سرايا - سرايا - تقترب العشرينية "سلمى" بلباسها الانيق من نافذة مركبتك التي تقدم على إغلاقها فور اصطفافك قرب محلات في أحد شوارع عمان الغربية لابتياع بعض حاجيتك، وتقول لك بأدب جم "يا عمو لا تسكر الشباك في وجهي ...يا عمو لا تخاف مني".

وتتابع: "انا اخواتي 9 وقاعدين بالبرد، وما معي أجيب الهم كاز ولا لقمة أكل".
وتضيف: "بس ساعدني حتى اساعدهن .."، لاتملك حينها سوى ان تمد يدك الى جيبك لتعطيها ما عثرت عليه من نقود، لتسارع سلمى في اعطائك دفتر تلوين اطفال مقابل المال الذي منحته اياها.

حينما تترجل من مركبتك ..وتمعن النظر في "سلمى"، وهو الاسم المستعار لها الذي عرفت بها نفسها، تتفاجأ بزيها الانيق، وحقيبتها المزركشة، وحذائها المتناسق مع زيها، محدثا نفسك: "والله لبسها لبس بنات البشاوات، وشأنها شأن طالبات الجامعات بالكتب التي تحملها بيدها والحقيبة التي تضعها على ظهرها"!

صحيفة "السبيل" رصدت تحرك "سلمى" التي التحقت بها شقيقتها الشبيهة بها، كل منهما استلمت شارعا، ومع اقتراب اي "فريسة " يهمسن بنفس الكلمات التي حفظنها عن ظهر قلب، والعجيب انهن احسنَّ اختيار المنطقة التي تعج بالسواح الخليجيين في شوارع عمان الغربية، إذ على الاغلب لم يردهنَّ أحد خائبات.

أي شخص يتحرك قرب تلك المحال يعتبر هدفًا لـ"سلمى"، وأي مركبة تقترب من تلك المحال ايضا هي قبلة لها، للدرجة التي ابدى "الفاليت" استياءه منها، قائلا لـ"السبيل": "انها تسبب بقطع رزقي من المنطقة، وحرمتني من اخذ مفاتيح الزبائن لصف سياراتهم، فسرعان ما تتحرك تجاههم بمجرد لمحها اقتراب اي سيارة".


يقول "الفاليت" ابو محمد ان "سلمى" منذ فترة بدأت تقصد المكان للتسول، وطلب منها مغادرة المكان، فعرضت عليه تقاسم المردود المالي الذي تحصله مقابل السماح لها بالبقاء.

ويقدر ابو محمد متوسط المبالغ المالية التي تجمعها يوميا من تسولها بـ60 دينارا، لافتا الى انها تسكن في عين الباشا، ولديها ست شقيقات يتناوبن على المكان، ويتوجه عدد منهن الى اماكن اخرى كي لا يتم اكتشاف أمرهن .

وتنتشر في شوارع عمان نساء يقتربن من المارة، ليمدوهن بالمال، عقب استعطافهن بأنه لا معيل لهن، ويحتجن إلى اطعام ابنائهن، ودفع اجرة الشقة التي يقطن فيها، وألا تعرضن للطرد منها.

وأشار الناطق الاعلامي باسم وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط إلى ان النسبة الاعلى من المتسولين هم من الاناث مقارنة بالذكور، مشيرا الى ان لهن القدرة الاكبر على استعطاف الآخرين .

وتابع الرطروط  أن عدد المتسولين الذين ألقت لجان المكافحة القبض عليهم خلال الربع الأول من العام الماضي 2016 بلغ نحو ألف متسول ومتسولة، عدد منهم من اللاجئين السوريين.

وأشار إلى أن نسبة اللاجئين السوريين من مجموع المتسولين الذين تم إلقاء القبض عليهم لا تقل عن الخمس، لافتا إلى أن نشاطهم ازداد في الآونة الأخيرة، وان العدد أيضا مرشح للارتفاع.

وبلغ إجمالي أعدادهم على مستوى المملكة نحو 5 آلاف متسول لعام 2015، في حين بلغ اجماليهم 3300 متسول لعام 2014، وفق الرطروط.

وتشير إحصاءات الوزارة إلى أن أعداد المتسولين المضبوطين في العام 2013 بلغ نحو 3000، وفي العام 2012 حوالي 2790، أما في العام 2011 فكان 2499، و1057 للعام 2010.

ويتم إيداع الأطفال المضبوطين كمتسولين في دار الفيحاء الخاصة لرعاية المتسولين لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، في حين يتم تحويل حالات التسول المكررة للبالغين إلى القضاء بموجب المادة 389 من قانون العقوبات.

وكانت دائرة الإفتاء العام أصدرت فتوى تحرم التسول، كما أوقعت المادة 381 من قانون العقوبات على المتسول البالغ عقوبة الحبس تبعا لحالة التكرار. السبيل

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا