حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19521

المرأة .. قضية مجتمع لا قضيتها

المرأة .. قضية مجتمع لا قضيتها

المرأة .. قضية مجتمع لا قضيتها

22-02-2017 09:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فراس عوض
لا فرق بين الرجل والمرأة الا اختلاف بيولوجي تشريحي، فهم بشر متساويين في اصل الخلق، هذا الاختلاف ليس له علاقة باختلافهما اجتماعيا، كأن نقول ان المرأة للبيت والرجل للعمل خارج البيت، او المرأة لتربية الاطفال و الرجل للسياسة، فالمجتمع حدد تلك الادوار من خلال الثقافة السائد، تلك الادوار لم تولد مع المرأة، ولا شيء اسمه غريزة الامومة مثلا، الرجل يولد ابنه فتتكون عاطفة بينه وبين ابنه ، فهذه عاطفة الابوة كعاطفة الامومة، ولا يوجد علميا فرق بين عقل المرأة وعقل الرجل، حتى يناط بالمرأة عمل معين مثل البيت بحجة انها عاطفية، حتى العاطفة كما هو مثبت علميا انها ميزة عند المرأة تجعل طريقة تفكيرها مرتبة، وهذا ما يميز دقة العمل عند الاناث، العالم بياجيه قال ان الذكاء مكتسب من البيئة ، فاذا نشأت المرأة والرجل بنفس الظروف البيئية لن يختلف عقلهما، وهذا ما يثبت اان لا تميز لعقل الرجل على عقل المرأة، التنشئة الاجتماعية هي ما تحول الانثى(كجنس بيولوجي) الى امرأة(ادوار اجتماعية) بادوار معينة كتربية الابناء ورعاية شؤون المنزل، وتجعل الذكر رجلا بادوار معينة(كالعمل والسياسة والاقتصاد)، التنشئة الاجتماعية تحول الانسان من كائن بيولوجي الى كائن اجتماعي، المرأة لم تولد أما بل اصبحت أما، المرأة لم تولد امرأة بل اصبحت امرأة، الاختلاف التشريحي لا يعني اختلاف في حقوق الانسان بسبب اختلاف جنسه البيولوجي، فالمرأة والرجل متساويين في اصل الخلقة، التفسيرات بمعظمها حول المرأة هي تفسيرات ذكورية تميز ضد المرأة ، وهذه التفسيرات لصالح الرجل ، جميها تعاملت مع المرأة ككائن بيولوجي ، اختزلت المرأة بالجسد والولادة والانجاب، واناطت بها ادوار خاصة، فمنعتها من العمل وحرية التنقل والاختيار ..الخ واعتبرتها دوما تابعا للذكر، وانها مفعولا به وليس فاعلا، اعتبرتها قاصرا واناطت بها صفات الضعف والدونية وبانها بمرتبة اقل من الرجل، وسمت تلك الصفات زورا وبهتانا بالانوثة، تعاملت مع المرأة بانها ملكية خاصة بالرجل، فكانت عرضة للاستغلال والتحرش والاضطهاد وهضم حقوقها، ان المرأة كما الرجل، لم تدرس في بطن امها تربية طفل حتى يناط بها هذا الدور، فهو دور مكتسب ومتعلم، ولم تولد مدرسة حتى يناط بها دور المربية، فهو ايضا مكتيب، ولم تولد تتقن الطبخ حتى يناط بها دور الطبخ ورعاية المنزل فهو ايضا دور مكتيب، فجميع تلك الادوار بمكان الرجل والمرأة مقاسمتها، المرأة كما الرجل من حقها العمل والتعليم والتنقل والاختيار تماما كما الرجل، وليست تابعا ولا قاصرا ولا عاطفية، بل انسان لها ما لها وعليها ما عليها، ان قضية المرأة لا تتعلق بها وحدها، انها قضية حداثة ونهضة وتطور مجتمع، كيف ان علمنا ان القوى العاملة التي تشكل النساء فيها اكثر من 50% لكن في المقابل ثلثي هذه القوى معطلة لا تعمل، واذا عملت هذه القوى فانها سترفد الاقتصاد بنحو 14 مليار في دراسة اجريت، بل ان الشركات التي توظف نساء تحقق ارباحا اضعاف الشركات التي لا يعمل بها نساء، وكيف ان علمنا ان 70% من النساء يحملن شهادات تعليم عالي وان تلك النهارات العلمية نفتقدها ولا نستفيد منها مع انها تشكل نصف الموارد المتاحة من المهارات والقوى الحية، وكيف ان علمنا ان ابناء النساء العاملات اكثر ذكاءا وقدرة على التنظيم من اطفال النساء اللواتي لا يعملن، وكيف ان علمنا ان الدخل الذي يعود على المرأة العاملة ينهض اقتصاديا بالبلاد ويرفع الناتج المحلي بنسبة 34% ويحسن مستوى التعليم والصحة والتغذية لاطفال المرأة العاملة والمتعلمة، لابد من تقسيم العمل للمرأة والرجل داخل وخارج المنزل ، بان يعملان سويا في المنزل وفي الشركة حتى تستثمر كل تلك القوى البشرية، حقوق المرأة هي حقوق انسان ومواطن فاعل، ليس غزو فكري ولا مؤامرة غربية ولا صهيونية ولا ضربا للاخلاق، هي شيء طبيعي لابد من مواجهة كل تلك الهجمات اامتطرفة على حقوق المرأة التي لم تفسر تلك الحقوق الا من باب جنسي بيولوجي لا اجتماعي، لا يعود بنا الا للقرون الوسطى


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19521
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم