حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29582

زيارة عباس للأردن

زيارة عباس للأردن

 زيارة عباس للأردن

04-02-2017 08:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
زيارة عباس الأخيرة لعمان ولقائه مع جلالة الملك ، وعلى الرغم انها لم تكن الزيارة الأولى، ولن تكون الأخيرة ، لكنها اقترنت بقدر عال من الأهمية كونها جاءت في ظروف غير عادية .
فمثلا اعتلاء دونالد ترامب سدة الحكم في اميركا ،والخشية من تنفيذ وعده بنقل سفارة بلاده الى القدس ، مخالفا بذلك مواقف من سبقه من الرؤساء في هذا الموضوع بالذات ، من جانب آخر الاتفاق الروسي الايراني التركي حول وقف القتال ، على مختلف الجبهات في سوريا ، وكذلك محاصرة الموصل والتضييق على داعش في عدة مواقع ، اضف الى ذلك التعنت الاسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات ، ومؤتمر القمة العربية القادم . كل هذه المسائل الشائكة وغيرها ، حدت بالرئيس عباس الى القيام بزيارته هذه الى القيادة الأردنية ، للتشاور والتنسيق فيما ينبغي القيام به لمواجهة هذا الكم من التحديات التي تواجه البلدين ، والإقليم على وجه العموم .
من الواضح ان ثمة مصالح مشتركة للطرفين تدعو الى مزيد من التشاور والعمل المشترك ، لما يربط البلدين من علاقات تاريخية ، وديموغرافية ، لها خصوصيتها التي تتجاوز الشكليات والمجاملات ، فالأردن هو الرئة التي تتنفس منها فلسطين بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، ولا يغيب عن بالنا ان البلدين الشقيقين ارتبطا بماض مشترك في كثير من الحقب التاريخية ، فان من البدهي ان مصيرهما ايضا سوف يكون مرتبطا ارتباطا وثيقا ، سيما ان الأردن هو ارض الحشد والرباط .
ثمة حقيقة يجهلها كثير من الناس وحتى الطبقة المتعلمة ، حيث ان في المجتمع الاردني ، اردنيون من اصل فلسطيني ،ايضا يوجد فلسطينيون وبأعداد كبيرة من اصل اردني، وربما هؤلاء يشكلون نصف المجتمع الفلسطيني ، حيث ان الهجرات العربية التي خرجت من جزيرة العرب باتجاه بلاد الشام ، كانت تمر عبر الاردن في طريقها الى فلسطين .
واود في هذا المقام ان اقدم مثالا على ذلك ، كشاهد اثبات لهذه الحقيقة وهو قبيلة العمرو الكركية ، اذ انه من الثابت ان عشائر المساعيد في منطقة الجفتلك ، والجرادات في جنين وعرب السواحرة شرقي بيت لحم ، وعشيرة العملة في بيت أولا والشواهين في يطا ، وعشيرة العقبي في بئر السبع ، كلها تنحدر من قبيلة بني عقبة / العمرو ، وربما هناك عشائر أخرى من نفس القبيلة لا تحضرني ذاكرتها .
من خلال هذا السياق يبدو بوضوح ان ثمة صلات قربى متينة بين ابناء الشعبين الاردني والفلسطيني ، اكتسبت خصوصية في علاقات ومجالات متعددة ، هذا اذا تجاوزنا وحدة الضفتين التي كانت تعدّ اقدس وحدة عرفها التاريخ العربي المعاصر . فكانت الضفة الغربية جزءا لا يتجزأ من المملكة الاردنية الهاشمية ، وعلى ارض الضفة سالت دماء زكية من ابناء الأردنيين، روت الثرى الفلسطيني في باب الواد واللطرون والشيخ جراح وبلدة السموع .
على صعيد متصل ظلت القيادة الهاشمية ترعى المقدسات الاسلامية والمسيحية ، وتعمل على اعمارها والمحافظة عليها ، حتى بعد سقوطها في يد المحتل الاسرائيلي . وفي اتفاقية وادي عربة ، تجد نصوصا تمنح حكومة الاردن حق الرعاية لتلك المقدسات في مدينة القدس ، الى يومنا هذا ، الأمر الذي من شأنه كبح جماح المتطرفين اليهود، الذين يبذلون المحاولة تلو الأخرى، للنيل من هذه المقدسات .
وفي المحصلة فإن السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين ، يدرك بشكل جلي ، ان التشاور والتنسيق والتعاون مع الجانب الأردني، على كافة المستويات والصعد ، له انعكاسات ايجابية على القضية الفلسطينية برمتها ، وليس من بديل للاردن في كثير من الامور التي تهم الشعب الفلسطيني حاضرا ومستقبلا ،وفي هذا الاطار جاءت هذه الزيارة الهامة ، التي نوهنا عنها من بداية هذا المقال .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29582
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم