهر ، الذي يغتصب ارضنا ، ويشرد شعبنا ، ويهين كرامتنا بغاراته على الأرض العربية ، حيث انه بات بشكل يومي ، يدنس مقدساتنا ، غير آبه بنا ولا بغيرنا .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا