حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16777

من ينقذ العالقين

من ينقذ العالقين

من ينقذ العالقين

25-03-2017 09:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
القتال الدائر في سوريا وفي العراق وفي اليمن ، تجد مواطنين ابرياء عالقين بين المتحاربين في معظم الجبهات ، تحت رحمة نيران الأسلحة الثقيلة منها والخفيفة برا وجوا ، ما يوقع فيضا من الاصابات المختلفة بهم وهم في بيوتهم، او متآوين بين ركام المنازل المهدمة ، وتلك الآيلة الى السقوط فوق رؤوسهم ، حتى وهم هاربين هائمين طلبا للنجاة من هذا الجحيم المستعر فالموت يلاحقهم اينما حلوا .
بالأمس القريب استمعت الى حوار دار بين مذيعة قناة عربية ، وسيدة تابعة لإحدى المنظمات الدولية التي لها علاقة باغاثة النازحين والمشردين وكذلك هؤلاء الذين هم بمثابة مشاريع جرحى وقتلى ، المشكلة هنا كما كان واضحا من ذلك الحوار ، تصوروا ان ثمة اشخاص يتصلون بواسطة هواتفهم النقالة يطلبون انقاذهم من تحت المنازل التي انهارت، فأضحوا تحت ركامها ، يرون الموت بأم اعينهم في هذه الزوايا المظلمة ، حيث سُدّت كل الابواب في وجوههم ولا من متنفس لهم . المرأة تضيف قائلة ان افراد هذه البعثة الدولية ، يسمعون من خلال نداءات الاستغاثة التي يتلقونها ، صراخ وعويل هؤلاء المواطنين المدفونين احياء ، ولا يستطيعون ان يقدموا لهم شيئا ، في خضم هذه الاشتباكات الحامية الوطيس ، بين كل هذه الاطراف التي ترسل حمم قذائفها ، فبات الموت وخراب البيوت من حظ ونصيب هؤلاء الابرياء الذين لا بواكي لهم ، مسألة تقشعر لها الابدان ، وتئن لها الضمائر اذا بقي منها بواق .
المشكلة كل هؤلاء المتحاربين هم من ابناء جلدتنا ، فنحن لا نتحارب مع اسرائيل المغتصبة لأرضنا ، ولا نتحارب مع الروس الذين جاءوا لقتلنا وتدميرنا ، ولا من جاءوا من وراء البحر لنهب خيراتنا ، بل القاتل والمقتول عربيا او مسلما ، ويبقى الأبرياء العالقون هم الضحية الأولى في كل الاحوال ، لا يحاربون احدا ، ولا يقتلون أحدا ، بل يريدون الحياة والعيش الكريم كبقية خلق الله .
وفوق هذا الوضع المضحك المبكي ، نقوم نستجدى الروس والأميركان لتهجيرهم قسرا من ديارهم , خوفا من الموت الزؤام الذي ينتظرهم في كل خطوة يخطونها ، سواء كانوا قابعين او هاربين ام يتم حشرهم واستخدامهم كدروع بشرية ،بين المطرقة والسندان ، تماما كما تفعل عصابات داعش بأهالي المناطق التي تسيطر عليها بقوة السلاح .
هذا الحال المزري ينطبق على اهلنا في سوريا والعراق واليمن ، اعداد القتلى في صفوف هؤلاء الأبرياء اكثر بكثير من المتحاربين انفسهم ، في نفس السياق لأول مرة اسمع عن حي الوعر في نواحي مدينة حمص ، حيث الحصار والجوع والعطش سيد الموقف ، ماذا لوعلمتم ان التهجير القسري بالجملة هو المطلوب للمقاتلين وذويهم الخائفين من تقتيل وتنكيل عصابات النظام ومؤازريهم ،وقبل وادي الوعر كنا قد سمعنا قصصا وروايات مرعبة ومحزنة عن وادي بردى الذي عانى الأمرين ، من عسكر النظام وشبيحته وماليشيات الصفويين الحاقدة ، اما ما لم نسمع عنه فهو غيض من فيض ، والا ما معنى هذه المقابر الجماعية التي يتم اكتشافها هنا وهناك بين الحين والآخر .
يا حسرة على امتنا العربية انظمة وشعوبا ، حتى الاعمى يراها تقف عاجزة امام التغول الروسي والايراني واذنابهم من مرتزقة حزب الله بل حزب الشيطان، الذين ولغوا حتى الثمالة من دماء ابناء العروبة ، ولا يستطيعون ان يحركوا ساكنا وهم على هذا الحال .
لا اخفي سرا اذا قلت ان المواطن العربي بات محبطا ، ولم يعد يثق في هذه الاجتماعات والمؤتمرات في الاستانة او في جنيف او في جهنم الحمراء ، ما دام القرار والمصير بيد الدول العظمى اميركا وروسيا ، ودخول نظام الولي الفقيه (نظام السرداب ) بكل قوته في هذا المعترك بتدخل سافر في شأن عربي عربي ، ليصبح الاكثر شراسة وفتكا ، وهذا مبعثه حقد فارسي قديم ، ظل مسكونا لأكثر من اربعة عشر قرنا ، في حين ان التدخل التركي جاء حماية لمصالحها واقل اذى من تلك الاطراف الغازية وعلى رأسها الصفويون الجدد .
نتمنى من كل قلوبنا ان يستيقظ الضمير العربي الرسمي ، ويتوحد الصف والكلمة لإنقاذ ما يمكن انقاذه .



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16777
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم