حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22889

يجلس في برج ويقيم عن بعد .. !!!

يجلس في برج ويقيم عن بعد .. !!!

يجلس في برج ويقيم عن بعد  .. !!!

27-04-2017 09:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. عامر بني علي العياصرة

بداية وقبل أي شئ فعندما يطرح موضوع عام بقضية ما للنقاش بلا أدنى شك الآراء فيه تتفاوت وتتعدد والرؤى فيه تتنوع وتختلف فالتفاوت والاختلاف صفتان متأصلتان فينا نحن البشر والتنوع حالة صحية طبيعية متجذرة نصل من خلالها إلى التشخيص المناسب الذي نريد لأي حالة طارئة مستعجلة ومستعصية _ قضية تربوية _ فإعطاء العلاج بعلم وخبرة وتأن وروية وثبات أمر مهم بل في غاية الأهمية فالنية الصادقة دائما هي أساس العمل.
ومن هنا فجائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز جائزة متميزة متجددة بعطائها وقد أطلقت في أبريل 2006م بأهداف متعددة حيث جاءت لتسليط الضوء على تميز وإبداع كثير من المعلمين بمواصفات وشروط وأسس ومعايير ومراحل وفئات وفتح من خلالها بذلك للمعلمين مشاركات مجتمعية عديدة سواء منها الحكومية أم المدنية كالجامعات والمؤسسات الخاصة و دور الرعاية وغيرها ففكرتها ومضمونها رقي وإبداع وتميز ينم عن تقدير شامل لجميع المعلمين وبلا استثناء وهي بذلك باب واسع يدخل منه الجميع لإبراز قدراتهم وطاقاتهم وإبداعاتهم فدائما وراء الإنجازات العظيمة الملهمة محاولات وتحديات وعثرات فالنجاح تميز بغض النظر عن محفزاته المادية والمعنوية وخصوصا إذا كان صاحبه مبدعا متميزا ومتحديا للواقع الذي يعيش فيه وبمعطياته الصعبة المؤلمة والقاتلة لأي انطلاق فالإنسان بطبعه دائما يميل إلى التعزيز بكل أنواعه أيا كان ومهما كان فالاقتناع بالذات بناء وتقديرها بكل ما فيها من طاقات والهامات هو الأهم فهذا هو التميز بعينه الذي لا يتعداه أي تميز ولا يصل إليه أي منافس.
جاءت الجائزة فكرة رائعة متمكنة ورائدة فاطلقت الأمل وأكدت العمل في ميدان التعليم للخروج بالمعلمين من واقعهم الصعب القاتل المميت المؤلم بظروفهم الصعبة في مدارسهم ففتحت لهم بابها الواسع من أجل التنافس والإبداع والإنجاز والتقدم الحر الشريف فاسهمت في تحفيزهم نحو الإنجاز والإبداع والرقي والتميز إلى حد ما على الرغم من أن الكثير منهم يرون في الجائزة خلاف ما ذكرت معتمدين في نظرتهم تلك على تدني نسبة المشاركة فيها بالنسبة إلى عدد المعلمين القليل من الكثير الذي يفترض فيه التفاعل والمشاركة وإن الكثير منهم وخصوصا الذكور يمتنعون عن مجرد المشاركة فيها لأسباب منها :
الخلل الموجود في طريقة طرحها وعرضها وعدم الأخد بظروف كل مدرسة على حدا فظروف المدرسة لها دور كبير في دعم تميز المعلم المشارك فيها ناهيك عن أن المعلم مثقل بانصبة عالية أنهكته وأرهقته وأرقته والتي لا توفر له الوقت الكافي لينجز ويبدع ويتقدم فيصبح عمله بوجودها فقط محصورا في تنظيم ما يضمن له الفوز والحصول على الجائزة والشهرة معا وليس في قيامه بالهدف الأسمى من إيجادها ألا وهو الارتقاء بمهنة التعليم من خلالها نوعا لا كما فحلقة الوصل بين المعلم والجائزة متمثلة بالمشرفين الذين ينحصر دورهم فقط في تسجيل المعلمين وتسليمهم معاييرها وعمل لقاءات مع فائزين منهم سابقا فعملية التقييم للجائزة فيها ما فيها من خلل كبير حيث يتم التقييم فيها على حسب كتابة المعايير وهذه المعايير قويه لكن الضعف كل الضعف موجود في تطبيقها حيث إن تقييم طلب كل معلم كتابيا يمر على ثلاثة مقيمين قد تم تدريبهم على آلية معينة ولكن تقيماتهم نظريه آنية تفتقد إلى التطبيق العملي الواقعي ولو كانت مجدية حقا وواقعية لرأينا انجازات المعلمين الفائزين فيها عممت ليستفيد منها آخرون من زملائهم الطامحين فلا أحد يعلم بإنجازات أحد وكل في فلك يسبحون حتى وصل الأمر ببعضهم إلى وصف مقيمي الجائزة بقولهم بأنهم كمن يجلس في برج ويقيم الآخرين عن بعد والسبب في ذلك أن لجنة التقييم للجائزه ليست لجنة موحدة للجميع مما يجعل هناك تباين واضح في عملية التقيم لان كل لجنة لها مقياسها الخاص الذي يختلف عن مثيلاتها من اللجان وذلك لاختلاف طبيعة الأشخاص المقيمين فيها وهم يغلبون في تقييمهم دائما الجانب النظري بعيدا عن واقعهم العملي المفروض ويحكمون على المعلم من خلاله وبرأيي المتواضع فإن أي عمل عام أو متخصص مخصوص بفكرته يجب أن تقترب جوائزه من الواقع العملي الملموس الذي يعيشه المعلم المتمثل في نشاطاته وابداعاته وادراكاته للمدرسه والمجتمع الذي يعيش فيه ومهما كانت طبيعة علاقته مع زملائه وطلبته ومجتمعه فدوره الرئيسي يبرز في تحقيق التغيير الايجابي في الطالب الذي هو العنصر الأهم ووجوده مناط بوجوده و لاجل ذلك وبعيدا عن الجانب النظري الجامد البعيد كل البعد عن الواقع والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة منها على سبيل المثال لا الحصر أن بعض المعلمات شاركن في الجائزة أكثر من مرة وفي كل مرة يفشلن في آخر مرحلة منها ولذلك لا يكررن الترشح لها مرة اخرى وهن صاحبات التجربة المتقدمة فيها وهذا الأمر إن دل على شئ فإنما يدل على أن الجائزة قد فقدت مصداقيتها كثيرا في مجتمعهن واخوانهن المعلمين ولذلك نرى عزوفا كبيرا عنها وخصوصا الذكور منهم فقل بذلك انجذابهم إليها بقول يتكرر بينهم بأن الواسطة والمحسوبية متغلغلة فيها فأصبحت الجائزة بذلك ليست مقياسا يقاس عليه تميز أحد المعلمين على غيره لأن كثيرا منهم متميزون ومبدعون في ميدانهم عمليا وهذا هو الأهم إلا أنهم لم يفوزوا بالجائزة نظريا وهذا هو المركز عليه عند القائمين عليها ونقلا عن أفواه بعض الطلاب في كثير من المدارس حيث سجلوا بذلك شهادة خطيرة مفادها بأنهم لم ينهوا المنهاج المقرر لبعض المواد وذلك بسبب انشغال المعلم المعني بالجائزة فدائما هو مشغول عن طلابه وله فئتة المستهدفة منهم والتي يقوم بتطبيق ابداعاته وتميزه عليهم فيظلم بذلك غيرهم ونقلا عن طلاب آخرين فيؤكدون 100% بان وحدات كاملة تحذف من مناهجهم بسبب مشاركة معلمهم في الجائزة وقال لي أحد الزملاء بأنه يعرف بعضا ممن شارك في الجائزة كان يعمل خارج إطار مدرسته ولم يعط المنهاج حقه حتى أن منهم من استعان بمعلمين من تخصصات أخرى ليدرس بدلا منه بسبب انشغاله الدائم بأعمال مجتمعية وكثير من المعلمين المشتركين فيها لم يلحظ لهم أثر في مجتمعاتهم و مدارسهم ومنهم من بذل جهدا كبيرا فيها و في النهاية تتوج جهوده بكرتونة عليها مداد من حبر وإن اعداد المعلمين المستفيدين منها لا يتجاوز عددهم 15 معلما من أصل 1000 معلم في كل مرة تطرح فيها فأي امتصاص لطاقاتهم وأي هدر لجهودهم.
وأخبرني بعض المشاركين في الجائزة بأن إعداده لزيارة ميدانيه واحدة تحتاج منه إلى تكلفة مادية تزيد عن 500 دينار بمعنى أن الحوافز المادية المعطاة للمعلم لا تغطي أقل التكاليف المدفوعة وخصوصا أن احتمالية الفوز ضئيلة جدا بالنسبة لعدد المتقدمين فأصبحت الجائزة بذلك مثل اليانصيب الخيري قائمة على الحظ والحظ فقط وقد جزم لي قائلا بأن الجائزة في مراحلها الأخيرة ( عند تحديد المراكز) يدخلها جزء من الواسطة والمحسوبية وحتى العشائرية.
فكثير من المعلمين الفائزين بالجائزة وصل إلى الفوز وهو لايعلم أصلا كيف وصل؟ وذلك باستعانته في مرحلة التقييم الكتابية بغيره من المعلمين الذين فازوا بها سابقا وتحرمهم شروطها من التقدم لها مرة ثانية فيكتبوا له معايره الكتابية مقابل أجر يتقاضونه منه فمن كان هذا حاله فكيف له أن يفيد الآخرين بمعلومة وكيف له أن يكون بذلك متميزا وقد وصل الأمر به بأن يستعين بمعلم اخر حتى يكتب له مقابل أجر فهذا سبب كاف لاعتباره معلما غير متميز ويحرم بذلك من الحصول على الجائزة وكثير من المعلمين وصل إلى مراحل متقدمة في الجائزة وأخفق وإلى الآن لا يعلم ما السبب بالرغم أن كل التغذية الراجعة عنه آداء وتميزا بتقارير ممتازة.
بعد كل الذي ذكرت لا بد لي هنا من طرح هذه الاسئله :
لماذا لاتوجد تغذيه راجعة حقيقية تفيد المعلم في موضوع الجائزة ومضمونها فباعتقادي أن الرسوم البيانية للجائزة ليست كافيه كتغذية راجعة يستفاد منها وبالمقابل يجب أن يكون هناك شخص مسؤول يرجع إليه للإجابة عن هذه الأسئلة و الاستفسارات وحتى لا يكون المعلم ضحية أنانية وتكسب من زملائه في مرحلة الكتابة التقيميه الورقية ولا أعلم حقيقة لما كل هذا التكتم والسرية بموضوع الجائزة سواء أكان الأمر من المنظمين لها أوالمقيمين فيها فهم لا يضعون المعلم على حقيقة الخلل والقصور في تقييمه ليتجاوز ذلك ويصوبه ويتميز فيبدع و يخرج من حصرية الفائزين فيها احتكارا لمعلوماتها تجارة وتكسبا .
بعد كل الذي ذكرت فهل أصبحت الجائزة عبارة عن نشاط سنوي يجب أن ينفذ كيفما كان ومهما كانت نتائجه ومخرجاته أم أنها في حقيقتها بناء مدروس للعملية التربوية برمتها بإفراز كفاءات ومبدعين اثرائيين في كل جوانبها.
فمعايرها شاملة و متنوعة لا غبار عليها ومضمونها إبداعي إيجابي متميز لا شك في ذلك ولكن المشكلة تكمن في عملية التقييم والتنفيذ وليس بمؤشرات الأداء و المعايير فبالتالي فقدت مصداقيها فاصبحت الفائدة منها تقتصر على الجوانب المادية المعروفة وﻻ تصل إلى الفئة المستهدفة المقصوده وعليه يجب على القائمين عليها إلزام المعلم المتميز الفائز بتطبيق النتائج التي توصل إليها لتكون بذلك شيئا ملموسا للطلبة والمدرسة والمجتع الذي يعيش فيه والعملية التربوية برمتها ومهما كانت طبيعة علاقته مع زملائه وطلبته والمجتمع فدوره الرئيسي الذي يجب أن يكون فيه ولا يخرج منه يكمن في إحداث و تحقيق التغيير الإيجابي المنشود في الطالب تحديدا فهو موجود به ومعه و لأجله


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22889
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم