حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19898

أركان الطباعة

أركان الطباعة

أركان الطباعة

08-04-2017 03:37 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
يقولون إنّ الصحافة الورقيّة في مرحلة إحتضار وإنّ الصحافة الإلكترونيّة تستعد لأخذ مكانها ويوردون اسبابا هامّة لهذا التحوُّل مثل سرعة الحصول على المعلومة في لحظة حصول الحدث وخاصّة فيما يتعلق بالحروب وحوادث الإرهاب والنشاطات السياسيّة والتحولات التاريخيّة وغيرها وكذلك المعلومات والأخبار الإلكترونية وغيرها كما انها لا تأخذ حيزا في التجميع والحفظ والتخزين كما هي المطبوعات الورقيّة كما ان الجهاز الوظيفي العامل في الصحافة الإلكترونية اقل بكثير من الصحافة الورقية إضافة الا ان التصليحات على جهاز الكمبيوتر أخف واقل كلفة واسرع انجازا وغير ذلك من ميزات تصب في صالح التطور التكنولوجي المستمر والذي يشهد نهضة بإضطراد عالميا مع انه احيانا يقلِّص وظائف بشريّة لا حاجة لها.

والقراءة عملية معرفية تقوم على تفكيك رموز تسمى حروفا لتكوين معنى والوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك, وهي جزء من اللغة واللغة هي وسيلة للتواصل أو الفهم, وتتكون اللغة من حروف وأرقام ورموز معروفة ومتداولة للتواصل بين الناس, واللغة تتكون من قراءة وكتابة وقواعد فالقراءة هي وسيلة استقبال معلومات الكاتب أوالمرسل للرسالة واستشعار المعنى وهي وسيلة للتعلم و والتواصل مع الثقافات و الحضارات وكل هذا يتم عن طريق استرجاع المعلومات المسجلة في المخ والمعلمة من قبل من حروف وأرقام ورموز وأشياء أخرى مثل طريقة برايل للقراءة للمكفوفين وهناك أنواع أخرى للقراءة غير التي في اللغة مثل قراءة النوتات الموسيقية أو الصور التوضيحة, وفي مصطلحات علم الحاسوب، فإن القراءة هي استرجاع معلومات من أماكن تخزينها على الحاسوب كالأقراص الصلبة والمرنة وغيرها.

والوطن العربي يعاني من قلة القراءة ففي احصائية وُجد أن كل مليون عربي يقرؤون 30 كتابا فقط, إذا هذا يكشف لنا أن وضع القراءة في العالم العربي مزرٍ للغاية، ونحن هنا نتحدث عن القراءة أيا كانت، (كتب الطبخ مثلا أو التنجيم) فما بالك بقرّاء النقد الأدبي، أو النص الإبداعي, بعض أسباب ضعف القراءة في العالم العربي هو الوضع الاقتصادي المتدهور الذي لا يسمح بشراء الكتب، إضافة إلى أنّ عناوين القراءة العربيّة تشير إلى أنّ العرب حتّى اليوم لا يقرأون، ولا يتّخذون الكتاب صديقاً، ولا يُعيرون القراءة اهتماماً (96 مليون أمّيّون لا يقرأون ولا يكتبون عام 2014 بنسبة 19% من السكان) وهذا ما أدى إلى تفاقم الأميّة لتبلغ أعلى مستوياتها في بعض الدول العربية مثل اليمن، موريتانيا، وجيبوتي، إضافة إلى انتشار الجهل هناك حيث ان نسبة واسعة من المواطنين يتركون الدراسة بعد انتهاء المرحلة الابتدائية، ويلتحقون بسوق العمل• فكثير من الناس، في العالم العربي لا يجدون قوت يومهم لذلك ظلوا يعتبرون لقمة الخبز أهم من الحرف، وصحن طعام أهم من جملة مفيدة، وكيسا من المواد الغذائية أهم بكثير من مقال في جريدة أو قصة قصيرة•

وقد تكون للقراءة اهداف ومقاصد منهاأهداف وظيفية كمن يقرأ في صلب تخصصه وطبيعة عمله, اوأهداف تطويرية وهي قراءة ما يصقل الشخصية ويعزز المواهب, او أهداف ثقافية ومعرفية مثل القراءة العامة للمعرفة والإطلاع وزيادة المخزون الثقافي , اوأهداف ترويحية حيث ان القراءة بحد ذاتها إيناس للنفس فكيف إن كان المقروء من النوادر والملح والحكايات المستطرفة والأعاجيب , او أهداف واقعية تكون بالتفاعل مع الواقع كالعروس تقرأ قبل الزواج أو من يسمع عن منظمة التجارة الدولية فيقرأ عنها.
وقد انحسر الاهتمام بالقراءة وتراجع الإقبال على الكتاب، وأصبح ذلك ظاهرة منتشرة في مختلف بلدان العالم، لكن الفرق ما زال واضحا للعيان بين العالم العربي ومختلف البلدان الأجنبية.

فمشهد القراءة ما زال عادة سارية لدى الأجنبي يمكن أن تشهدها في المترو والحافلات والقطارات والمقاهي والحدائق، وحتى في صالات الانتظار والمطارات، لكن قلما تجد منظرا مماثلا في أوطاننا العربية.
ولكن مهما كانت نسبة التراجع ودرجة انحسار القراءة في الدول المتقدمة والمتأخرة، تبقى هناك أسباب مختلفة لهذه الظاهرة، منها ما تفيض به أحوال بلداننا العربية، وطبيعة العصر والتطور التكنولوجي، ومفاهيم الأجيال، واختلاف الأولويات لدى الفرد والمجتمع، ناهيك عن التراجع العربي الماضي قدما الذي قد يكون بدوره سببا في تخلخل ميزان روح الفرد وخفوت تألقه الفكري.
ولكن بالرغم من تقهقر الطباعة الورقيّة امام التطور التكنولوجي الإلكتروني
أول ما تم اختراع الكتابة في عام 5000 ق.م في بلاد الرافدين بواسطة السومريين، الذين كان لهم إنجازات كثيرة في ذلك الوقت، وكانت وسيلة الكتابة المتاحة لهم آنذاك هي الألواح الطينية، بحيث كان يتم تشكيل هذه الألواح وبعد ذلك يتم الطباعة عليها بأداة تشبه المسمار بطرق معينة قبل أن تجف، وذلك لتكوين الحروف التي كان يتم ربطها مع بعضها ليتم تشكيل الكلمات، وبعد ذلك كانت هذه الألواح تترك لتجف تحت الشمس، أو كان يتم تجفيفها باستخدام النار، وقد سميت هذه الكتابة بالكتابة المسمارية وذلك لأنها كانت تكتب بواسطة أداة شبيهة بالمسمار إلى حدٍّ ما.

ظهرت أول آلةٍ للطباعة بالشّكل الحديث في ألمانيا، على يد يوهانز غوتنبرغ في منتصف القرن الخامس عشر، بعد أنْ تطوّرتْ تقنياتُ الطباعة على مر السنوات في تلك القارة، واستخدمت الحروف البارزة وتقنيات تَجميع الحروف لِعمل قوالب مَكتوبة بشكلٍ بدائي.

كان ظهور آلةٍ للطباعة يُعد ثورةً في عالمِ الاتصال، والثقافة، والسياسية؛ فقد طُبعت ملايينُ الكتب، وبدأت الصّحف بالانتشار في القارة بأكملها، وقد مرّت آلات الطباعة بالعديد من مراحل التطوير بعد غوتنبرغ؛ حيث ظهرت آلاتُ طباعةٍ تعملُ بالبخار بحيث تُوفر الجُهد على العامل الذي يضغط المِكبس لِينقل الحروف من القالب إلى الورق، وتزيد في الوقت نفسه من كميةِ النُّسخ المطبوعة.
فالطابعة هي أحد الأدوات التي تم اختراعها في القرن العشرين ووصلها بجهاز الحاسوب ويتم استخدامها لتحويل الصور المرئية والنصوص التي نراها على جهاز الحاسوب إلى نسخ موجودة في العالم المادية عن طريق طباعتها على الأوراق باستخدام عدة تقنيات تطورت مع تطور علوم الحاسوب.

وقد شهد العالم وما يزال يشهد تطوراً كبيراً في مجالات الطباعة فإنّ من أوائل الطابعات التي ظهرت هي طابعة الحبر النفاث التي ظهرت في الثمانينيات من القرن الماضي وانتشرت على نطاق واسع لسرعتها في الطباعة والجودة العالية ووضوح المواد المطبوعة.
أمّا النوع الآخر من أنواع الطابعات التي تم تطويرها لتتوافق مع الحواسيب هي طابعات الليزر والتي تفوقت على الطابعات النفاثة للحبر فيفضل العديد من الناس استخدامها على الطابعات النفاثة لأنّ تكلفة الحبر الخاص بها تعد أقل من الحبر الخاص بالطابعات النفاثة للحبر، كما أنّها تعد من اقتصادية باستخدام الحبر إذ أنّ الحبر يدوم فيها لمدة أطول من منافستها.
وقد تميزت طابعات الليزر بمميزات أخرى كالقدرة على استخدامها في شبكات الحاسوب وسرعتها التي تفوق نظيرتها بعدة مرات، كما أنّ من إحدى المميزات الأخرى التي تميز هذا النوع من الطابعات هو الدقة العالية والوضوح في الطباعة، وقد انتشرت هذه الطابعات في هذه الأيام على نطاق واسع بحيث تأتي على شكل طابعة مع فاكس مع ماسح ضوئي في جهاز واحد رخيص الثمن.
وفي الآونة الأخيرة ظهر نوع آخر من الطابعات فلم تعد تقتصر عملية الطباعة على الطباعة على الورق بل أنّها تطورت لتصل إلى طباعة المجسمات الثلاثية الأبعاد في العالم المادي، فتعد الطابعات الثلاثية الأبعاد نوعاً من أنواع الروبوتات، وتأخذ هذه الطابعة طباعاتها من برامج الرسم ثلاثية الأبعاد كالأوتوكاد أو غيرها من برامج التصميم، وتعمل هذه الطابعة عن طريق إذابة المادة الخام المستخدمة في الطباعة سواء كانت نوعاً من المعادن أو نوع آخر من البوليمرات وتشكيل المجسم ثلاثي الأبعاد عن طريق تكوين طبقات متتالية بعضها فوق بعض حتى يتم تشكيل المجسم كاملاً.
وبالرغم من توجُّه الصحف والكثير من المؤلفين والناشرين للطباعة الإلكترونيّه فان الكثير من البشر ومدمني القراءة لا زالوا يفضلون ان يمسكوا المطبوعة بين يديهم لشعور اعينهم وابدانهم بالراحة حين القراءة ويفضلونها عن القراءة من خلال جهاز الكمبيوتر .
ولكننا نرى احيانا جشعا لدى بعض الناشرين وبعض الموزعين واصحاب المطابع واصحاب المكتبات واستغلالهم لبعض الكتّاب او جشعهم في فرض اسعار كبيرة على القرّاء خاصّة الكتب والمتطلبات المدرسيّة والجامعيّة مستغلين حاجة الطالب لها خاصّة ان الدولة بالعادة لا تفرض اسعارا موحّدة على الكتب والروايات في المكتبات من باب نشر الثقافة .
وتعتمد الحكومات على تسهيل الأمور المتعلِّقة بتسجيل الكتب وتوثيقها وايداعها في المكتبة الوطنية والمحافظة على حقوق النشر والتأليف والملكيّة الفكريّة لسنوات طويلة وذلك للمواد المطبوعة على الورق او المحفوظة في الأقراص المدمّجة .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19898
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم