حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17365

معركة الكرامة * الذكرى والمعاني*

معركة الكرامة * الذكرى والمعاني*

معركة الكرامة * الذكرى والمعاني*

22-03-2017 12:26 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في فجر الحادي عشر من آذار عام 1968 بدأت اسرائيل هجوماً واسعاً باتجاه الأردن وعلى امتداد 50 كيلو متر من جسر دامية في الشمال حتى غور الصافي جنوباً.. وقامت بالهجوم أربعة ألوية، وأسراب من المروحيات والطائرات المقاتلة، إضافة إلى خمس كتائب مدفعية ثقيلة. أما قوات الجيش العربي التي تعيّن عليها مواجهة الهجوم، كانت تتألف من الفرقة الأولى بقيادة العميد مشهور حديثة الجازي، وكانت الفرقة تضم ثلاثة ألوية مشاة واللواء المدرع 60، وهي: لواء القادسية بقيادة العقيد قاسم المعايطة، لواء عالية بقيادة العقيد كاسب صفوق المجالي، لواء حطين بقيادة العقيد بهجت المحيسن، اللواء المدرع بقيادة الشريف زيد بن شاكر، مدفعية الفرقة بقيادة العقيد شفيق جميعان.

أعلن الإسرائيليون أن هدفهم من الهجوم هو القضاء على قواعد الفدائيين في قرية الكرامة. ولكن الوثائق التي تركوها في أرض المعركة تدل على أنهم خططوا لاحتلال مرتفعات البلقاء والوصول إلى مشارف عمان، لكي يفرضوا على الأردن القبول بتسوية سياسية معهم.
استطاعت قوات الجيش الأردني أن تلحق الهزيمة بقوات تتفوق عليها في العدد والعدة، ولأول مرة في تاريخ الحروب بين العرب وإسرائيل اضطر العدو أن يطلب وقف إطلاق النار وهو ما رفضته القيادة الأردنية قبل انسحاب القوات المعتدية إلى ما وراء نهر الأردن. وفي وجه القصف المدفعي تراجعت القوات الإسرائيلية تاركة آلياتها وقتلاها على أرض المعركة، الأمر الذي لم يسبق حدوثه بين العرب وإسرائيل.

وبعد يومين من تلك المعركة أخذ جماهير المواطنين تتوافد على ساحة العبدلي في عمان لتشاهد الآليات الإسرائيلية التي غنمها الجيش الأردني من دبابات وناقلات ومدافع، مما لم تشهد مثله عاصمة عربية أخرى. وقد أثارت نتيجة المعركة موجة استياء في اسرائيل، وقامت مظاهرات في تل أبيب والقدس احتجاجاً على فداحة الخسائر. واعترف رئيس الأركان الإسرائيلي حاييم بارليف بفداحة الخسائر المادية والمعنوية، إذ قال في تصريح له: " إن شعب اسرائيل اعتاد على رؤية قواته العسكرية وهي تخرج منتصرة من كل معركة، أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها بسبب كثرة عدد الإصابات بين قواتنا، والظوهر الأخرى التي أسفرت عنها المعركة، مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا وآلياتنا، وهذا هو السبب في حالة الدهشة التي أصابت شعبنا إزاء عملية الكرامة"

كانت معركة الكرامة معركة بين الحق من جهة، والباطل من جهة أخرى. كانت فاصلا بين الغرور المهزوم، وبين الشهادة المشرفّة، وأثبتت
أن سلاح الإيمان وإرادة الصمود والتصميم على النصر أقوى من كل الأسلحة المتطورة، وتحقق فيها الانتصار العربي الأول على جيش العدو، وتجسدت فيها أسمى معاني الكفاح العربي ، ليمتزج الدم العربي على أرض الأردن.

تعلمنا من معركة الكرامة معنى الإخلاص والوفاء لتراب الوطن الطيب الطاهر.، وقدمت قناعة للعرب بأن النصر على هذا العدو ممكن. كما بينت المعركة أن النصر يكون بالشباب، فهي معركة الشباب، والقادة الصغار، فمعدل أعمار شهداء الجيش العربي الخمسة والثمانين لم يتجاوز 26 عاما.

ستبقى هذه المعركة خالدة في أذهان الأردنيين، ومصدر عز وفخر لكل العرب، فقد أ؟عادت للجيش العربي الأردني، وللجيوش العربية عامة كرامتها، فحملت إسماًعلى مسمى، وكان لها من اسمها النصيب الأكبر.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17365
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم