سرايا - سرايا - محرر الشؤون الاجتماعية - لا تزال احوال الاردنيين تشكل هاجساً امام تحقيق احلامهم بسبب الظروف المادية الصعبة التي يعانون منها والتي تحرمهم من حقهم في اقل حلم ممكن ان يتمنوه كأن يكملوا تعليمهم او العيش بكرامة او حتى امام حقهم في الحياة من خلال حصولهم على العلاج اللازم والادوية التي يحتاجونها في حال اصيبوا بمرض او احتاجو للعلاج.
 
فكثيراً من هؤلاء الاردنيين المغلوبين لا يتبقى امامهم سوى اللجوء الى القروض من خلال البنوك المحلية وشركات التسهيل لتخفف عنهم آلامهم الموضعية او ليحققوا حلماً طالما ارادوا العيش به، رغم يقينهم المطلق ان تلك القروض ستسبب لهم آلاماً في وقت لاحق ربما لضيق حالتهم التي قد تصل احياناً الى عدم قدرتهم على سداد اقساط تلك القروض المستحقة عليهم ما يجعلهم عرضة للملاحقة القانونية امام التنفيذ القضائي والمحاكم.
 
والنساء الاردنيات فهن لسن بمعزل عن تلك الظروف القاسية فهناك المئات من الامهات الاردنيات اللواتي يعشن تلك الظروف الصعبة ويلجأن الى البنوك لتغطية احتياجاتهن او تسديد اقساط جامعة لأبناءهن او لكلف العلاج لهن او لأبناءهن ليصطدمن بعد حصولهم على مبتغاهن بالواقع الأليم الذي تعجز امامه تلك الامهات عن الوقوف في ظل عدم قدرتهن على سداد الاقساط لتصبح بعدها مطالبة اما بالتسديد او السجن !
 
"ام سدين" التي تقطن في احدى المحافظات فهي واحدة من هؤلاء النساء، ام سدين اللتي كانت تعمل في احدى الجمعيات كآذنة والتي أجرت خلال تلك الفترة عملية "اطفال انابيب" كي تتمكن من الانجاب وترى طفلتها التي حرمت من رؤيتها لسنوات بشكل طبيعي، تمكنت من انجابها بعد اجراءها لحوالي خمس عمليات لتنجح في الأخيرة، والتي لم تكن تجد طريقة سوى ان تلجأ للبنوك في سداد تكاليف تلك العمليات، وبقيت ام سدين تعمل في الجمعية وتقوم بسداد البنك الاقساط المستحقة عليها حسب الاتفاق بينهما الى ان انهكها التعب واصبحت تعاني الآلام في جسمها بفعل العمليات ولم تعد قادرة على الاستمرار في عملها.
 
استمرت ام سدين في سداد الاقساط المترتبة عليها الى ان توقفت عن العمل وبقي عليها مبلغ 815 دينار من اصل 1300 دينار كانت قد اقترضتها لإجراء العملية لا تستطيع سداد منها اي شيء في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيش فيها ومنزلها الذي يتكون من غرفة واحدة واثاثها البالي، وبات البنك يطالبها بسداد تلك الاقساط وإلا سيقوم بتقديم شكوى عليها لتحصيل المبلغ ويحملها اياه بالاضافة الى اتعاب المحامي في حال تمت الشكوى، وهي لا تمتلك ثمناً لسداد ما هو مطلوب منها، ليكون مصيرها السجن حتماً ان تمت الشكوى.
 
بكلمات مخنوقة ودموع منحبسة تحدث ام سدين لسرايا بأنها لا تريد شيئاً ولا تريد المساعدات فقط تريد تسديد البنك ما ترتب له من اقساط عليها فهي باتت تخاف من ان تسجن وتتشرد عائلتها وطفلتها من بعدها وان يرمي بهم القدر الى مصير مجهول، فهي لم تعد تستطيع النوم من شدة خوفها في ان يتم بأي لحظة توقيفها من قبل الأمن العام بعد ان يتقدم البنك بالشكوى عليها.
 
ولم تجد ام سدين إلا ان تعول على اهل الخير من الاردنيين سواء من افراد او جهات شعبية او جمعيات او جهات حكومية في الوقوف معها لتتمكن من سداد مبلغ 815 دينار للبنك وهي لا تريد اي شيء آخر.
* رقم هاتف ام سدين لمن يريد التواصل: 0790189967








 

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا