حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20110

وليد الخالدي يكتب : هل الإنسان مسيّر أم مخيّر .. !!؟؟

وليد الخالدي يكتب : هل الإنسان مسيّر أم مخيّر .. !!؟؟

وليد الخالدي يكتب : هل الإنسان مسيّر أم مخيّر .. !!؟؟

24-01-2017 03:42 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سمعته بصوته الواثق من الرأي الذي سيدلي به بعد حوار معمّق بين تيارين فكريين يتناقشان حول موضوع حيّر الفقهاء وأهل العلم والمعرفة والدراية، حول الخلق والتفقّه بملكوت خالق الأكوان..فموضوع النقاش الذي سمعت ذلك الفقيه يستخلص الحكمة ليبدي حوله رأيا مقنعا مبنيا على أسس معرفية دينية واسعة، مدعّمة بخبرة كبيرة في التنقل بإدراك بين التفاسير المتعددة، عندما أثير هذا الموضوع الذي يتمثّل في سؤال يلخّص مسيرة البشرية: هل الإنسان مسيّرٌ أم مخيّرٌ في هذه الحياة..

سؤال يخلو بالمطلق من البساطة لأنه ببساطة غاية في التعقيد، رغم اقتناع البعض بحكم سطحي حين يميل هذا البعض لرأي دون آخر..فالتياران متضادّان ومتآلفان في آن معا، فمن يميل لرأي وقناعة أن الإنسان مسيّر في هذه الحياة يستند إلى فكرة فحواها أن خط سير الحياة لكل إنسان مسجّلٌ في اللوح المحفوظ لا يعلمه الا الخالق البارئ المصور منذ اللحظة الأولى لهذا الإنسان بل وقبل ذلك، فرحلته مسطّرة ومحفوظة لا يحيد عنها سواء فيما يكسب أو كيف يعيش إلى أن يصل للمحطة النهائية في رحلته الدنيوية..فهو لم يختر كيف ومتى أتى الى هذه الحياة ولا أين ومتى سيغادرها فذلك في علم الغيب..كما أنه في علم الغيب أيضا كيف ستكون حياته السرمدية فيما بعد نعيما أم جحيما بحسب ما جنى في حياته الدنيوية..

رأي جليل ومقنع لمن يريد أن يقتنع أو يأخذ به...

أما التيار الآخر فيقول إن الإنسان مخيّر بدليل أنه برغم أن علم الله بالغيب لا يشاركه فيه أحد من إنس أو جن حقيقة مطلقة لا جدال فيها إلا أن الله خلق آدم والبشرية كلها على أحسن تقويم ووهب الإنسان العقل ليميّزه عن سائر الكائنات، فالعقل هو دليل التفكير ولا يستوي التفكير مع عدم الاختيار حيث أن الاختيار هو النتاج الطبيعي للتفكير، ومن ثم التمييز بين ما هو ضارّ وما هو نافع، فالعقل المميّز للإنسان هو جزء من معادلة الإختيار، سيّما وان الله أكرم الإنسان بالرسالات السماوية التي فيها نبراس الهداية ونور للعقل والحقيقة ومفتاح الإيمان المطلق بخالق الأكوان، فعليه، أي الإنسان،  مسؤولية الاختيار الأفضل بنور ذلك العقل وبهداية إضاءات الرسالات السماوية...فتلك المسؤولية دعامة أساسية وقوية للرأي الذي يميل الى أن الإنسان مخيّر بما حباه الله من وسائل التخيير التي يثبّت بها إيمانه العميق وذلك (باختيار) العمل الذي يساعده في الحصول على رضا الخالق..فهو، أي الإنسان، يختار ماذا يقول وماذا يفعل طمعا في رضا الخالق عز وجلّ..لذا فهو مخيّر..

رأي لا يقل أهمية للأخذ به عن الرأي الأول المتضادّ معه...

أعود للسطر الأول....
سمعته،أي ذلك الفقيه يقول رأيا قد يروق للبعض ولكنه ليس ملزما بقدر ما هو مقنعا..
يقول: إن الإنسان مسيٌر في أمور ومخيّر في أمور ولكن  علم الله سابق لكل شيء...
انتهى الحوار..صمت الجميع صمتا عميقا للتفكير والتدبّر..

وهنا اختتم هذه الخاطرة لأضيف رأيا استنتاجيا قد لا يكون بالضرورة صائبا ولكنه يستحق السمع..أقول: إن الإنسان مخيّر لما هو مسيّر له..فهو يختار بمحض إرادته وإلهامه ما هو في الأصل مسيّر له..


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20110

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم